مسيحيو العراق: قراءة في تاريخهم وواقعهم الراهن - د. هيثم مزاحم
يتعرّض المسيحيون في العراق منذ سنوات إلى اليوم لموجة من الهجمات الإرهابية والتهديدات من جماعات إرهابية تكفيرية تزعم انتماءها إلى الإسلام، والإسلام منها براء. وإثر الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد ارتفعت أصوات مطالبة بهجرة المسيحيين من العراق إلى دول أخرى وخصوصاً إلى أوروبا، للحفاظ على حيواتهم. ولكن هذه الدعوات التي جاءت من قبل رجال دين مسيحيين وسياسيين غربيين تساهم بوعي أو عن غير وعي ــ في تحقيق هدف الإرهابيين بتهجير مسيحيي العراق وفي إفراغ المنطقة من وجودهم الذي استمر أكثر من ألفي سنة مع إخوانهم المسلمين حيث ساهم المسيحيون العراقيون ــ على غرار المسيحيين العرب والشرقيين الآخرين ــ في بناء حضارة هذه المنطقة. من هنا يجب البحث عن حل عربي وعالمي لمشكلة الإرهاب التكفيري الذي لا يستهدف فقط المسيحيين بل المسلمين بطوائفهم كافة في العراق.
كما يجب على المسلمين التضامن مع المسيحيين وحمايتهم وحماية أماكنهم المقدسة والتمسك ببقائهم في العراق، لأن غيابهم أو تغييبهم يعني القضاء على التعددية التي امتازت بها بلاد الرافدين وغيرها من دول المنطقة التي تتواجد فيها أقلية مسيحية.
تسلّط هذه الدراسة الضوء على تاريخ مسيحيي العراق ودورهم الثقافي والسياسي وواقعهم الديموغرافي وتوّزعهم الجغرافي في الوقت الراهن.
تاريخ نصارى العراق..
المسيحيون العراقيون هم من سكان بلاد ما بين النهرين الأصليين، أحفاد البابليين والكلدانيين والآشوريين والعرب، المتمثلين بقبائل تغلب، وإياد، ومضر، وربيعة، وسليم، وطيء. ولا شكّ في أن تاريخ المسيحية في العراق يعود إلى بدايات هذا الدين السماوي، الذي ظهر في فلسطين، وانتشر في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية.
وقد ظهرت المسيحية في العراق منذ بداية القرن الأول الميلادي، ثم انتشرت في القرن الثالث حيث اعتنق معظم سكان بلاد الرافدين المسيحية، فيما كان بعض منهم يعتنق اليهودية والمجوسية والمانوية وعبادة الأوثان. ويعود الفضل في بدء التبشير بالمسيحية في غرب العراق إلى بعض الأَسْرَى المسيحيين، الذين نُقلوا إلى الحيرة وغيرها، في سنة 260م، خلال الصراع بين الغساسنة والمناذرة. ولكن الفضل الأول في هذا الإنتشار يعود إلى العمودي الأكبر القديس سمعان في النصف الأول من القرن الخامس الذي أثر في حركة التبشير كثيراً.
ويروى أن طيمون، أحد الشمامسة السبعة، قد بشّر بالدين الجديد في البصرة وكان أسقفاً لها. وعلى الرغم من كون الإقبال على المسيحية كان بطيئاً في العراق، فقد شارك في أعمال المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية في سنة 381م أسقف واحد من بصرى (البصرة) من العراق.
وقد أسهم ملوك الحيرة المناذرة في حماية المسيحية في العراق وفارس، وخصوصاً المنذر الأول (418ـ462م). وقد اشترك أساقفة الحيرة في القرن الخامس في مجامع محلية، ترأسها جاثليق سلوقية، ووافقوا على مقرّراتها، فأمسوا من النساطرة. وفي مطلع القرن السادس الميلادي، نشط السريان لِبثِّ دعوتهم في الحيرة، فأمّها شمعون الأرشمي، وأقام فيها، ودعا إلى دعوته، فاستجاب له بعض المسيحيين، وبنى أشرافهم كنيسة أو أكثر في العراق. وقد عاصر شمعون ملك الحيرة أنذاك المنذر الثالث، واعتبر أكبر داعٍ إلى المسيحية في الحيرة عاصمة الدولة.
وكانت حيرة النعمان في الربع الأول من القرن السادس أرثوذكسية خاصة، على الرغم من تغلغل النسطرة في بلاد فارس. وذلك لأنها استأثرت بالنصيب الأوفى من عناية مار شمعون الأرشمي، ومن نضاله المرير في نصرة الدين المسيحي، منذ العقد الأخير من القرن الخامس وحتى العام 523 ـ 524م، كما كتب في رسالته الأولى إلى "شهداء نجران".
ويُذْكر أنه بموت النعمان، تولى الملك الشاعر الشهير عمرو بن كلثوم (554ـ569م) وكان مسيحياً، وأنشأت أمه هند الغسانية، زوجة المنذر الميت، ديراً في الحيرة. ويبدو أنه بعد موت عمرو، رجع خليفته المنذر بن المنذر إلى الوثنية.
وثمة روايات متضاربة حول تنصّر ملوك الحيرة، فالطبري يروي أن "امرأ القيس بن عمرو إبن عدي (288 ـ 328م) أول من تنصّر من ملوك الحيرة". ويذكر ابن خلدون أن النعمان ابن شقيقة (النعمان الأعور 403 ـ 431م) هو أول من تنصّر. ولا يتسع المقام هنا للحديث عن دور الحيرة في نهضة الشعر والأدب والخطابة والعلم، في تاريخ العراق والعرب قبل ظهور الإسلام، ودور المسيحيين في تلك النهضة.
وأقدم كنيسة في العراق موجودة آثارها في محافظة كربلاء، قرب بلدة عين تمر، وهي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم.
ظهور الإسلام..
وبعد ظهور الإسلام حوالي سنة 600م وسيادته على الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام، ترك الإسلام لديانات أهل الكتاب، وخصوصاً المسيحيين منها، حرية البقاء على دينهم وممارسة شعائرهم الدينية، كما كانت لهم مناظرات ومباهلات دينية مع الرسول محمد (ص) وأهل بيته. وبعد الفتح الإسلامي للعراق، تضاءلت أعداد المسيحيين بشكل كبير على مدى قرون عدة لأسباب عديدة، منها اعتناق الكثيرين منهم الإسلام.
ويروى أن الخليفة عمر بن الخطاب قد أوصى في رسالة إلى قادة الجند من المسلمين أن يتركوا قيادة الجيش إلى قائد من المسيحيين إذا أرادوا فتح تكريت والموصل بأقل الخسائر، ما يشير إلى أن المسيحيون العراقيين كانوا يقاتلون في صفوف الجيش الإسلامي. إذ عندما طالبهم المسلمون بدفع الجزية رفضوا ذلك وقالوا بأنهم أشجع من أن يقعدوا في البيوت، وقرروا أن يقاتلوا مع المسلمين وأن يدفعوا المال، فأطلق عليهم آنذاك "ذو الجزيتين" أي أنهم يدفعون الجزية ويقاتلون في صفوف المسلمين.
ولم يكتف مسيحيو العراق بالمساهمة بالقتال ودفع الجزية، بل كان لهم الفضل على الثقافة العربية الإسلامية في التربية والتعليم وترجمة التراث اليوناني إلى العربية. كما أسهم المسيحيون العرب، وخصوصاً في العراق، في النهضة العربية والإسلامية في تاريخ الخلافة الإسلامية، ولا سيّما في عهدي الأمويين والعباسيين. فعندما بنيت بغداد، وانتقلت إليها الحكومة العباسية، شجعت السلطات حركة التأليف والترجمة، فبدأ العلماء والأطباء والمثقفون السريان المسيحيون يتوافدون على بغداد للإسهام في هذه الحركة العلمية التي بدأت تزدهر في عهد الخليفة هارون الرشيد، حينما أقيمت أكاديمية بيت الحكمة في عام 800 م تقريباً (212هـ). وبرز عدد من العلماء والأطباء والفقهاء السريان، الذين كانوا من أصول آرامية وعربية وكلدية وآشورية، فأسهموا منذ نهاية القرن السابع وحتى القرن العاشر في الحركة العلمية والحضارية العربية. وقد أحصى ابن النديم عدد المساهمين في حركة الترجمة العربية، فظهر أن معظم هؤلاء كانوا من الصفوة المتعلّمة من السريان، ومعهم عدد من أهل حَرّان ذوي الأصول البابلية ـ الكلدية الذين يطلق عليهم (الصابئة).
وعلى الرغم من طابع المدّ والجزر في العلاقات الإسلامية ـ المسيحية بحسب الحكومات والحكام، إلا أن التعايش الإسلامي ـ المسيحي استمر في العراق والأمصار الإسلامية، وصولاً إلى الحقبة العثمانية التي لقي بعض المسحيين وكثير من المسلمين، خصوصاً العرب منهم، ظلماً كبيراً خلال حكمها. وقد عاش المسيحيون العراقيون مع إخوتهم المسلمين خلال فترة الحكم العثماني ( 1534ـ 1918 م)، وتحملوا صعوبات هذا العهد وشقائه من ظلم وفساد سياسيين، فضلاً عن إلى عراقيل اجتماعية واقتصادية، الأمر الذي أبقاهم بعيدين عن ميادين الفكر والنهضة، وذلك بسبب النظرة الشوفينية التركية. فكان العراقيون جميعاً مضطهدين، ينتشر بينهم الجهل والفقر والمرض. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض المسيحيين استطاعوا أن يبرزوا على الساحة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فأسهموا في حركة اليقظة والنهضة العربيتين مع إخوانهم المسلمين.
وفي العصر الحديث، لا بد أن نذكر المقدم شليمو ميخائيل الذي شارك بقيادة فوج في اللواء العراقي مع عمر علي (كما شارك فيه أيضاَ عبد الكريم قاسم كآمر فوج) في حرب 1948 في فلسطين، والذين شاركوا في هذه الحرب يتحدثون كثيراً عن النداءات التي وجهها الصهاينة إلى المقدم شليمو لحثه على الالتحاق بهم وكيف كان يواجه هذه النداءات. وعندما سُئل ابنه بهنام ميخائيل عن ظروف خروج أبيه من الجيش العراقي، قال إن الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم استدعاه بعد ثورة 14 تموز 1958 وسأله ماذا يريد، فطلب إحالته على التقاعد، فمنحه رتبة (زعيم) أي عميد، وأحيل على التقاعد كتكريم لدوره البطولي.
النساطرة واليعاقبة..
كانت حيرة النعمان في الربع الأول من القرن السادس الميلادي أرثوذكسية خالصة، على الرغم من تغلغل النسطرة في بلاد فارس. وتؤكد ذلك رسالة مار فيلوكسينوس المنبجي إلى أبي عفر(502 ــ 505م)، الحاكم العسكري في الحيرة، والتي أطرى فيها أرثوذكسيته وقتاله ضد النساطرة.
والنسطورية، مذهب مسيحي يقول بأن يسوع المسيح مكوّن من جوهرين يعبّر عنهما بالطبيعتين وهما: جوهر إلهي وهو الكلمة، وجوهر إنساني أو بشري وهو يسوع. فبحسب النسطورية لا يوجد اتحاد بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح، بل هناك مجرد صلة بين إنسان والألوهة، وبالتالي لا يجوز إطلاق اسم والدة الإله على السيدة مريم العذراء كما تفعل الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية (الكنائس البروتستانتية لاتطلق اسم والدة الإله على العذراء أيضاً) لأن مريم وهي من البشر، بحسب النسطورية، لم تلد إلها بل إنساناً فقط حلت عليه كلمة الله أثناء العماد وفارقته عند الصليب، فيكون هذا المذهب بذلك مخالفاً للمسيحية التقليدية القائلة بوجود أقنوم الكلمة المتجسد الواحد ذي الطبيعتين الإلهية والبشرية.
وقد رًبِطَ تأسيس هذا المذهب بالكاهن نسطور (386 م- 451 م) بطريرك القسطنطينية، وتم إقصاء هذه الفلسفة الخاصة بطبيعة المسيح ومنعها من قبل آباء الكنيسة في مجمع أفسس في عام 431 م، وأدى الصراع حول هذه النظرية إلى الصدع النسطوري، الذي فصل قسماً من الكنيسة السريانية الشرقية (شرق نهر الفرات) عن باقي الكنائس المسيحية في ذلك الوقت.
ويرى المطران مار سرهد يوسب جمو من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية أن هذا المذهب انتشر بشكل رئيس بين مسيحي العراق وبلاد الفرس بتشجيع من الساسانيين، وذلك لاعتقاد الساسانين بأن ابتعاد المسيحيين القاطنيين في مملكتهم عن إخوانهم من مسيحيي الإمبراطورية الرومانية سيسهل لهم السيطرة عليهم.
وكان هذا المذهب هو السائد بين مسيحي شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وكانت البحرين هي مركزهم الرئيسي هناك، وهو المذهب الذي تتبناه كل من كنيستي المشرق القديم والآشورية الشرقية حتى يومنا هذا.
أما مذهب اليعاقبة أو اليعقوبية فهو نسبة ليعقوب عن المسيحيين المصريين، الذي ينتمون إلى الكنيسة المصرية المونوفيزية (الكنيسة القبطية الأرثودكسية)، التي يترأسها بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية (حالياً البابا شنوده الثالث). وهو مذهب يقول إن المسيح هو الرب جوهر واحد من جوهرين، أو طبيعة واحدة من طبيعتين: واحدة إلهية والثانية إنسانية، لكنهما متحدين.
فى مجمع خلقدونيا المسكوني سنة 451م حصل نزاع ومشاحنات بين الكنيسة المصرية (اليعقوبية) التي تؤمن بأن المسيح له طبيعة واحدة وكنيسة بيزنطية (الملكانية) التي تؤمن بأن المسيح له طبيعتان. الصراع اتخذ شكلاً دينياً لكن خلفيته كانت سياسية ويرتبط بالوطنية المصرية وفخر المصريين بكرازتهم المرقسية، ومحاولتهم مقاومة البيزنطيين، ورفضهم أن تبقى كنيستهم تبقى تابعة لبيزنطية. قاد البطريرك ديسقورس الجانب المصري في مجمع خلقدونيا وتكاتفت بيزنطية وروما ضده واتخذتا قرارات بحرمانه وإبعاده عن كرسي الكرازة المرقسية، ومن ذلك الوقت وقع الانفصال بين الكنائس الأوروبية في روما والقسطنطينية من جهة، والكنيسة القبطية المصرية من جهة أخرى.
أما الملكانية فهو مذهب مسيحي بيزنطي انتشر في مصر والشام. وسموا بالملكانية لأنهم أيدوا القرار 451 الذي أيده الامبراطور البيزنطي مركيانوس ضد فكرة أوطيخ بخصوص الطبيعة الواحدة للمسيح. ومنهم الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس.
وقد استمرت كنيسة العراق بين نساطرة ويعاقبة (أرثوذكس) حتى القرن الخامس عشر، حين انضم ثلاثة من مطارنة النساطرة الى الكنيسة الكاثوليكية، واخْتِير سولاقا ليصبح بطريركاً للكلدان. من هنا، تأسست الطائفة الكلدانية الكاثوليكية التي تمثل حالياً غالبية المسيحيين في العراق، وهي ما تزال تحافظ على لغتها السريانية بلهجتها (السورث) إلى الوقت الحاضر، ومعها تراث مستمر من أخبار الكنيسة المشرقية في العراق، وكثير من التآليف الدينية المخطوطة، وكتب التاريخ القديمة المحفوظة في الأديرة التي لم تصل إليها التعديات المختلفة خلال القرون الماضية. أما دخول الكثلكة بين صفوف الكنيسة السريانية، فقد تم في غضون القرن الثامن عشر، على يد الآباء الدومينيكان، الذين قدموا إلى الموصل عام 1749. أما العاملان الرئيسان اللذان لهما الآثر الكبير في دخول الكثلكة الى الموصل والعراق عامة، فهما:
العامل الثقافي: كان جهود الآباء الدومينيكان كبيراً في حقل الثقافة السريانية؛ فقد انشأوا أول مطبعة في الموصل وربما في العراق، وطبعوا الإنجيل باللغتين العربية والسريانية. وهاتان الطبعتان كانتا وحيدتين في تاريخ العراق حتى مطلع القرن العشرين. كما ترجموا كتباً دينية وقصصاً عن الفرنسية، وألفوا كتباً مدرسية باللغتين العربية والفرنسية لتعليم الفرنسية كلغة ثانية، كما أقاموا معهداً في عام 1875 باسم معهد يوحنا الحبيب. وصار على القسيس منذ ذلك الحين أن يتعلم الديانة واللاهوت وتاريخ الكنيسة واللغات الأجنبية، فضلاً عن اللغتين العربية والسريانية. وظل ذلك النهج قائماً في ظل الكنيسة الكلدانية حتى تأسيس كلية "بابل" للاهوت في بداية التسعينيات من القرن الماضي. وصار على القسيس أن يحصل على ثقافة بمستوى البكالوريوس على الأقل.
العامل السياسي ـ الاجتماعي: ساعد تأثير فرنسا الدبلوماسي في العهد العثماني مَهمَّة الآباء الدومينيكان ـ من دون شك ـ في تطوير الثقافة المسيحية في الموصل، حيث أنشأوا مدرسة ابتدائية، ومن ثم مدرسة ثانوية استمرت حتى بداية استقلال العراق عام 1920، عندما أقيمت مدارس حكومية في جميع أنحاء العراق. وكانت الدولة العراقية الفتية في عهد الملك فيصل الأول دولة متنوّرة، أَقَرّت الحرية للرسالات السماوية، ومنها المسيحية، فتعددت مدارسها وكنائسها، وتعززت أديرتها، فتخلص المسيحيون، لأول مرة منذ قرون عديدة، من أثقال الجزية ونظام الضرائب والإتاوة العثماني التي كانت تفرض عليهم.
روّاد النهضة
يذكر الأب الدكتور سهيل قاشا، في كتابه الموسوعي "تاريخ نصارى العراق" (دار الرافدين ـ 2010) شخصيات عراقية مسيحية برزت في حركة النهضة الثقافية العربية في القرون الماضية، وخصوصاً القرنين التاسع عشر والعشرين. بينهم القس إلياس بن حنا الموصلي (القرن السابع عشر) الذي قام برحلة إلى أميركا بين عام 1660 و1683 وكتب عنها وصفاً دقيقاً نشرته مجلة "المشرق" عام 1906 تحت عنوان "رحلة أول شرقي إلى أمريكا". وتتضمن معلومات فريدة عن تلك البلاد أنذاك. ومنهم يوسف عتيشا الموصلي وهو عالم كبير باللغات الشرقية السامية القديمة، ولد في الموصل عام 1599 وتوفي في المانيا عام 1680 حيث رحل إليها والتحق بمعهد الاستشراق التابع لجامعة فيتشنبرغ. وكذلك الرحالة العراقي إلياس هرمز(1679 ــ 1755) الذي ولد في الموصل وسافر إلى روما وزار الفاتيكان عام 1725 وعاش فيها حتى وفاته. وكتب رسالته "رحلة من الموصل إلى روما سنة 1719". ويعتبر من أوائل المتكثلكين من الكنيسة النسطورية. والمطران إقليميس يوسف داود(1829 ــ 1890) هو رائد نهضوي يعد من العراقيين المتميزين في ثقافة العصر. تلقى علومه في روما وعاد إلى الموصل عالماً كبيراً وبرز فيها كمعلم ومربٍ، فكان بحراً في اللغة العربية وأول من طبع كتباً مدرسية في النحو والصرف والحساب والجغرافيا والتاريخ وغيرها من العلوم. ومن تلك الشخصيات البطريرك جرجس خياط(1828 ــ 1899) الذي ولد في الموصل وواصل علومه في روما، وعاد إلى العراق عام 1860 وعيّن مطراناً على العمادية. وانتخب بطريركاً عام 1894، حيث اعتنى كثيراً بفتح المدارس الخاصة بطائفته الكلدانية واهتم بالتعليم والتأليف والنشر. أما البطريرك افرام رحماني(1849 ــ 1929) فقد ولد في الموصل وقصد روما للدراسة عام 1863 وسيم كاهناً وعاد إلى العراق ليتفرغ للنشر والتأليف. وأصدر مجلة "الآثار الشرقية" في دير الشرفة في لبنان بعدما اعتلى كرسي بطريركية أنطاكية عام 1898.
رجال نهضة العراق الحديث
عند نشوء الدولة العراقية عام 1921، ساهم المسيحيون العراقيون في بناء نهضة نوعية متكاملة وبرز منهم: الصحافي داود صليوا(1852 ــ 1921) الذي أصدر جريدة "صدى بابل" سنة 1909 زشن حملاته الإعلامية على العثمانيين ولا سيّما حزب الاتحاد والترقي، مطالباً بحقوق العرب. وقد سجن أكثر من مرة بسبب مواقفه الوطنية هذه، كما نفي إلى القيصرية. والبطريرك عمانوئيل توما(1900 ـ 1947) واشتهر في الحرب العالمية الأولى بمساعدته للفقراء والمحتاجين. وعندما احتل البريطانيون العراق ودخلوا الموصل وأبدى قائدهم رغبة الحكومة البريطانية بإنشاء دولة للمسيحيين في شمال العراق رفض البطريرك توما ذلك رفضاً تاماً، مصراً على قيام الدولة العراقية الواحدة بأبنائها المسلمين والمسيحيين. وقد كرّمه المسلمون العراقيون وعيّنوه عضواً دائماً في مجلس الأعيان. أما الخوري يوسف خياط(1903 ــ 1947) فقد انتخب عضواً في مجلس النواب العراقي وكان مستشاراً للملك فيصل الأول وعضواً في الوفد المفاوض مع بريطانيا.
عهد الاستقلال..
في عهد الاستقلال، أَقرَّت الحكومة العراقية للمسيحيين حق انتخاب خمسة نواب من بين مائة نائب لمجلس النواب الجديد. كما استوزر عدد منهم منذ الحكومة النقيبية الأولى عام 1920 وعهد لبعضهم بوظائف حسب قابلياتهم. وكانوا صفوة من المتعلّمين والمثقفين الذين تخرج معظمهم من المدرسة الثانوية للآباء الدومينيكان في الموصل، وبعضهم تخرج من كليات تركية وأوروبية وكذلك من مدرسة الحقوق العراقية التي تأسست في عام 1908، فقد كانت من أوائل كليات الحقوق في الوطن العربي، وتخرج منها عدد من المثقفين والشخصيات العراقية، بينهم من المسيحيين المحامي أنطوان شماس، وجورج جورجي، والأديب والصحافي روفائيل بطي، وهذا الأخير ـ على ما أظن ـ أول وزير للإعلام في العراق في حكومة فاضل الجمالي عام 1956، وهوصاحب جريدة "البلاد" الذائعة الصيت.
ومن المسيحيين الذين درسوا في أوروبا، أو درسوا في كليات أو جامعات أميركية في الشرق الأوسط، أمثال الدكتور حنا خياط أول وزير للصحة في العراق في الوزارة النقيبية الثانية. وكان في الوزارة الأولى وزيراً بلا وزارة، وذلك في عام 1920. والأب أنستاس ماري كرملي، أحد علماء اللغة العربية، وصاحب أول مجلة أدبية راقية في العراق "لغة العرب". أما الدكتور متي عقراوي فقد أصبح أول رئيس لجامعة بغداد في بداية تأسيسها عام 1959. والمطران أغناطيوس أفرام برصوم، مؤلف كتاب "اللؤلوء المنثور في الآداب السريانية" عام 1946. واعتمد قسم آخر من النخبة على الثقافة الأمريكية. ومن أبرز الذين تخرجوا من جامعات أمريكية من المسيحيين عبد المسيح وزير، الذي تخرج من الجامعة الأميركية في تركيا، وعين مترجماً في وزارة الدفاع العراقية، ويعود إليه الفضل في ترجمة الرتب العسكرية إلى العربية لأول مرة في الوطن العربي، وترجمة الصنوف والأسلحة التي كانت مسمياتها تركية. وبرز في ستينيات القرن الماضي عدد من الأدباء والعلماء والمفكرين المسيحيين، نذكر منهم كوركيس عواد الذي ألف 51 كتاباً في التاريخ والبلدانيات والببلوغرافيا والمراجع والمكتبات؛ وبشير فرنسيس الذي ترجم بالاشتراك مع طه باقر ملحمة كلكامش كاملة وبدقة لأول مرة في اللغة العربية في عامي 1949ـ1950، ونشرت في مجلة "سومر"؛ أما فؤاد سفر فقد اشتهر كتابه عن مملكة حطرا أو الحضر التي نقب في أثارها، ودرس وترجم نحو 300 من الكتابات المنقوشة باللغة الآرامية ـ الحطرية في آثارها. وغيرهم كثير ذكرهم الاب الدكتور سهيل قاشا في كتابه "تاريخ نصارى العراق" بالتفصيل وبحسب اختصاصاتهم.
الواقع الديموغرافي لمسيحيي العراق..
المسيحية هي ثاني رسالة سماوية في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، وهي رسالة معترف بها حسب الدستور العراقي، حيث يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. ويتحدث غالبية أتباع الطوائف المسيحية اللغة العربية كلغة أم، في حين أن نسبة منهم تتحدث باللغة السريانية بلهجاتها العديدة وباللغة الأرمنية.
وقُدّر عدد المسيحيين في عهد الاستقلال عام 1920 بـ 5% من عدد سكان العراق الذين كانوا يبلغون خمسة ملايين نسمة، بعد أن كان المسيحيون في القرن السابع للميلاد حوالى نصف سكان العراق. وشكّلت نسبة المسيحيين، بحسب إحصاء عام 1947، 3,1 في المائة أي حوالى 149 ألف نسمة من أصل الأربعة ملايين ونصف مليون نسمة سكان العراق أنذاك. وقدر عددهم في الثمانينيات من القرن الماضي بين المليون والمليوني نسمة من مجموع سكان العراق. وقد انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة تسعينيات القرن الماضي، وما أعقب حرب الخليج الثانية من أوضاع اقتصادية وسياسية متردية.
ووفقاً للإحصاء الذي أجري في العام 1977، فإن 2,14 % من سكان العراق هم مسيحيون، وأن نسبة النمو في صفوفهم تراجعت من 3 في المائة في سنة 1957 إلى 0،73 في سنة 1977. وكان عدد المسيحيين في العراق نحو مليون و684 ألف نسمة عام 1977، هبط في آخر إحصاء في العراق عام 1987 الى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5 في المائة من الشعب العراقي. وعشية الاحتلال الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين نحو700 ألف شخص، أي نحو 3 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 25 مليون نسمة. أما اليوم فمن الصعوبة تحديد عدد المسيحيين في العراق، وإن كان البعض يقدّر عددهم بما بين 530 ألفاً و650 ألف نسمة، ويقدر عدد الذين غادروا البلاد بنحو 350 ألف نسمة. فلقد تسارعت وتيرة هجرة المسيحيين بعد احتلال العراق عام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي عصفت به، وأدت إلى تهجير عدد كبير من مسيحيي بغداد ـ خصوصاً ضاحية الدورة ـ إضافة إلى مسيحيي المدن الأخرى، إلى خارج العراق، أو إلى منطقة إقليم كردستان الآمنة نسبياً.
التوزّع الجغرافي والطائفي..
يتواجد المسيحيون في العراق في جميع المحافظات تقريباً، لكن وجودهم يتركز في العاصمة بغداد، حيث يوجد أكبر تجمع سكاني لهم، وفي المدن الكبرى: في الموصل، وكركوك، والسليمانية، والبصرة، وأربيل، والعمارة، والحلة، وبعقوبة، والحبانية؛ وفي الشمال، في منطقة كردستان حيث يعيشون في حوالي 120 قرية؛ وفي منطقة سهل نينوى قرب الموصل، في مناطق تل كيف، وقراقوش، وشيخان حيث توجد كنائس لهم في هذه المدن والقرى.
ويتوزع مسيحيو العراق على كنائس تنتمي إلى عدة طوائف تتبع طقوساً مختلفة. وغالبية مسيحيي العراق هم من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، فيما يتوزع الآخرون على الطوائف التالية: الطائفة السريانية الأرثوذكسية، والطائفة السريانية الكاثوليكية، والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية (وهم غالبية أرمن العراق)، وكنيسة المشرق القديمة، وكنيسة المشرق الآشورية أو الكنيسة الآثورية، والروم الكاثوليك، والروم الأرثوذكس، والطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية، والطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآشورية، وطائفة الأدفنتست السبتيين، وطائفة اللاتين الكاثوليك، وطائفة الأقباط الأرثوذكس (وهم من الجالية المصرية في العراق). ويتوزعون حالياً بحسب النسب المئوية على الشكل الآتي: 65 في المائة كلدان (كاثوليك)، و14 في المائة سريان (كاثوليك وأرثوذكس)، و16 في المائة أشوريون (من طوائف ثلاثة)، و4 في المائة أرمن (من طوائف عدة)، و1 في المائة من طوائف بروتستانتية.
الطوائف المسيحية..
في ما يلي نبذة عن أبرز الطوائف المسيحية في العراق:
الكلدان: هم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية التي تأسست بهذا الإسم عام 1445، حينما تحوّل الكثير من المسيحيين الذين كانوا يسمون بالنساطرة إلى الكاثوليكية. ويرجع الكلدان أصولهم إلى البابليين ـ الكلديين الذين ينتمون إلى إحدى القبائل الآرامية، التي توطنت في منطقة الأهوار في جنوب بلاد الرافدين في القرن العاشر قبل الميلاد. ويشكل الكلدان معظم المسيحيين في العراق وهم يتحدثون اللغة السريانية الشرقية (الآرامية) منذ القرن الثاني الميلادي حتى الوقت الحاضر.
وهم ينتشرون خاصة في مدينة بغداد، وبلدات تل كيف، وبطنايا، وبارطلا والقوش في الموصل، وعينكاوة في أربيل وبعض البلدات في دهوك. وهناك أحزاب تألفت حديثاً لهذه الطائفة هي: حزب الاتحاد الديموقراطي الكلداني ويترأسه عبد الأحد أفرام ساوا الذي تأسس عام 2000، ويصدر جريدة شهرية باسم (فجر الكلدان). والمجلس القومي الكلداني الذي يترأسه فؤاد رحيم بوداغ. واتحاد بيت نهرين الوطني ويترأسه كوركيس خوشابا.
الآشوريون: وهم في معظمهم من أتباع كنيسة العراق القديمة (النسطورية)، إلا أنهم ينقسمون إلى ثلاثة مذاهب مسيحية، ويرجع أصل الآشوريين إلى الأقوام الآشورية أو الأثورية. وقد جابه الآشوريون اضطهادات عدة، عثمانية ومحلية، خلال القرون الماضية، مما جعلهم يهاجرون إلى مناطق حكاري وبحيرة، وإن عادوا بعد عام 1915 حينما جرت مذبحة الأرمن واضطهاد المسيحيين في تركيا العثمانية. وفي فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، عند اكتمال استقلال دولة العراق بدخولها إلى المنظمات الدولية، طالب الآشوريون باحترام حقوقهم في مدنهم وبلداتهم في أربيل ودهوك، إلا أن الحكومة اعتبرت ذلك تمرداً.
ويذكر الباحث رشيد الخيون أن الآشوريين لم يذكرهم الدليل العراقي عام 1936، بسبب القتال الذي دار بينهم وبين الحكومة عام 1933. ويشير إلى أنهم تعرضوا إلى القتل في مذبحة سميل لمطالبتهم بحقوقهم القومية.
وأقدم حزب تأسس بينهم، هو الحركة الديمقراطية الآشورية، الذي أقيم عام 1979، وهذه الحركة يترأسها حالياً يونادم كنا، وللحركة جريدة أسبوعية بعنوان (بهرا) أي الضياء. كما تأسس حزب آشوري آخر في عام 2003 باسم الحزب الوطني الآشوري الذي يترأسه حالياً نمرود بيتر حنا، الذي يشغل وزارة الصناعة في حكومة إقليم كردستان.
السريان: وينقسمون إلى طائفتين: السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس، وهم أتباع الكنيسة الغربية في سوريا التي سميت خطأ باليعقوبية. وكانت أبرز أبرشياتها في العراق، مركزها في تكريت وعانا ودير مار متى في الموصل. ويرجع السريان أصولهم إلى الأقوام الآرامية والعربية. وقد أهمل معظم المواطنين السريان لغتهم التي كانت سائدة بينهم على الأرجح حتى القرن السابع عشر، خاصة في منطقة جبال لبنان.
لكن اللغة السريانية ما تزال تدرس في معاهد رجال الدين في العراق وسوريا ولبنان، بينما زالت في فلسطين ومصر اللتين فضل مسيحيوها اللغة القبطية، وهي مزيج من اللهجة المصرية الفرعونية واللغة اليونانية التي سادت في مصر إبان السيطرة اليونانية والرومانية. ويتركز السريان في مدينة بغداد، وبلدات بخديدا (قره قوش)، وبعشيقا، وبحزاني وغيرها. وفي عام 2005 قامت مجموعة من السريان في مدينة بخديدا بتأسيس حزب باسم (حركة تجمع السريان)، وكان رئيس الحركة يشوع مجيد هدايا الذي اغتيل في بداية عام 2007.
الأرمن: وهم في معظمهم من المهجرين ضحايا الاضطهاد العثماني في تركيا، حيث كانوا يسكنون منذ مئات السنين. وقد هربوا بعد مذبحة الأرمن عام 1915 وما بعدها إلى الدول المجاورة، ومنها العراق وسوريا ثم لبنان، وعاشوا فيها منذ ذلك الحين في سلام. وهم أيضاً ينقسمون إلى طوائف معظمهم من الأرثوذكس وفيهم الكاثوليك وغير ذلك. وهم عادة لهم نشاطهم وثقافتهم الأرمنية الخاصة. ومن أشهر الشخصيات الأرمنية في العراق "كولبنكيان" الذي حصل من الباب العالي على موافقة على للتنقيب عن النفط، وتنازل عن هذه الإجازة إلى شركة النفط البريطانية التي سميت شركة نفط العراق فمنحته الشركة نسبة خمسة في المائة من أرباحها، وتم ذلك منذ عام 1927 حتى تأميم النفط العراقي في عام 1973، وكان يقدم مساعدات لدعم المؤسسات الثقافية في العراق. واشتهرت سارة خاتون في العهد العثماني الأخير في مساعدتها للأرمن، وكان من أملاكها منطقة كمب سارة قرب بغداد الجديدة. ومن الأرمن العراقيين المتميزين عازفة البيانو ذات الشهرة العالمية بياتريس اوهانيسيان، والأديب يعقوب سركيس وغيرهما. وينقسم الأرمن إلى أرثوذكس وكاثوليك:
الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية: للمطرانية الأرمنية في العراق أربع كنائس في بغداد وكنيسة واحدة في كل من الموصل والبصرة وزاخو وكركوك، فضلاً عن كنيسة أخرى تم في قرية آفزروك الأرمنية القريبة من زاخو. وترعى الطائفة أربع جمعيات ثقافية في بغداد، فضلاً عن الجمعيات الثقافية في المدن المذكورة آنفاً. ويبلغ تعداد الطائفة في العراق نحو 19-20 ألف نسمة، منهم حوالي 13-14 ألفا في بغداد، والبقية موزعون بشكل رئيس في زاخو (1500) والموصل (1250) والبصرة (1000) وكركوك (600).
الطائفة الأرمنية الكاثوليكية: يبلغ تعداد الطائفة في العراق نحو 2000 نسمة، منهم حوالي 1700 في بغداد والبقية في الموصل وسنجار. رئيس الطائفة منذ عام 1983 هو المطران بولس كوسا. وتمتلك الطائفة (كنيسة قلب يسوع الأقدس) في بغداد المشيّدة عام 1937، فضلاً عن كاتدرائية العذراء سيّدة الزهور (ناريك) في بغداد.
السبتيون الادفنست: وهؤلاء من أقل الطوائف عدداً في العراق ويختلفون عن الديانة المسيحية في بعض طقوسهم، وهم أقرب الى الديانة اليهودية منها إلى الديانة المسيحية حيث أن يوم قداسهم هو يوم السبت، ولذلك سمّوا بـ"السبتيين".
البروتستانت والطوائف الغربية الآخرى: ونسبتهم لا تتعدى 1% من عدد المسيحيين في العراق.
Comments
Post a Comment