المسيحيون في فلسطين بين الهجرة والتهجير
د. هيثم مزاحم فلسطين هي مهد السيد المسيح(ع) وهي مهد المسيحية، لكن مسيحيي فلسطين لايزالون يعانون من آثار النكبات العربية والفلسطينية منذ 1948 وحتى اليوم، والتي أدت إلى طرد معظمهم وهجرة قسم آخر وصمود القسم الأخير في ظل أوضاع وظروف سياسية وأمنية واقتصادية قاسية. ولاشك أنه نتيجة قيام الكيان الصهيوني على فلسطين، تعرّض المسيحيون والمسلمون في فلسطين بشكل عام، وخصوصاً في القدس المحتلة لضغوط شديدة في حياتهم الاقتصادية والسياسية وممارساتهم الدينية، فضلاً عن سلب أراضيهم ومنازلهم وتهجير غالبيتهم إلى الضفة والغربية وقطاع غزة وإلى الدول العربية المجاورة. الوضع الديموغرافي للمسيحيين في فلسطين المحتلة بحسب دراسة أعدها برنارد سابيلا، وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة القدس، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة بيت لحم، فقد شهدت أعداد المسيحيين في فلسطين تراجعاً مستمراً في نسبتهم منذ نهاية القرن التاسع عشر. ففي العام 1894 كان هناك 42871 مسيحياً أو 13.3% من مجموع سكان فلسطين الذي وصل آنذاك إلى 322338 نسمة، ولم يكن يوجد حينذاك أكثر من 40 ألف...