آفاق العلاقات المصرية - الإسرائيلية بعد الثورة - د. هيثم مزاحم
بعد نحو ثلاثين عاماً من العلاقة المستقرة بين مصر وإسرائيل/ دخلت العلاقة بينهما في نفق مظلم في الأسابيع الأخيرة/ جراء مقتل ستة جنود مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود/ وما تبعه من اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة من قبل المتظاهرين الغاضبين/
العلاقات المصرية الإسرائيليةتميّزت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في العام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين/ بعمقها الاستراتيجي/ وبعدها الأمني والعسكري/ الذي هدف إلى تحييد مصر وعزلها عن دورها في الصراع العربي الإسرائيلي/
بعد ثورة يناير وسقوط حليفها الرئيس المخلوع حسني مبارك/ حاولت إسرائيل استغلال الهجوم الفلسطينيقربإيلات الشهر الماضي/ لاختبار القيادة المصرية/لكن الموقف المصري جاء مخالفاً لتوقعاتها/
فقد فشلت إسرائيل في تأليب القاهرة ضد حكومة غزة/ من خلال تحميل حركة حماس والفصائل الفلسطينية/ المسؤولية عن عملية إيلات
الضغط الشعبي نجح في تغيير المواقف المصرية المنبطحة تجاه إسرائيل التي اعتاد نظام مبارك عليها/ هذا الأمر دفع الحكومةالإسرائيلية إلى التريث وضبط النفس/ بعد إعلانها عن عزمها تنفيذ عملية واسعة في قطاع غزة رداً على هجمات إيلات
وهي المرة الأولى التي تحسب فيها إسرائيلحساب الحراك الجماهيري المصري/ إذ كانت تعتمد سابقاً على تعاون نظام مبارك/ وعلى اتفاقية كامب ديفيدحول مسؤولية الجيش المصري/في تأمين الحدود الممتدة على طول مئتين وأربعين كيلومتراً في سيناء
وبرغم عداء الرأي العام المصريالمعادي لإسرائيل/ إلا أن المجلس العسكري الحاكم حريص على الحفاظ على العلاقات معها/ وهو يتجنب التوتر معها
مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيليةيتوقف على ما ستفرزه العملية الديمقراطية في مصر/ وعلى شخصية الرئيس المقبلومدى ارتباطه بالولايات المتحدة الأميركية
Comments
Post a Comment