فورين بوليسي: أخطاء أميركا في العراق لا تحصى



نشرت مجلة "فورين بوليسي"الأحد 25 ديسمبر 2011 تقريرًا عن وضع العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية متسائلة هل يجب على الولايات المتحدة أن تتحلى ببعض التواضع بعض خروجها من العراق وانتهاء الحرب، وحول ما إذا كانت الحرب على العراق هي سبب عرقلة العملية الديمقراطية هناك أم لا؟.
وذكرت المجلة على موقعها الإلكتروني أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعامل مع الوضع في العراق كدين موروث من مقامرة قام بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وأنه انتظر نهاية هذا الوضع كي يتنفس الصعداء ويتخلص من هذه التركة الثقيلة.
وأعلن أوباما بعد انسحاب القوات الأمريكية أن العراق دولة ذات سيادة وديمقراطية ويمكنها الاعتماد على نفسها.
وتساءلت المجلة عما إذا يمكن تفادي هذا الوضع السيئ في العراق أم أن الحرب الأمريكية هناك هي "الخطيئة الأصلية" وأن الطريقة الأمريكية لمعالجة الوضع هناك بعد الحرب هي السبب في هذا الوضع السيئ؟
وعددت المجلة أخطاء الإدارة الأمريكية -والتي وصفتها باللا متناهية- في العراق بعد الغزو وأنها كانت سبب الفشل هناك بدءًا من "إرسال قوات قليلة جدًا" وإنشاء سلطة مدنية ضعيفة بالإضافة إلى حل الجيش العراقي ووضع دستور مختلف عليه نهاية بالخطيئة الكبرى وهو رفض نقل السلطة لحكومة منتخبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل تلك الأخطاء السابقة خلفت بيئة من الفوضى في العراق وأن قرار الحرب نفسه ليس هو السبب فيما وصل إليه الوضع هناك معللة ذلك إلى نجاح فرض الديمقراطية بالتدخل الأمريكي في عدة بلدان مثل ليبيا والبوسنة وكوسوفو وبنما، وفقا لتعبير الصحيفة. وأن عبارة"العالم العربي ليس مستعدًا للديمقراطية" ماهي إلا حجة أطلقها الحكام المستبدون بالعالم العربي.
وأضافت المجلة أن الوضع في العراق أكثر تعقيدا من باقي دول العالم العربي الأخرى وأن هناك تقديرًا مبالغًا فيه لقدرة الولايات المتحدة على حل هذا الوضع، وأن الربيع العربي نجح في دول أكثر تجانسا من العراق مثل تونس ومصر، وأن الديمقراطية واجهت مقاومة عنيفة في دول يحكم أقليتها أغلبيتها مثل البحرين لأن الأقليات الحاكمة لن تتنازل عن السلطة دون مقاومة وهو ما حدث أيضا في العراق بعد الغزو الأمريكي بين الاقلية السنية الحاكمة سابقاً والشيعة, والتي أسفرت عن حرب أهلية عام 2006.



واختتمت المجلة تقريرها بأنه يتوجب على أمريكا استخلاص الدرس من الحرب على العراق قبل التدخل مرة أخرى في أي مكان كسوريا مثلا وهو ألا يتعاملوا بجهل مع الأوضاع، وأن العالم أكثر تعقيدا مما يعتقدون وأن فهمهم المحدود وقوتهم الغاشمة ستجعلهم يقعون في أخطاء.

Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم

آية الله الشيخ حسن رميتي: نؤيد التخصص في الدراسة الحوزوية