هيثم مزاحم: حزب الله فقد بعض شعبيته في العالم العربي بسبب تأييده للنظام السوري
هيثم مزاحم في حوار مع صحيفة "الصباح": حزب الله فقد بعض شعبيته بسبب تأييده للنظام السوري
حوار: هبة مصطفى
شهد لبنان في الآونة الأخيرة اشتباكات في مدينة طرابلس شمال لبنان بين الجيش اللبناني ومسلحين أصوليين على خلفية تهريبهم الأسلحة إلى المعارضة السورية ومطاردة الجيش لهم، كما تم خطف 11 لبنانياً شيعياً في سوريا كانوا عائدين في باص من إيران عبر تركيا إلى لبنان، وقد اختطفتهم جهة في المعارضة السورية ولم يفرج عنهم بعد. هذه الأجواء المتوترة سلّطت الضوء على تأثير الأزمة السورية على الواقع اللبناني. لذا توجهنا إلى الباحث الاستراتيجي والإعلامي اللبناني د.هيثم مزاحم بأسئلتنا حتى تتضح لنا الصورة في لبنان بشكل أفضل.
• في رأيكم ما تأثير الأزمة السورية على لبنان؟
- بداية لا بدّ من التذكير بأن لبنان وسوريا لهما حدود مشتركة مساحتها شاسعة وليس للبنان حدود سوى مع سوريا وفلسطين المحتلة والبحر المتوسط غرباً. من هنا فإن التداخل الجغرافي الحدودي والعلاقة التاريخية والسياسية بين الدولتين يفرضان تأثيراً كبيراً للأزمة السورية على لبنان. فمن جهة هناك الانقسام السياسي في لبنان بشأن الموقف من النظام والمعارضة في سوريا، و من جهة أخرى هناك نحو 26 ألف نازح سوري في لبنان هربوا جراء الحرب بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر المنشق.
• كيف يتجلى هذا التأثير؟ هل هناك صعوبات في استيعاب النازحين، وهل هناك تدخل لأطراف لبنانيين في الأحداث السورية؟
- لا توجد صعوبات حالياً في استيعاب النازحين حيث تقوم الهيئة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اللبنانية وبعض منظمات المجتمع المدني بمساعدة النازحين واستيعابهم، ولكن لا توجد خطة رسمية شاملة لذلك، بغية عدم إغضاب الحكومة السورية.
أما مسألة تدخل أطراف لبنانيين في الأحداث السورية فهناك اتهامات لقوى 14 آذار، بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتياره "المستقبل" بأنهم يساعدون المعارضة السورية بالمال والسلاح. وقد ضبط الجيش اللبناني عدداً من مهربي السلاح إلى سوريا، كما ضبط الباخرة "لطف الله 3" المحملة بالأسلحة وقيل إنها كانت متجهة إلى المعارضة السورية. بينما يتهم الحريري وحلفاؤه من المعارضة السورية حزب الله بأنه يقوم بمساعدة النظام السوري ضد المعارضة في داخل سوريا، وهو ما ينفيه حزب الله.
• ما سر هذا التحالف بين حزب الله وسوريا ودعم كل من سوريا وإيران للنظام السوري ضد الثورة السورية؟
- في الحقيقة، النظام السوري برئاسة الرئيس الراحل حافظ الأسد كان من أول المؤيدين للثورة الإسلامية في إيران بعد إسقاطها لحكم الشاه محمد رضا بهلوي، حليف أمريكا وإسرائيل، عام 1979 ومن ثم دعم إيران في الحرب التي شنّها ضدها النظام العراقي برئاسة صدام حسين آنذاك. كما لعب النظام السوري دوراً بارزاً في توفير الدعم السياسي واللوجستي لمقاومة حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان حتى إنجاز التحرير عام 2000 وصولاً إلى حرب تموز 2006. كل هذا يعتبره حزب الله وإيران جميلاً للنظام السوري لا يمكن التنكّر له. كما أن إيران وحزب الله يخشيان من وصول قيادة جديدة إلى سوريا تكون معادية لهما وتكون حاجزاً يمنع تواصلهما البري.
* ألا يلعب البعد المذهبي دوراً في ذلك كون الرئيس السوري بشار الأسد علوياً وكون وإيران وحزب الله من الشيعة؟
-المسألة أكثر تعقيداً من البعد المذهبي. أولاً لأن النظام السوري البعثي علماني. وثانياً لأن العلويين في سوريا ليسوا شيعة بالمعني المذهبي والفقهي بل هم طائفة مستقلة في العقائد والتشريع. وثالثاً الأمر ذو بعد استراتيجي يتصل بالصراع بين محور المقاومة والممانعة الممتد من إيران فالعراق فسوريا إلى لبنان وقطاع غزة ضد المحور الإسرائيلي – الأميركي وحلفائه من الأنظمة العربية. وترى إيران وحزب الله أن أميركا وإسرائيل والغرب وبعض الأنظمة العربية كقطر والسعودية يريدون إسقاط النظام السوري لضرب المقاومة في لبنان وغزة وإضعاف إيران.
*ألا تعتقد أن موقف حزب الله قد أفقده شعبية في العالم العربي وفي سوريا ولبنان وخصوصا لدى أهل السنة؟
- تماماً. هذا الموقف أفقد حزب الله وإيران الكثير من أنصارهما من أهل السنّة في عدد كبير من الدول العربية، وخصوصاً في سوريا ولبنان ومصر والخليج العربي والمغرب العربي. وذلك يعود لسببين، أولاً التحريض المذهبي الذي تقوم به بعض الجهات العربية وفضائياتها ضد سوريا وإيران وحزب الله. وثانياً لأنه كان يفترض بحزب الله أن يكون له موقف وسطي وأقل تأييداً للنظام السوري في مواجهة المعارضة، أي أن يقف على الحياد أو يلعب دور الوسيط بينهما. وهو ما حاول أن تلعبه إيران وحزب الله مؤخراً، ولكن بعد فوات الآوان ربما.
• لماذا يرفض حزب الله نزع سلاحه والاندماج مع الجيش اللبناني؟ ألا يشكل سلاحه تهديداً لأهل السنة والمسيحيين في لبنان؟
- موضوع سلاح حزب الله موضوع شائك، وقد جرى بحثه في جلسات الحوار الوطني سابقاً ولم يتم التوافق بشأنه. حزب الله طرح استراتيجية دفاعية بشأن سلاحه بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقدّم ضمانات بعدم استخدام سلاحه في الداخل اللبناني. لكن بعد أحداث السابع من مايو 2007 وسيطرة الحزب على بيروت طرحت شكوك بشأن ذلك. ولكن في الحادي عشر من يونيو الجاري ستعقد جلسة للحوار الوطني برئاسة الرئيس ميشال سليمان وسيشارك فيها حزب الله وجميع القوى السياسية في لبنان وقد يطرح سلاح الحزب والاستراتيجية الدفاعية مجدداً للبحث.
Comments
Post a Comment