البابا والإسلام والإيمان - د. رضوان السيّد
يبدأ البابا المحاضرة بتذكُّر نفسِه أُستاذاً للّاهوت بجامعة بون عام 1959م، حيث كان يلتقي بزملائه البروتستانت، وتدورُ بينهم حواراتٌ حول إمكان التلاقي؛ لأنّ بالجامعة المذكورة كليّتين؛ إحداهما للّاهوت الكاثوليكيّ والأُخرى للّاهوت البروتستانتيّ. ثمّ يختارُ بدءَ موضوعه في العقل والإيمان، باقتباسٍ من الإمبراطور البيزنطيّ "مانويل الثاني باليولوغوس"، ذكره في معرض مجادلته لعالمٍ فارسيٍ مسلمٍ مفترَض، مؤدَّاه أنّ الله سبحانه ذو طبيعةٍ عاقلةٍ؛ ولذلك فإنّ الإيمانَ بالنسبة له يرتبط بالعقل، وهو يقصِدُ بذلك الإرادة الحُرَّة العاقلة. والبابا، مستنداً إلى "عادل تيودور خوري"، عالم اللاهوت الكاثوليكيّ المعروف، ذي الأصل اللبناني، والذي نشر جدالات مانويل الثاني أو محاوراته مع المسلمين، يذكر أنّ فكرة لاعُنفيّة الذات الإلهيّة، وبالتالي تعقُّلها، آتيةٌ من الفلسفة الإغريقيّة «اليونانيّة». ولليونانية معنيان اصطلاحيّان. فالتقليد اليونانيّ في المسيحيّة هو التقليد الدينيّ الأرثوذكسيّ، والأرثوذكسيّة هي دين الإمبراطور مانويل صاحب الجدالات. لكنّ البابا يختارُ المعنى الثاني للاصطلاح بدون مبرِّرٍ...