شمعون بيريز وموسوعة غينيس

بقلم: د. هيثم مزاحم
دخل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز موسوعة غينيس الخميس الماضي بسبب إلقائه محاضرة في التربية المدنية والمجتمعية لأكثر من 9 آلاف طالب في 215 مدرسة في كل أنحاء الكيان الإسرائيلي، وذلك عبر استخدام تقنية "الفيديو كونفرنس".

كما دخل بيريز (90 عاما) موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصفته أكبر رئيس دولة في منصبه في العالم.
ولد بيريز في بولندا (أو روسيا البيضاء حسب الحدود الدولية الحالية) في 2 آب 1923، وكان اسمه شمعون بيرسكي. هاجرت عائلته إلى فلسطين العام 1934 (أيام الانتداب البريطاني) واستقرت في مدينة تل أبيب التي تحوّلت آنذاك إلى مركز للمجتمع اليهودي. في العام 1947 انضم بيريز إلى قيادة ميليشيا الهاغانا التي كانت نواة الجيش الإسرائيلي، وكان مسؤولاً عن شراء العتاد والموارد البشرية.



في خمسينات وستينات القرن العشرين، عمل بيريز كدبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية وكانت مهمّته جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة. وفي العام 1949 عيّن رئيساً لبعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة. وفي العام 1952 تم تعيينه نائب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية ثم أصبح المدير العام في العام 1953. يُسجّل لبيريز أنه حقق نجاحاً باهراً في حصول الجيش الإسرائيلي على المقاتلة "ميراج 3" من فرنسا، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي (مفاعل ديمونة) بمساعدة الحكومة الفرنسية.
بيريز تولى رئاسة حزب العمل الإسرائيلي مرات عدة. كما تولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية على فترتين، الفترة الأولى بين العامين 1984 و1986، والفترة الثانية بين العامين 1995 و1996. 
بيريز هو المسؤول عن مجزرة قانا في جنوب لبنان، التي ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي في نيسان 1996، خلال عدوان "عناقيد الغضب"، والتي وقع ضحيتها نحو 106 شهداء مدنيين لبنانيين و116 جريحاً كانوا لجؤوا إلى مركز قيادة للقوات الدولية(يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان في قانا. 
لكن هذه المجزرة ومجازر أخرى مسؤول عنها بيريز ضد الشعب الفلسطيني، لم تمنعه العام 1994 من الحصول على جائزة "نوبل للسلام" التي تمنحها لجنة أكاديمية العلوم السويدية بعد توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، وهو ما أثار انتقادات كبيرة دولية وعربية للقائمين على الجائزة.
في حزيران 2006 انتقل بيريز إلى حزب كاديما، وفي 13 حزيران 2007 انتخبه الكنيست لمنصب رئيس "دولة إسرائيل".
المفارقة أن مستوطناً بولندياً قدِم إلى أرض تبعد آلاف الكيلومترات عن وطنه الأصلي، بولندا، فتم تهجير سكان هذه الأرض الأصليين، ثم أصبح رئيس الدولة المقامة على هذه الأرض. لعلّ بيريز يستحق أن يدخل موسوعة "غينيس" مرة ثالثة على هذا الإنجاز الأهم. 
مسكين الشعب الفلسطيني، فهو أيضاً يجب أن يدخل "غينيس" باعتبار أن بلده فلسطين هي الدولة الوحيدة المحتلة في العالم في القرن الحادي والعشرين.

Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

السيرة الذاتية للدكتور هيثم مزاحم

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم