رسائل أميركية ـ إسرائيلية للخليج تطلب ضمانات لتسهيل الحظر النفطي والعقوبات على طهران



حلمي موسى - صحيفة السفير
تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل متوازٍ على خطى تسهيل فرض عقوبات نفطية على إيران والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية لها. وقد تزايدت في اليومين الأخيرين التهديدات الأميركية لإيران بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن بلاده «لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي» وتأكيد رئيس الأركان الأميركية المشتركة أن امتلاك إيران لسلاح نووي هو خط أحمر.
وقد كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عن رسائل أميركية وإسرائيلية لدول الخليج العربي تطالبها بضمان زيادة انتاج النفط لديها كوسيلة لتسهيل فرض الغرب حظراً على التعامل مع النفط الإيراني. وقالت الصحيفة إن هدف هذه الرسائل من جانب إسرائيل إلى الدول العربية الخليجية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها هو تيسير أمر فرض عقوبات نفطية على إيران وبنكها المركزي من دون المخاطرة بارتفاع في أسعار النفط العالمية. وأوضحت «معاريف» أن الولايات المتحدة هي الأخرى تعمل على اقناع عدد من الدول بما فيها السعودية، الكويت وامارات الخليج، على زيادة وتيرة انتاج النفط. وهناك جهد اضافي ايضا يبذل حيال ليبيا والعراق اللذين ينتعش انتاج النفط في آبارهما.
وفي اطار ذلك، وبعد أقل من اسبوعين من ارسال وزير الدفاع الاميركي، ليون بانيتا، رسالة حازمة الى اسرائيل حذرها فيها من عواقب عملية محتملة في ايران، غيّر النبرة وقال في مقابلة مع برنامج التحقيقات الاميركي «60 دقيقة»: «لن يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي».
وقدر بانيتا بأن ايران قد تصل الى قدرة نووية في السنة القريبة المقبلة، مضيفاً بانه «في حالة تطويرهم لقنبلة في منشأة نووية خفية، فان الجدول الزمني سيكون أسرع مما أشرت». غير أن الولايات المتحدة، حسب رأيه، لا تنوي السماح لإيران بتحقيق تطلعاتها. وأوضح بانه «اذا واصل الايرانيون تطوير القنبلة النووية وحصلنا على معلومات موثوقة تؤكد ذلك، فسنتخذ كل الوسائل اللازمة لوقفهم. لا يوجد خيار ليس موضوعاً على الطاولة. سلاح نووي بيد ايران هو أمر غير معقول. هذا خط أحمر بالنسبة لنا وبالطبع ايضاً بالنسبة للإسرائيليين».
نبرة كلام بانيتا تغيرت عن تلك التي اتخذها قبل أكثر من اسبوعين بقليل، بعد زيارته اسرائيل، حين حذر من مهاجمة ايران. فقد قال بانيتا في حينه ان عملية عسكرية اسرائيلية ستؤجل فقط تطوير القنبلة سنة أو سنتين، ولكنها لن تمنعها. في المقابل، قال بانيتا في حينه إن التصعيد سيكلف حياة الكثيرين وسيجر الشرق الاوسط بأسره الى مواجهة لا يمكن التحكم بها.
وأعلن رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتين دمبسي أن جيشه يستعد لهجوم عسكري محتمل على إيران. وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إنه يخشى أن يفهم الايرانيون بشكل خاطئ النوايا الأميركية، الأمر الذي يقود إلى تدهور الوضع نحو الصدام. واعتبر أن ذلك «سيشكل مأساة للمنطقة وللعالم بأسره».
وأشار دمبسي إلى إسرائيل قائلا إنه لا يضمن أن تبلغ إسرائيل البيت الأبيض إذا قررت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف أنه يفهم مخاوف إسرائيل ويشرك إسرائيل في المعلومات الأمنية المتوفرة للولايات المتحدة بهدف تعزيز أمنها.
وامتدح وزير حماية الجبهة الداخلية في إسرائيل الجنرال متان فلنائي أمس تغير الموقف الأميركي المعبر عنه بمواقف بانيتا ودمبسي وتفهمهما مخاوف إسرائيل وإعدادهما جيشهما لمهاجمة المنشآت الإيرانية. وقال «إن توافقنا مع الأميركيين وضع يختلف عن أن نكون وحدنا». وشدّد على «أنني أعتقد أن الأميركيين اطلعوا على معلومات استخبارية حقيقية وهم يفهمون أن الخطر الإيراني ليس ساذجاً وأنه حقيقي». وفي هذا السياق أشاد فلنائي بحملة كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك لإقناع الأميركيين بالموقف الإسرائيلي وقال إن اقتناع الأميركيين بأن المشروع النووي الإيراني يشكل خطراً، أمر حيوي. ورداً على سؤال حول ما إذا كان تفسير موقف بانيتا ودمبسي هو أن أميركا ستقوم بالعمل بدلاً من إسرائيل قال فلنائي: «عموماً لسنا في هذا المكان وإنما بعيدون عنه. الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان في المربع نفسه وبالفهم ذاته للخطر الإيراني».
وعموما يكثف الجيشان الأميركي والإسرائيلي هذه الأيام تعاونهما في الشأن الإيراني. وتبدي إسرائيل حالياً طمأنينة أكبر من السابق إزاء اعتبار إيران مشكلة أميركية أيضاً وليس فقط مشكلة إسرائيلية.

Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

السيرة الذاتية للدكتور هيثم مزاحم

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم