أزمة المسلمين بين التكفير والتفجير
بقلم : د. هيثم مزاحم يروى أن عالماً من مذهب إسلامي أراد أن يعرف فقه المذهب الإسلامي الآخر المخالف له، فأرسل أحدهم كي يطلعه على بعض تفاصيل العبادات في ذلك المذهب. وعندما عاد المخبر، فكان يسأله عن تفاصيل في الصلاة والتعبّد ويفتي بعكسها، إلى أن سأله رجل الدين إن كان رجل الدين من المذهب الآخر يغلق عينيه أم يفتحهما أثناء السجود، فلم يتمكن المخبر من معرفة ذلك، فأفتى رجل الدين بفتح عين وإبقاء أخرى مغلقة. لعل هذه القصة مختلقة أو تقال على سبيل المزح والنكتة، ولكنها تعبّر عن واقعنا الإسلامي المأزوم، بحيث أصبحت الفتوى تقوم على المزاج والمصلحة الشخصية والسياسية وردة الفعل العصبية والمذهبية وليس استناداّ إلى القرآن والسنة. فأصبح كل مذهب يكفّر المذهب الآخر بل أصبح التكفير داخل المذهب الواحد وداخل الجماعة السياسية الواحدة، بسبب الخلاف السياسي أو الصراع على السلطة والقيادة. والتعصب والتكفير لم يعد حكراً على مذهب أو جماعة، فكل طائفة تكفّر الأخرى. ويعيدنا واقع التكفير اليوم إلى الحديث المشهور والموضوع "لتفترقنّ أمتي على ثلاث وسبعين، فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار"، والذي تلقاه...