Posts

Showing posts from October, 2012

الضربة الإسرائيلية للسودان.. رسالة إلى إيران أم مصر أو لبنان؟

Image
بقلم : د. هيثم مزاحم أقرّ الكيان الإسرائيلي ضمناً بمسؤوليته عن القصف الجوي الذي استهدف مجمعاً للذخيرة والصناعات العسكرية في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم في فجر يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2012. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رفضت التعقيب على اتهام السودان لها رسمياً بقصف مجمع اليرموك للتصنيع العسكري، الذي نفذته أربع مقاتلات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوداني مساء الأربعاء الماضي. وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك قال رداً على سؤال للتلفزيون الإسرائيلي عن الاتهامات السودانية: "لا يوجد شيء يمكن أن اقوله عن هذا الموضوع". وعادة إذا لم تنفِ إسرائيل مسؤوليتها عن عمل عدواني ما أو لم تتبنّه، فهذا يعني أنها المسؤولة عنه ولكن تتحفظ عن الإقرار الرسمي، لما في ذلك من عواقب قانونية دولية أو انتقامية. هو الأسلوب نفسه الذي اعتمدته في اغتيال القائد العسكري والأمني في حزب الله عماد مغنية. لم تتبنّ ولم تنفِ! لكن الإقرار الإسرائيلي قد جاء ضمناً من خلال كلام لرئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، معلقاً على الاتهام السوداني بالقول: "نحتاج الى بعض ال

أين هي دولة فلسطين؟

Image
بقلم : د. هيثم مزاحم طرح الكاتب الفرنسي المعروف ألان غريش تساؤلاً هو: "علامَ يُطلق اسم فلسطين؟" ليجيب عليه في كتابه الجديد الذي نقل إلى العربية مؤخراً في عرض تاريخي، يفضح فيه المشروع الاستيطاني العنصري الصهيوني من خلال الوقائع على الأرض والاستشهاد باقتباسات من قادة الصهيونية، لتكون الإجابة التي تدين الصهاينة من أفعالهم وأفواههم. لعل غريش أراد القول وهل بقي ثمة أراضٍ ذات وحدة جغرافية يمكن أن تشكّل دولة فلسطين في المستقبل. يقول غريش: "ماذا كان يعني وقتذاك الاعتراف بفلسطين دولة يتعيّن قيادتها نحو الاستقلال؟ لقد أريد للفلسطينيين المشاركة في سلب أنفسهم بأنفسهم. وكثيراً ما توجّه إليهم لائمة الافتقار إلى المرونة والحسّ التكتيكي والواقعيّة، فالبصيرة السياسية والعدالة لاتجتمعان. لكن أي شعب يقبل عن طيب خاطر رؤية شعب آخر يحلّ في مكانه؟! في أثناء حرب 1948-1949، بينما كانت الجيوش العربية تجتاح فلسطين، تساءل الفيلسوف اليهودي مارتن بابر المؤيد للتعاون اليهودي-العربي، قائلاً: "من هاجمنا؟ أولئك الذين شعروا بأننا اعتدينا

تأثير اللوبي اليهودي في الانتخابات الرئاسية الأميركية

Image
بقلم : د. هيثم مزاحم   "هل تعلم سبب شهرة القضية الفلسطينية؟ لأنكم أنتم أعداؤنا. يعود أصل الاهتمام بالفلسطينيين إلى الاهتمام بالمسألة اليهودية. الاهتمام كله لكم أنتم، وليس لي أنا. مصيبتنا هي أن عدونا هو إسرائيل التي تستفيد من دعم لا حدود له، من ناحية، ومن حظنا أن تكون إسرائيل عدونا، لأن اليهود بؤرة الاهتمام، من ناحية أخرى. أنتم تسببتم لنا بالهزيمة والشهرة معاً". هكذا خاطب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش المخرج الفرنسي اليهودي جان لوك غودار خلال لقاء مصوّر معه عام 2004. يقودنا كلام محمود درويش إلى انتخابات الرئاسة الأميركية التي اقترب موعدها الشهر المقبل (نوفمبر/تشرين الثاني 2012)، حيث يتسابق المرشحان الجمهوري ميت رومني والديموقراطي باراك أوباما على خطب ود إسرائيل لكسب أصوات اليهود الأميركيين الذين يصل عددهم إلى 6.5 ملايين يهودي، لأن للكيان الإسرائيلي حظوة كبيرة لدى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية. عوامل قوة اللوبي اليهودي ثمة سؤال يطرح نفسه هنا هو كيف نفسّر نفوذ اللوبي اليهودي في دوائر القرار الأساسية الأميركية وتأثيره في ال

هيثم مزاحم: ثورات الربيع العربى مستمرة والفائز الأكبر بها هم الإسلاميون

Image
حوار أبو الحسن طلعت - نشر في موقع حقوق دوت كوم يوم السبت  2012/10/13  قال هيثم مزاحم الباحث والصحفى والكاتب اللبناني المتخصص بالشئون الإسلامية فى تصريحات خاصة لموقع " حقوق دوت كوم " إن التحولات السياسية في المنطقة العربية بعد نجاح عدد من ثورات "الربيع العربي" تعد تاريخية ومفصلية ليس للعرب وحدهم فقط، وإنما للعالم بأكمله، مرجعاً ذلك لسببين أولهما هو أن المتغيرات الكبرى التي حدثت في العالم العربي والتي لا تزال تحدث، من قبيل تغيير بعض النظم السياسية، ستلقي بظلالها وتأثيراتها على أجزاء كثيرة من العالم، خصوصاً الدول التي تتشابك مصالحها الاقتصادية والسياسية بشكل مباشر مع مصالح هذه المنطقة العربية الحيوية والمهمة استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وجغرافياً نظرا لتنوّع مواردها الاقتصادية، واحتوائها على كميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي. كما أنها تمثل رابطاً بين قارات العالم، مما ينعكس تأثيرها إيجابا أو سلبا على الاقتصاد العالمي وطرق التجارة العالمية، إضافة إلى كون المنطقة العربية تشرف على ثلاث بحار مهمة هي البحر الأحمر والمت

الهدر الخليجي في الغرب بين السياحة والتسلّح

Image
د. هيثم مزاحم قبل أسبوع قرأت مقالة لصحافية أميركية تنتقد فيها هوس المستهلكين بالأجهزة الهاتفية والالكترونية الحديثة وتهافتهم بالملايين على المتاجر لشراء جهاز "الأي فون 5"( Iphone5 )   في اليوم الأول لنزوله إلى الأسواق في الولايات المتحدة الأميركية ومن ثم في باقي أنحاء العالم. ويتراوح سعر جهاز "( Iphone5 ) بين 700 و1400 دولار بحسب الدولة وتكلفة الشحن والضرائب. وتساءلت هذه الصحافية أنه لو تبرع كل من هؤلاء المستهلكين بعشرة دولارات للفقراء والمحتاجين، لكان المجموع مبلغاً كبيراً يساعد في سد جوع الكثيرين في أنحاء العالم. أعجبتني رؤية هذه الصحافية الغربية ونقدها الاجتماعي ذ و البعد الإنساني والأخلاقي. في اليوم التالي ظهر على اليوتيوب خبراً كيف أن أحد الذين اشتروا جهاز "الآي فون 5" الجديد قد وضعه في جهاز المايكرويف وأحرق الجهاز فقط كي يصوره بالفيديو ويضعه على موقع الكتروني لبيعه في المزاد. الغريب أن سعر الجهاز الخردة المحروق قد وصل إلى ثلاثة آلاف دولار فقط لأنه أصبح شهيراً على الانترنت واليوتيوب. تذكرت هنا المثل الشهير: "رزق الهبل عالمجانين&q