حزب الله ما له وما عليه - هيثم مزاحم
حزب الله ما له وما عليه
2006-01-28 صحيفة الحياة -
هيثم مزاحم
بدأت الأزمة الحكومية في لبنان باعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، اعتراضاً على تصويت الغالبية في الحكومة على طلب تشكيل محكمة دولية وتوسيع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ليشمل الاغتيالات الأخرى الأخيرة في لبنان.
ولكنها تطورت إلى خلاف كبير وسجال إعلامي عنيف بين «حزب الله» والنائب وليد جنبلاط حول سلاح المقاومة ومسألة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة التي تعتبرها الأمم المتحدة سورية بينما يطالب لبنان بتحريرها.
ويتهم جنبلاط وحلفاؤه «حزب الله» بأنه يقدم مصلحة سورية وإيران على المصلحة الوطنية اللبنانية، ويوظف سلاحه لخدمة هاتين الدولتين الحليفتين، بينما يتهم «حزب الله» وحلفاؤه جنبلاط وحلفاءه بأنهم استبدلوا الوصاية السورية بوصاية غربية أميركية – فرنسية، ويعزون مواقف جنبلاط الأخيرة من سلاح حزب الله وقضية مزارع شبعا بأنها تهدف لإرضاء الأميركيين الذين طالبهم جنبلاط باحتلال سورية(...).
ومن وجهة نظر بعض اللبنانين، فإن جنبلاط وحلفاءه محقون بمطالبة «حزب الله» بتحديد أولوياته وترجيح المصلحة اللبنانية على قضية تحالفه الاستراتيجي مع سورية وإيران والفصائل الفلسطينية في مواجهة الحلف الغربي - الأميركي - الإسرائيلي، أما من وجهة نظر «حزب الله» القومية والإسلامية فإن قضية الصراع مع اسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية والتحالف السوري - اللبناني والمشاركة في ترسانة الردع ضد التهديدات الإسرائيلية، هي مسائل أهم بالنسبة إليه من تفاصيل سياسة بعض القوى في الحكومة والبرلمان، لأن الحزب أنشئ كمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعقيدته تقوم على رفض الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأراضي العربية الأخرى، خصوصاً في فلسطين والقدس والجولان السوري، ومواجهة الهيمنة الغربية الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية.
لكن على رغم أهمية هذه القضايا الاستراتيجية، لا يفهم بعض من اللبنانيين سر هذا التحالف الوثيق بين «حزب الله» و «سورية»، على رغم خروج سورية من لبنان وضعف تأثيرها في الوضع الداخلي حالياً.
وتطالب الأكثرية النيابية اللبنانية التي تضم معظم السنة والدروز والمسيحيين، «حزب الله» بالتخلي عن التحالف مع سورية، وهو ما يعتبره الحزب وحلفاؤه محاولة لتخلي لبنان عن هويته وانتمائه وفصله عن محيطه العربي والإسلامي، وخصوصاً في الصراع العربي - الإسرائيلي.
ويبدو «حزب الله» متمسكاً بعلاقاته مع سورية وإيران على حساب وضعه الشعبي الداخلي، وسلوكه هذا قد يؤدي إلى غياب الإجماع الوطني حول دوره كمقاومة في مزارع شبعا، على رغم حرص الحزب وسعيه للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار في لبنان.
لكن الأزمة الحكومية أظهرت أن ثمة أطرافاً في لبنان ممن هم أضعف من حزب الله سياسياً وشعبياً مستعدون للمغامرة باستقرار البلاد واستفزاز الحزب وخلق مشكلة داخلية له وعرقلة حل الأزمة الحكومية على رغم جميع المبادرات المحلية والعربية.
وأعتقد بأن «حزب الله» قادر على خدمة القضية الفلسطينية وسورية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين السلم الأهلي، عبر تشكيل إجماع داخلي صادق وشفاف حول مقاومته وسلاحه. كما أعتقد بأن عليه أن يقدم ضمانات في شأن وجهة استخدام سلاحه وأبعاد توظيفه في مقابل أن يقدم له الآخرون ضمانات في شأن مستقبل الحزب والمقاومة وكيفية التعاطي مع الضغوط الغربية لنزع سلاح الحزب بحسب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559.
2006-01-28 صحيفة الحياة -
هيثم مزاحم
بدأت الأزمة الحكومية في لبنان باعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، اعتراضاً على تصويت الغالبية في الحكومة على طلب تشكيل محكمة دولية وتوسيع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ليشمل الاغتيالات الأخرى الأخيرة في لبنان.
ولكنها تطورت إلى خلاف كبير وسجال إعلامي عنيف بين «حزب الله» والنائب وليد جنبلاط حول سلاح المقاومة ومسألة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة التي تعتبرها الأمم المتحدة سورية بينما يطالب لبنان بتحريرها.
ويتهم جنبلاط وحلفاؤه «حزب الله» بأنه يقدم مصلحة سورية وإيران على المصلحة الوطنية اللبنانية، ويوظف سلاحه لخدمة هاتين الدولتين الحليفتين، بينما يتهم «حزب الله» وحلفاؤه جنبلاط وحلفاءه بأنهم استبدلوا الوصاية السورية بوصاية غربية أميركية – فرنسية، ويعزون مواقف جنبلاط الأخيرة من سلاح حزب الله وقضية مزارع شبعا بأنها تهدف لإرضاء الأميركيين الذين طالبهم جنبلاط باحتلال سورية(...).
ومن وجهة نظر بعض اللبنانين، فإن جنبلاط وحلفاءه محقون بمطالبة «حزب الله» بتحديد أولوياته وترجيح المصلحة اللبنانية على قضية تحالفه الاستراتيجي مع سورية وإيران والفصائل الفلسطينية في مواجهة الحلف الغربي - الأميركي - الإسرائيلي، أما من وجهة نظر «حزب الله» القومية والإسلامية فإن قضية الصراع مع اسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية والتحالف السوري - اللبناني والمشاركة في ترسانة الردع ضد التهديدات الإسرائيلية، هي مسائل أهم بالنسبة إليه من تفاصيل سياسة بعض القوى في الحكومة والبرلمان، لأن الحزب أنشئ كمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعقيدته تقوم على رفض الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأراضي العربية الأخرى، خصوصاً في فلسطين والقدس والجولان السوري، ومواجهة الهيمنة الغربية الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية.
لكن على رغم أهمية هذه القضايا الاستراتيجية، لا يفهم بعض من اللبنانيين سر هذا التحالف الوثيق بين «حزب الله» و «سورية»، على رغم خروج سورية من لبنان وضعف تأثيرها في الوضع الداخلي حالياً.
وتطالب الأكثرية النيابية اللبنانية التي تضم معظم السنة والدروز والمسيحيين، «حزب الله» بالتخلي عن التحالف مع سورية، وهو ما يعتبره الحزب وحلفاؤه محاولة لتخلي لبنان عن هويته وانتمائه وفصله عن محيطه العربي والإسلامي، وخصوصاً في الصراع العربي - الإسرائيلي.
ويبدو «حزب الله» متمسكاً بعلاقاته مع سورية وإيران على حساب وضعه الشعبي الداخلي، وسلوكه هذا قد يؤدي إلى غياب الإجماع الوطني حول دوره كمقاومة في مزارع شبعا، على رغم حرص الحزب وسعيه للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار في لبنان.
لكن الأزمة الحكومية أظهرت أن ثمة أطرافاً في لبنان ممن هم أضعف من حزب الله سياسياً وشعبياً مستعدون للمغامرة باستقرار البلاد واستفزاز الحزب وخلق مشكلة داخلية له وعرقلة حل الأزمة الحكومية على رغم جميع المبادرات المحلية والعربية.
وأعتقد بأن «حزب الله» قادر على خدمة القضية الفلسطينية وسورية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين السلم الأهلي، عبر تشكيل إجماع داخلي صادق وشفاف حول مقاومته وسلاحه. كما أعتقد بأن عليه أن يقدم ضمانات في شأن وجهة استخدام سلاحه وأبعاد توظيفه في مقابل أن يقدم له الآخرون ضمانات في شأن مستقبل الحزب والمقاومة وكيفية التعاطي مع الضغوط الغربية لنزع سلاح الحزب بحسب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559.
Comments
Post a Comment