النص القرآني، المكانة والدور-محاولة لترسيم الدور المعرفي لثنائي القرآن والسنّة
الشيخ حيدر حبّ الله تكاد وجهات النظر جميعها تتّفق على منح القرآن الكريم مكانةً مرموقةً في الإسلام والفكر الإسلامي، فيما تحافظ السنّة الشريفة على موقعيةٍ مميزةٍ في هذا الوسط. لكن إشكاليات عديدة، أثارها ثنائي القرآن والسنّة ـ وعلى امتداد التاريخ ـ في الفكر الإسلامي، ليخضع هذا الفكرُ على أثرها لتجاذبات بلغت درجة كبيرة من الحدّة أحياناً كثيرة، ونحاول هنا رصد تحوّلات الموقف، وتسجيل ملاحظات على سبيل الايجاز والاختصار: 1 ـ أوّل وأهم إشكاليّة على هذا الصعيد، تكمن في الرسم الهرمي لوسائل الإثبات في الفكرالديني، فرغم تداول شعار القرآن أوّلاً والسنّة ثانياً، إلا أن تيارين آخرين وقفا على حذر من هذه المقولة: التيار الأوّل: التيار الأخباري النظري عند الشيعة والسنّة معاً، ونعني به ذلك المنحى الذي نظّر لأولوية السنّة على القرآن، وأحال فهم النص القرآني خارج نطاق السنّة، مستنداً، فيما استند إليه لتبنّي رؤيته هذه، إلى السنّة نفسها. ولا نستهدف فعلاً الخوض في جدل مع هذا الاتجاه، إذ له مجاله الخاص من علم أصول الفقه والكلام أيضاً، وانما نركّز على: التيار الثاني: وهو التيار الأخباري العملي، ذاك...