المرجعية الدينية بين الواقع التقليدي وطموحات المأسسة: العلامة فضل الله نموذجاً
الدكتور هيثم مزاحم hmzahem@yahoo.com شهدت الحوزة العلمية للمسلمين الشيعة في القرن الماضي دعوات جدية واقتراحات منهجية لتطوير المرجعية الدينية ومأسستها، ولعلّ أبرز المناقشات حول تطوير المرجعية ومأسستها تعود إلى خريف العام 1960م وشتاء العام 1961م، حيث انطلقت نقاشات بين الفقهاء والعلماء في إيران حول اختيار مرجع التقليد ووظائفه. وكان من أبرز، الذين طرحوا أفكاراً وكتبوا أبحاثاً حول تطوير مرجعية التقليد وآلية اختيارها ووظائفها وتحويلها إلى مؤسسة، آية الله السيد محمود الطالقاني (ت 1979م) والسيد مرتضى الجزائري، والشيخ مرتضى مطهري (ت1979م)، والشيخ محمد مهدي بهشتي (ت 1980م)، والمفكر الإسلامي مهدي بازركان (ت 1995). ولاحقاً طرح آية الله السيد محمد باقر الصدر أطروحة أطلق عليها تسمية "المرجعية الصالحة أو الرشيدة"، وطرح آية الله السيد محمد حسين فضل الله(ت 2010م) كذلك اقتراحاً سمّاه "المرجعية المؤسسة"، إضافة إلى أفكار متفرقة طرحها عدد من العلماء والفقهاء تركزت على تطوير المرجعية والحوزة الدينية، أبرزهم الشيخ مرتضى مطهري، والإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين...