مصير المقاومة الفلسطينية بعد اتفاق التهدئة بين "إسرائيل" وغزة؟
د. هيثم مزاحم
نجحت مصر في التوصّل الى اتفاق
تهدئة جديد بين الكيان الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها، حركة
المقاومة الإسلامية (حماس)، وبدأ سريان وقف إطلاق النار ليل الأربعاء الماضي. ومن أبرز نقاط التهدئة
التي بثتها الرئاسة المصرية:
1/أ - تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية العسكرية
والإجراءات على قطاع غزة براً بحراً وجواً بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف
الأشخاص.
1/ب - تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف جميع العمليات من قطاع غزة
باتجاه الجانب الإسرائيلي بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
1/ج - فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة
السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد
24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
1/د - سيتم مناقشة أي قضايا أخرى حال الحاجة لذلك.
2 - آلية التنفيذ
2/أ - تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة حيز التنفيذ.
2/ب - حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق
عليه.
2/ج - التزام كل طرف بعدم القيام بأي افعال من شأنها الخروج عن هذه
التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر باعتبارها راعية للتفاهم.
وجاء
اتفاق التهدئة بعد أكثر من أسبوع من بدء إسرائيل عدوانها الدموي على قطاع غزة والذي
أسفر عن استشهاد نحو 160 فلسطينياً وجرح أكثر من 1225 جريحاً. والجدير بالذكر أن جيش
الاحتلال الإسرائيلي أشار في الليلة نفسها التي وقع فيها الاتفال الى إطلاق 130
صاروخاً من قطاع غزة باتجاه الكيان الإسرائيلي، ما يعني أن ترسانة المقاومة
الصاروخية لم تنضب. وبذلك يكون قد تمّ إطلاق نحو 1300 صاروخ وقذيفة صاروخية من
القطاع باتجاه "إسرائيل" خلال المواجهات منذ بدء العدوان الأربعاء
الماضي.
وفي
قراءة سريعة لبنود التفاهم وحساب مكاسب وخسائر كل طرف في وفي قراءة تحليلية
لبنود الاتفاق يتضح أن الكيان الإسرائيلي قد فشل فعلاً في تحقيق بعض أهدافه
المعلنة والمضمرة، وأهمها تدمير البنية العسكرية الصاروخية للمقاومة في قطاع غزة،
فيما نجحت المقاومة الفلسطينية في فرض شروطها في التهدئة، مع فرضها شرط فتح
المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في
المناطق الحدودية، أي فك الحصار الإسرائيلي والمصري على قطاع غزة. أما ما حصلت
عليه إسرائيل فهو التزام الفصائل الفلسطينية بوقف جميع العمليات من قطاع غزة
باتجاه الكيان الإسرائيلي بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود، في
مقابل وقف إسرائيل لعملياتها العسكرية وحصارها لقطاع غزة ووقف وعمليات استهداف
الأشخاص، أي الاغتيالات لقادة والكوادر في المقاومة. والأهم من كل ذلك هو أنه يتم
بضمانة مصرية، أي أن إسرائيل وواشنطن ستطالبان مصر بمنع أي خرق لهذا الاتفاق.
والسؤال هنا: هل ستلعب القاهرة دور الحارس للكيان الإسرائيلي وهل ستلعل حركة حماس،
كونها السلطة في قطاع غزة، هذا الدور في منع الفصائل الفلسطينية من القيام بأي عمل
مقاوم من قطاع غزة ضد الكيان الإسرائيلي؟
هذه
الأسئلة حول مستقبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مشروعة وتشير إلى خشية من
إنهاء هذه المقاومة من خلال ضمان مصري – أميركي لتهدذة طويلة الأمد. وبذلك تكون
"إسرائيل" قد حققت أحد أبرز أهدافها على الأقل، وهو وقف المقاومة
الفلسطينية!
Comments
Post a Comment