الخوف على الدين: من الغرب أم النخبة أم المجتمع؟
د. رضوان السيّد حضرتُ في تونس - بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية - مؤتمرا عن الدولة والدين في الوطن العربي قبل الثورات وبعدها. وقد حضره مفكرون وباحثون وسياسيون ورجال سلطة من عهد ما بعد الثورات. أما أنا فأسهمت بمحاضرة بعنوان «الدين والدولة في زمن الثورات: المنظور النهضوي ومطالبه». وقد لاحظتُ فيها أن «الإسلام السياسي» المتمثل في «الإخوان المسلمين» ومشابهاتهم انتهى في حقبة ما قبل الثورات، من الناحية الفكرية والعقائدية، إلى ثلاث مقولات: إحلال الشريعة محل الأمة باعتبارها المرجعية ومصدر السلطات. وقد غادرت الشريعة الدولة وتوشك أن تغادر المجتمع - فلا بد من الوصول إلى السلطة لعدة أسباب يأتي في مقدمتها تطبيق الشريعة! وتابعتُ أنه بعد الثورات؛ فإن «الإخوان» والسلفيين - و«الإخوان» أكثر من السلفيين - أظهروا تلاؤما وبراغماتية. لكن السلفيين لا يزالون مصرين على تصحيح ديننا وعقائدنا وممارساتنا، وإصلاح إدارة الشأن العام بالتزام الشريعة أيضا. كما أن «الإخوان» مصرون على مدنية الدولة، وتطبيق الشريعة في الوقت نفسه. وهم مستعدون للحوار أكث...