الزرقاوي والحاخام - هيثم مزاحم

الزرقاوي والحاخام
هيثم مزاحم
البيان 12 سبتمبر 2005



طريف هو تعليق الحاخام الإسرائيلي المتطرف عوفاديا يوسف على الكارثة التي سببها إعصار كاترينا في الولايات المتحدة إذ قال إنها عقاب أنزله الله على الرئيس الأميركي جورج بوش لدعمه الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية الأربعاء 7- 9- 2005 عن الحاخام يوسف (84 سنة)، المعروف بعنصريته ضد العرب والمسلمين، قوله لأتباعه إن «الإعصار عقاب أنزله الله على بوش لما فعله في غوش قطيف»، كبرى المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.

وأوضح أن الرعاية الإلهية لا تحل في أي مكان في العالم لا تدرس فيه التوراة. وأضاف «وقع التسونامي وكوارث طبيعية فظيعة وكل ذلك بسبب إهمال تدريس التوراة» في إشارة إلى «تسونامي» الذي ضرب آسيا في ديسمبر 2004 وأوقع أكثر من 200 ألف قتيل. وتابع يوسف «هناك (في نيواورليانز) يعيش السود، وهل يدرس السود التوراة؟ سيضربهم تسونامي وسيقضون غرقاً».

اللافت في تعليقات الحاخام هو عنصريته الشديدة ضد غير اليهود (الغوييم) وخاصة السود وهي تصريحات عنصرية لو أطلقها أحد في أميركا أو أوروبا لتسنى محاكمته بتهمة العنصرية. وهذا الحاخام هو نفسه الذي وصف العرب في يوليو 2001 بأنهم «أبناء أفاعي». وقال عنهم «إنهم يتكاثرون في المدينة القديمة للقدس كالنمل ليذهبوا إلى الجحيم وسيرسلهم المسيح إلى جهنم».

والغريب أن عوفاديا يوسف ولد في بغداد (العراق) أي في بلد عربي ثم ترعرع في فلسطين (بلد عربي آخر) في ظل الانتداب البريطاني إلى أن أصبح كبير حاخامات اليهود الشرقيين (السفرديم) في إسرائيل مطلع الثمانينات. إذن هو عربي المولد والجنسية قبل نشوء إسرائيل لكنه بسبب عنصريته العرقية وفاشيته الدينية يكره العرب والمسلمين والمسيحيين وكل من هم ليسوا بيهود.

حتى إنه قد اعتبر مرة أن الكثير من المهاجرين اليهود الروس إلى إسرائيل ليسوا يهوداً بل هم مسيحيون ادعوا اليهودية كي يهاجروا إلى إسرائيل وجلبوا إليها معهم لحم الخنزير والدعارة، بحسب قوله.في المقابل، قام الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي بتهنئة زعيم تنظيم القاعدة ونائبه وزعيم حركة طالبان الأفغانية على بوادر انهيار الولايات المتحدة عقب إعصار كاترينا.

واعتبر الزرقاوي في رسالته «إن بشائر النصر لاحت في الأفق ونزل غضب الجبار على القوم الظالمين فقد بلغ قتلاهم الآلاف وخسائرهم المليارات، وإن عجز أهل الأرض من المسلمين عن الذود عن دينهم فإن ربك للظالمين بالمرصاد». ثمة جامع مشترك بين المتطرفين عموماً ألا وهو الشماتة في ضحايا إعصار «كاترينا» في أميركا ونسب الأمر إلى انتقام إلهي من الولايات المتحدة بسبب سياساتها في الشرق الأوسط،

بينما لا يفسر لنا الزرقاوي هل الكوارث الطبيعية التي تصيب الدول الإسلامية هي انتقام إلهي أيضاً من المسلمين؟! وهل تأكد الحاخام عوفاديا يوسف أنه ليس بين ضحايا «كاترينا» يهود أميركيون أم إنه يعتبر اليهود الغربيين (الأشكيناز) كفاراً وليسوا بيهود حقيقيين؟

لقد قامت الأمم المتحدة مؤخراً بإلغاء قرار سابق لها يعتبر الصهيونية «حركة عنصرية» وذلك نتيجة ضغوطات سياسية أميركية وإسرائيلية، رغم ازدياد العنصرية الإسرائيلية والتي تجلت في الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة، ولكن أليس حرياً بالأمم المتحدة والدول الغربية أن تقوم بتصنيف بعض الجماعات والشخصيات بـ «العنصرية» على غرار تصنيفها للمنظمات الإرهابية،

كي يدخل في عدادها الحاخام عوفاديا يوسف وأمثاله، فيما يدخل الزرقاوي وجماعته في المنظمات الإرهابية من جهة، بينما ينبغي إدراج من يدعمونه إعلامياً ومادياً ويبررون أعماله الإرهابية والطائفية في قائمة الإرهابيين والعنصريين.

hmzahem@yahoo.com

Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم

آية الله الشيخ حسن رميتي: نؤيد التخصص في الدراسة الحوزوية