هيثم مزاحم: إسرائيل غير قادرة على مهاجمة إيران


http://www.elsaba7.com/NewsDtl.aspx?id=11569


الباحث الإستراتيجي هيثم مزاحم في حوار مع صحيفة "الصباح" المصرية: إسرائيل غير قادرة على مهاجمة إيران

 6/14/2012 4:38:42 PM

حوار هبة مصطفى:

راهن الكثير من المراقبين على إمكانية نجاح مفاوضات بغداد بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى بشأن برنامج إيران النووي. لكن النتيجة خيّبت آمالهم. ولمعرفة المزيد حول أسباب فشل هذه المفاوضات، سألنا الباحث الاستراتيجي اللبناني الدتور هيثم مزاحم حول خلفيات القضية في الحوار التالي • دكتور هيثم مزاحم برأيكم ما هو سبب فشل المفاوضات التي عقدت في بغداد بين إيران ومجموعة دول الست الكبرى؟ - برأيي إن فشل مفاوضات بغداد بين إيران والدول الست الكبرى (5+1)، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، يعود إلى أن كلا الجانبين لا يريد تقديم تنازلات. فطهران رفضت دخول المفتشين الدوليين موقع "بارشين" الذي يشتبه الغرب في أنها أجرت تجارب نووية عسكرية فيه. كما رفضت الموافقة على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وتريد طهران مقابلاً من قبل المجموعة الدولية على صعيد تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها. كما أن الغرب لا يزال يضغط على إيران من خلال العقوبات الاقتصادية والعزل السياسي والدبلوماسي الدولي والتهديد بإجراءات عسكرية لدفعها لتقديم تنازلات مجانية، كوقف تخصيب اليورانيوم وفتح جميع منشآتها العسكرية والنووية للتفتيش الدولي. • لكن لماذا الإصرار الإيراني على تخصيب اليورانيوم؟ وأليس ذلك مخالفاً لمعاهدة منع الانتشار النووي التي وقعتها طهران؟ - أولاً تقول إيران إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لا يخالف المعاهد النووية وأنه موجّه للاستخدام السلمي، وهذا صحيح علمياً وقانونياً. أما إصرار إيران على المضي في التخصيب برغم العقوبات الاقتصادية القاسية والتهديدات الغربية والإسرائيلية فهو يعود إلى سببين: الأول رغبة طهران في الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الغرب في شراء اليورانيوم، وثانياً أن سعر اليورانيوم المخصّب يكلّف مليارات الدولارات بينما إيران فيها معدن اليورانيوم وأصبح لديها المعرفة العلمية والتقنية في تخصيبه. فلماذا تهدر المليارات في سبيل سلعة يمكنها إنتاجها محلياً. • لكن الاتهامات الغربية والدولية لإيران تقول إن طهران تسعى لإنتاج سلاح نووي من خلال مراكز التخصيب هذه وهي لذلك ترفض تفتيش بعض المنشآت العسكرية المشتبه بها؟ - حتى الآن لم يقدم الغرب ولا الوكالة الدولية للطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة أدلة على مباشرة إيران مشروعاً نووياً عسكرياً وعلى أن تخصيب اليورانيوم موجّه لهذه الغاية. كل ما تقوله وكالة الطاقة النووية هو إنها تشتبه في نوايا عسكرية لبرنامج إيران النووي السلمي بينما وضعت طهران منشآتها النووية بما فيها مراكز التخصيب في أصفهان وناتانز وقم وبوشهر تحت رقابة الوكالة الدولية وهي تصوّرها على مدى 24 ساعة. وتبرّر طهران موقفها بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تقدم أسباباً كافية لزيارة مجمع "بارشين" العسكري، وهو الذي يشتبه به الغرب بأنه مقر لتصنيع قنابل نووية، بينما تصّر إيران على أن الموقع الواقع في جنوب شرقي هو موقع عسكري. - • ألا تعتبر أن إعلان إيران عن بناء محطة نووية جديدة لإنتاج الكهرباء العام المقبل في بوشهر تصعيد من قبلها في هذا التوقيت؟ - ربما. فواشنطن وصفت الموقف الإيراني بـ«الاستفزازي» خصوصاً لأنه جاء بعد اختتام المحادثات النووية بين طهران ومجموعة الست في العاصمة العراقية بغداد. لكن الإيرانيين خاب أملهم من نتائج المحادثات إذ توقعوا أن يتم خلالها رفع العقوبات الدولية على بلادهم المفروضة بسبب برنامجها النووي. لكن طهران تعتبر أن إنشاء محطات جديدة للطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء لا يخالف المعاهدة الدولية ولا القوانين الدولية. الموقف الإيراني سليم من الناحية القانونية الدولية ويلتزم ليس فقط بمعاهدة عدم الانتشار النووي بل وقعت طهران على البروتوكول الإضافي للمعاهدة، وهو لم يكن ملزماً لها توقيعه، ويفرض عليها شروطاً أقسى. لكن مشكلة طهران هي في دبلوماسيتها المتشددة التي لا تراعي الحشد الدولي ضدها ولا تابه بالعقوبات الاقتصادية الدولية والغربية والتي تقصم ظهر الاقتصاد الإيراني وتضرّ بالمواطنين الإيرانيين. • وهل ترى ذلك دافعاً لشن حرب على إيران لعدم الإنصياع لمطالب أميركا؟ أم ستقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية كما ضربت مفاعل تموز العراقي عام 1981؟ - لا أرى أن هناك سبباً قانونياً دولياً يبرّر الحرب على إيران بسبب مشروعها النووي. حتى وكالة الاستخبارات الأميركية في تقاريرها الأخيرة أقرّت بأن إيران تحتاج إلى سنوات عدة قبل أن تصنع قنبلة نووية وأن ليس هناك أدلة على أن برنامجها النووي ذا طابع عسكري. كما أن الولايات المتحدة قد خرجت مهزومة من العراق قبل ستة أشهر، ولا تزال غارقة في المستنقع الأفغاني، ولا أظن أنها جاهزة لخوض حرب جديدة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. أما إسرائيل فهي غير قادرة على تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية من خلال غارات جوية بسبب انتشار هذه المنشآت على جميع المناطق الإيرانية الشاسعة من جهة، وتحصين معظم هذه المواقع تحصيناً شديداً من جهة أخرى. كما أن ضرب منشآت إيرانية سيفتح أبواب جهنم على المنشآت الإسرائيلية، وذلك من حيث جهوزية الصواريخ الإيرانية الباليستية لضرب الأهداف الإسرائيلية، فضلاً عن صواريخ حزب الله في جنوب لبنان. وثمة أمر مهم هنا لا بدّ من ذكره هو أن إسرائيل، التي ترفض التوقيع على المعاهدة النووية، والتي تؤكد جميع الأدلة والدول الكبرى على أنها تملك أكثر من مئة قنبلة نووية، لا يحق لها الاعتراض على مشروع نووي سلمي لدولة أخرى في المنطقة. والسؤال هنا: لماذا هذه
الازدواجية الغربية والدولية في التعاطي بين إيران وإسرائيل؟


Comments

Popular posts from this blog

مقامات الأنبياء والرسل في لبنان

أسباب الصراع بين المماليك والعثمانيين- مراجعة: د. هيثم مزاحم

آية الله الشيخ حسن رميتي: نؤيد التخصص في الدراسة الحوزوية