انتخابات مجلس الشورى في سلطنة عُمان - د. هيثم مزاحم

انتخابات مجلس الشورى في سلطنة عُمان
هيثم مزاحم


تشهد سلطنة عمان انتخابات لمجلس الشورى، الذي يشكل مع مجلس الدولة مجلس عمان، وهو هيئة استشارية منتخبة جزئياً، لا تتمتع بسلطات تشريعية.
ومعلوم أن نظام الحكم في سلطنة عُمان ملكي وراثي، يتمتع فيه السلطان بسلطات واسعة، ويحق للسلطان ومجلس وزرائه فقط تشريع القوانين. ولم يعلن بعد عن نقل سلطات تشريعية إلى مجلس الشورى.
السلطان قابوس بن سعيد، الذي يحكم البلاد منذ أن اطاح بوالده عام الف وتسعمئة وسبعين، كان قد وعد في مارس الماضي بالتخلي عن بعض سلطاته التشريعية لمجلس عمان، المكوّن من مجلس شورى ومجلس الدولة.
يبلغ عدد سكان السلطنة بحسب الإحصاء الأخير وللمواطنين والمقيمين لسنة ألفين وخمسة نحو مليونين ونصف مليون نسمة. العمال الأجانب يقدرون بـستمئة ألف ومعظمهم من الهند وباكستان وبنغلاديش ومصر والأردن والفلبين.
يشارك أكثر من نصف مليون ناخب وناخبة في انتخاب اعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم أربعة وثمانين عضواً.
الدوائر التي يبلغ تعدادها ثلاثين ألف شخص تنتخب عضوين، فيما تنتخب الدوائر الأصغر عضواً واحداً. وكانت أول انتخابات أجريت عام الف وتسعمئة وواحد وتسعين.
وقد شهدت السلطنة احتجاجات في فبراير شباط الماضي في ظفار وصلالة جنوب البلاد وصحار شمال شرق البلاد، في أعقاب ثورتي مصر وتونس. كما اعتصم الآلاف أمام مكتب محافظ ظفار لأشهر عدة.
المتظاهرون طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وركزوا مطالبهم على زيادة الأجور وتوفير فرص عمل وإنهاء الفساد. كما دعوا الى منح مجلس الشورى المزيد من الصلاحيات.
قوات الأمن العمانية قمعت الاحتجاجات وقتلت عدداً من المتظاهرين وألقت القبض على العشرات منهم.
لتهدئة الاحتجاجات، أعلن السلطان قابوس عن برامج لتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد، ووعد بإنفاق ملياري وستمئة مليون دولار لتنفيذ بعض مطالب المحتجين. كما بدأ سلسلة تغييرات من بينها إقالة إثني عشر وزيراً، وصرف إعانة بطالة شهرية للعاطلين عن العمل وزيادة رواتب موظفي الحكومة.
مجلس التعاون الخليجي أعلن بدوره عن تقديم عشرة مليارات دولار لمساعدة سلطنة عمان.
يذكر أن ظفار كانت شهدت ثورة انطلقت منذ عام الف وتسعمئة وخمسة وستين، امتدت نحو عشرة أعوام، تمكن السلطان قابوس من القضاء عليها بمساعدة بريطانية وإيرانية عام الف وتسعمئة وستة وسبعين، حيث أعلن عن دمج اقليم ظفار في سلطنة عمان.
أبرز أسباب الثورة على حكم السلطان كان حالة التخلف التي سادت السلطنة عموماً واقليم ظفار خصوصاً، إلى انتشار المد القومي العربي واليساري ومقاومة الاستعمار البريطاني.
يشار إلى أن معظم سكان البلاد، بمن فيهم السلطان، ينتمون إلى المذهب الأباضي، وهي فرقة من بقايا الخوارج. فيما يشكّل السنة مع أقليات صغيرة كالشيعة والهندوس البقية الباقية. لكن مصادر أخرى تقول إن الأباضية يشكلون نسبة خمسة وأربعين بالمئة ويشكّل السنة خمسين بالمئة والخمسة بالمئة الباقية من الشيعة الإثني عشرية والهندوس وأقليات أخرى.
ومن نافل القول إن سلطنة عُمان تحتل الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويكتسب موقعها أهمية استراتيجية نظراً لوقوعه على بوابة الخليج العربي.

Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم

آية الله الشيخ حسن رميتي: نؤيد التخصص في الدراسة الحوزوية