مسار الثورة الليبية – هيثم مزاحم
انتقلت عدوى الثورة إلى ليبيا سريعاً بعد انتصار ثورتي جارتيها تونس ومصر. لكن رفض الزعيم الليبي معمر القذافي التنحي عن الحكم على غرار الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك حوّل الصراع إلى حرب أهلية امتدت لأكثر من ستة أشهر.
ستة أشهر من المعارك الطاحنة هي المدة التي احتاجتها المعارضة الليبية كي تتمكن من السيطرة على العاصمة طرابلس.
فالاحتجاجات الأولى ضد نظام العقيد معمر القذافي قد بدأت في الخامس عشر من شباط فبراير الماضي في مدينتي بنغازي والبيضاء شرق البلاد، حيث جرى قمعها بعنف، ثم امتدت إلى مدن أخرى.
ولم ينقضِ أسبوع حتى انضم وزيرا العدل مصطفى عبد الجليل والداخلية عبد الفتاح يونس الى الثورة تبعتهما عشرات الشخصيات السياسية والعسكرية.
وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه سيطر المتمردون على كل المنطقة الممتدة من الحدود المصرية الى مدينة اجدابيا بما في ذلك طبرق وبنغازي.
وبعد أيام فرض كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة عقوبات على النظام الليبي.
في آذار/مارس ألفين وأحد عشر، اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي انشأته المعارضة في بنغازي كممثل شرعي وحيد لليبيا، ثم كرّت السبحة لتعترف به أكثر من خمس وعشرين دولة.
يوم السابع عشر من آذار/مارس كان مفصلياً، حين أجاز مجلس الامن الدولي فرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين. تولى حلف شمال الأطلسي قيادة العملية وباشر في قصف قوات القذافي التي تراجعت باتجاه الغرب.
في ايار/مايو، مقاتلات الأطلسي قتلت أحد أبناء القذافي وثلاثة من أحفاده خلال غارة على منزله في العاصمة طرابلس. بعد أسبوعين، تبدل الموقف الروسي فدعت موسكو القذافي الى الرحيل.
وفي حزيران/يونيو، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضذ القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ومنذ تموز/يوليو، تكثفت غارات الأطلسي التي قتلت مئات المدنيين الليبيين في طرابلس وزليتن والزاوية، ما أتاح للمعارضة تحقيق اختراقات في الغرب في آب/اغسطس الجاري، فسيطرت على مدن غريان وصرمان والزاوية وزليتن وتقدمت باتجاه طرابلس.
الأحد الماضي، شن مقاتلو المعارضة هجوماً على العاصمة ودخلوها من الغرب والبحر، واستولوا على معظم أحيائها أمس، بما في ذلك الساحة الخضراء في وسط طرابلس. فيما تستمر المعارك اليوم حول باب العزيزية، معقل القذافي.
Comments
Post a Comment