الإمام موسى الصدر والنزعة الإصلاحية
د. زكي الميلاد يعتبر السيد موسى الصدر من المصلحين الذين كانت تحركهم نزعة الإصلاح بوعي شديد، وهي النزعة التي اصطبغت بها تحركاته ونشاطاته الثقافية والاجتماعية والسياسية. وكان متحفزاً لهذا الدور الإصلاحي، وساعياً إلى تقمصه، ومتطلعاً من ورائه إلى إحداث تغيير ونهضة وتقدم في الأمة.وعند النظر لهذا الدور الإصلاحي الذي نهض به الإمام الصدر، يمكن التوقف أمام بعض الملاحظات التي تتصل بالإطار العام، وتكوين المعرفة بطبيعة وملامح ذلك الدور الإصلاحي. وهذه الملاحظات هي: أولاً: يعتبر الإمام الصدر من المصلحين الذين تبلورت حركتهم الإصلاحية في مجتمع غير المجتمع الذي كانوا ينتمون إليه من حيث الولادة والنشأة، ومن حيث المكان والأرض. ويصدق هذا الحال على بعض رجالات حركة الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث، كالشيخ محمد رشيد رضا الذي تبلور نشاطه الإصلاحي في مصر، وهو القادم إليها من طرابلس لبنان. وقد اعتبرت الباحثة الفرنسية صابرينا ميرفان في كتابها التوثيقي عن حركة الإصلاح الشيعي في لبنان، أن السيد موسى الصدر كان أول أجنبي جاء إلى جبل عامل في