عدو البعيد": رصد جديد لظاهرة الحركات الاسلامية - فواز جرجس
"العدو البعيد": رصد جديد لظاهرة الحركات الاسلامية
مراجعة كتاب الدكتور فواز جرجس
The Far Enemy By Fawaz Gerges
مازال رصد الحركات الإسلامية وحركات الجهاد يمثل تحديا للكثير من المؤلفين خاصة لعدم توفر الكثير من المعلومات عن حياة المنتمين لهذه الحركات كما أن معرفة المؤلفين الغربيين بخلفيات هذه الحركات تصطدم كثيرا بحاجز اللغة والثقافة.
ولذلك يعد كتاب "العدو البعيد" أحدث كتاب صدر في الأسواق الأمريكية للدكتور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في جامع سارا لورانس الأمريكية علامة مميزة في هذا الشأن ليس فقط لأن مؤلفه أحد أبرز الاختصاصين في دراسات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية، ولكن لأنه من أصل عربي لبناني وله معرفة وثيقة بكثير من التحولات والتطورات السياسية في المنطقة.
يقدم كتاب العدو البعيد The Far Enemy - رصدا تاريخيا دقيقا لصعود نجم حركات الجهاد الإسلامي والتحولات والتغيرات التي طرأت عليها منذ السبعينيات - تلك التحولات التي كانت سببا مباشر - في رأي المؤلف -لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام ألفين وواحد.
ويشي العنوان الأصغر الذي جاء في صيغة استفهامية لماذا أصبح الجهاد عالميا why jihad went global بالفكرة التي يتمحور حولها الكتاب.
تتركز الفكرة الأساسية للكتاب علي ما يسميه الدكتور فواز جرجس بالانشقاق الذي حدث في صفوف الحركة الجهادية في أواخر التسعينيات بين فصيلين أو رؤيتين: الرؤية الأولي - وهي الأهم - في رأي المؤلف - ترى أن الجهاد ضد العدو القريب أي الأنظمة الحاكمة في الدول العربية يجب أن يأخذ الأولوية في تحركات الأجهزة الجهادية.
أما الرؤية الثانية وتمثلها أقلية داخل الحركة الجهادية ومن بينها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن فترى أن استهداف العدو البعيد أي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هي استراتيجية ناجعة يمكن أن تؤدي غرضين في ذات الوقت تحطيم الهيبة الأمريكية وإضعاف الأنظمة العربية المحلية. لأن هذه الأنظمة في نظرهم تعتمد بدرجة كبيرة علي الدعم السياسي والعسكري الأمريكي لكي تبقي في السلطة.
ويؤكد الدكتور فواز جرجس في حديثه لبي بي سي أونلاين إن هذا الانشقاق والاختلاف في الرؤى جوهري في فهم ما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول. وأنه لعب دورا رئيسيا في دفع الحركات الجهادية في تيار أوصلها إلي مرحلة مأساوية وخطيرة من تاريخها - على حد تعبيره.
ويبرهن المؤلف على صحة نظريته بالكتابات التي صدرت عن الجهاديين أنفسهم. والتي صدرت عن أطياف مختلفة من الحركات الإسلامية تنتقد تنظيم القاعدة بعنف ويحاول الكتاب أن يمنح صوتا لهذه الأطياف.
ويتهم المؤلف وسائل الإعلام الغربية صراحة بعدم التحقق من التفاصيل والتعقيدات وعدم فهم الاختلافات الجوهرية ضمن الحركات الجهادية ويشير إلي أن التقرير الصادر عن الحكومة الأمريكية في هذا الصدد وقع تقريبا في نفس الخطأ.
فالتقرير في الدكتور جرجس يريد القارئ أن يفهم أن كل الجهاديين والإسلاميين الراديكاليين هم أعداء للغرب.
ويري الدكتور فواز جرجس أن المنحى المبسط في رصد الحركات الجهادية وهو المنحى السائد في الولايات المتحدة والغرب - والذي يعتبر أن تنظيم القاعدة ممثلا لجميع الحركات الجهادية منحى خطيرا للغاية قد يؤدي إلي صراع مع العالم الإسلامي والغرب ككل.
وعلى الرغم من تأكيد الكتاب على أن تنظيم القاعدة فصيل مهم وخطير ضمن الحركات الجهادية لكنه يقول إن اعتبار جميع الحركات الأصولية والإسلامية جزءا من تنظيم القاعدة يكرس لفكرة أن الإسلام هو مصدر الخطر على الغرب وأن هناك صراعا أيدلوجيا وثقافيا بين العالم العربي والإسلامي والغرب.
مراجعة كتاب الدكتور فواز جرجس
The Far Enemy By Fawaz Gerges
مازال رصد الحركات الإسلامية وحركات الجهاد يمثل تحديا للكثير من المؤلفين خاصة لعدم توفر الكثير من المعلومات عن حياة المنتمين لهذه الحركات كما أن معرفة المؤلفين الغربيين بخلفيات هذه الحركات تصطدم كثيرا بحاجز اللغة والثقافة.
ولذلك يعد كتاب "العدو البعيد" أحدث كتاب صدر في الأسواق الأمريكية للدكتور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في جامع سارا لورانس الأمريكية علامة مميزة في هذا الشأن ليس فقط لأن مؤلفه أحد أبرز الاختصاصين في دراسات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية، ولكن لأنه من أصل عربي لبناني وله معرفة وثيقة بكثير من التحولات والتطورات السياسية في المنطقة.
يقدم كتاب العدو البعيد The Far Enemy - رصدا تاريخيا دقيقا لصعود نجم حركات الجهاد الإسلامي والتحولات والتغيرات التي طرأت عليها منذ السبعينيات - تلك التحولات التي كانت سببا مباشر - في رأي المؤلف -لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام ألفين وواحد.
ويشي العنوان الأصغر الذي جاء في صيغة استفهامية لماذا أصبح الجهاد عالميا why jihad went global بالفكرة التي يتمحور حولها الكتاب.
تتركز الفكرة الأساسية للكتاب علي ما يسميه الدكتور فواز جرجس بالانشقاق الذي حدث في صفوف الحركة الجهادية في أواخر التسعينيات بين فصيلين أو رؤيتين: الرؤية الأولي - وهي الأهم - في رأي المؤلف - ترى أن الجهاد ضد العدو القريب أي الأنظمة الحاكمة في الدول العربية يجب أن يأخذ الأولوية في تحركات الأجهزة الجهادية.
أما الرؤية الثانية وتمثلها أقلية داخل الحركة الجهادية ومن بينها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن فترى أن استهداف العدو البعيد أي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هي استراتيجية ناجعة يمكن أن تؤدي غرضين في ذات الوقت تحطيم الهيبة الأمريكية وإضعاف الأنظمة العربية المحلية. لأن هذه الأنظمة في نظرهم تعتمد بدرجة كبيرة علي الدعم السياسي والعسكري الأمريكي لكي تبقي في السلطة.
ويؤكد الدكتور فواز جرجس في حديثه لبي بي سي أونلاين إن هذا الانشقاق والاختلاف في الرؤى جوهري في فهم ما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول. وأنه لعب دورا رئيسيا في دفع الحركات الجهادية في تيار أوصلها إلي مرحلة مأساوية وخطيرة من تاريخها - على حد تعبيره.
ويبرهن المؤلف على صحة نظريته بالكتابات التي صدرت عن الجهاديين أنفسهم. والتي صدرت عن أطياف مختلفة من الحركات الإسلامية تنتقد تنظيم القاعدة بعنف ويحاول الكتاب أن يمنح صوتا لهذه الأطياف.
ويتهم المؤلف وسائل الإعلام الغربية صراحة بعدم التحقق من التفاصيل والتعقيدات وعدم فهم الاختلافات الجوهرية ضمن الحركات الجهادية ويشير إلي أن التقرير الصادر عن الحكومة الأمريكية في هذا الصدد وقع تقريبا في نفس الخطأ.
فالتقرير في الدكتور جرجس يريد القارئ أن يفهم أن كل الجهاديين والإسلاميين الراديكاليين هم أعداء للغرب.
ويري الدكتور فواز جرجس أن المنحى المبسط في رصد الحركات الجهادية وهو المنحى السائد في الولايات المتحدة والغرب - والذي يعتبر أن تنظيم القاعدة ممثلا لجميع الحركات الجهادية منحى خطيرا للغاية قد يؤدي إلي صراع مع العالم الإسلامي والغرب ككل.
وعلى الرغم من تأكيد الكتاب على أن تنظيم القاعدة فصيل مهم وخطير ضمن الحركات الجهادية لكنه يقول إن اعتبار جميع الحركات الأصولية والإسلامية جزءا من تنظيم القاعدة يكرس لفكرة أن الإسلام هو مصدر الخطر على الغرب وأن هناك صراعا أيدلوجيا وثقافيا بين العالم العربي والإسلامي والغرب.
Comments
Post a Comment