الاستشراق بين النقد والتصحيح
بقلم : د. هيثم مزاحم في الصورة: جامعة برايتون في إنجلترا. بدأ الاهتمام الأوروبي بالدراسات الإسلامية والعربية في القرن الـ11الميلادي إثر الحملات الصليبية على العالم الإسلامي (1096– 1143م) حيث صدرت أول ترجمة لاتينية للقرآن الكريم في العام 1143م (ترجمة روبرتوس) حيث كانت بداية الترجمات من اللغة العربية إلى اللاتينية واللغات الأوروبية تهدف لخدمة الطموحات التبشيرية المسيحية من جهة، ونقل التراث الإسلامي واليوناني في الفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات والفلك والطب إلى أوروبا من جهة أخرى، وبدأت الدراسة الجادة للغة العربية في أوروبا وبلغت ذروة ازدهارها في إسبانيا أيام تيار الإنسانية الإسباني المبكر، وقدمت الحرف المطبعي العربي في مطبعة العالم التي أسسها فيرويناند فون ميديشي، في ثمانينات القرن الـ16الميلادي، حيث طبع كتاب القانون لابن سينا كأول كتاب بالأحرف العربية، وتتالت بعده طباعة الكتب العربية. وكانت هذه الترجمة اللاتينية للقرآن الكريم ضعيفة وغير أمينة واعتمدت لأسباب تبشيرية ولم تنشر إلا بعد 4 قرون حيث بقي مضمون القرآن الكريم مجهولاً في أوروبا لقرون طويلة إلى أن جاءت ترجمة كيتينيسي...