علم الكلام المعتزلي.. وحفظ الزيدية واليهود
د. رضوان السيد عندما بدأت الدراسات في أواسط القرن التاسع عشر، على علم الكلام اليهودي، المكتوب بالعربية منذ القرن الخامس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، اعتقد الدارسون اليهود والبروتستانت لتاريخ اللاهوت اليهودي (الذين ما كانوا يعرفون العربية، واعتمدوا في قراءة النصوص وترجمتها على دارسي العربية من تلامذتهم)، أن المسلمين - والمعتزلة على الخصوص - إنما تأثروا باليهود الذين بدأوا بالكتابة بالعربية في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي. وما استطاع أحد المناقشة في ذلك على الرغم من الشكوك فيه من جانب ماكدونالد ثم هلموت ريتر. وعلة ذلك أن أكثر كتب المعتزلة كانت قد اختفت أو ضاعت، خاصة ما كتبوه قبل القرن الخامس الهجري. وقد اعتمد الدارسون للمعتزلة في الأكثر على الشذرات والاقتباسات والردود المعتزلية الموجودة في كتب خصومهم من الأشاعرة، مثل الباقلاني والجويني والغزالي وفخر الدين الرازي. ثم وجد نيبرغ كتاب «الانتصار» للخياط المعتزلي من القرن الرابع، وهو في «الرد على ابن الراوندي الملحد»، ونشره بالقاهرة عام 1925. ووجد هلموت ريتر بإسطنبول كتاب الأشعري «مقالات الإسلاميين»، ونشره بإسطنبول أيضا عام 1928