الناطق باسم حركة "ناطوري كارتا" الحاخام يسرائيل فايس: إسرائيل دولة غير شرعية لأنها مخالفة لتعاليم اليهودية
الناطق باسم حركة "ناطوري كارتا" الحاخام يسرائيل فايس:
إسرائيل دولة غير شرعية لأنها مخالفة لتعاليم اليهودية
المستقبل - الاربعاء 5 أيار 2004 - العدد 1586 -
نيويورك ـ هيثم مزاحم
حركة "ناطوري كارتا" هي جماعة دينية يهودية معادية للصهيونية ترفض الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل لأنها "دولة مخالفة لتعاليم التوراة والدين اليهودي"، إذ يعتقد اليهود المتدينون (الأرثوذكس) أن فلسطين الأرض المقدسة "قد أعطاها الله للشعب الإسرائيلي بشرط تطبيق الشعائر التوراتية وعندما أخلوا بذلك سحبت منهم هذه الأحقية وخرجوا للشتات، ومنذ ذلك الوقت منع عليهم بمنع توراتي إقامة مملكة لهم في الأرض المقدسة أو أي مكان آخر"، وأن على اليهود أن يكونوا موالين للممالك التي يعيشون تحت سلطتها، وهو الوضع الذي كان قائماً منذ ألفي سنة إلى أن قامت الحركة الصهيونية بانتهاكه من خلال إقامة دولة يهودية في فلسطين المحتلة.
وتضم حركة ناطوري كارتا الدولية عشرات آلاف اليهود في جميع أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة وفلسطين. الناطق باسم الحركة الحاخام يسرائيل ديفيد فايس ـ نيويورك، أجرت معه "المستقبل" حواراً تركز حول موقف الحركة من إسرائيل والصهيونية والقضية الفلسطينية. وفي ما يلي نص الحوار:
* * *
بداية لو تعرفنا باختصار على حركة نطوري كارتا الدولية ومبادئها.
ـ حركة ناطوري كارتا الدولية هي اتحاد يهودي ضد الصهيونية. وأساساً اليهود الأرثوذكس هم اليهود الذين يتبعون تعاليم التوراة. واتباع تعاليم التوراة يعني أنه يجب عليك ألا تكون صهيونياً، فالصهيونية عمرها فقط نحو مئة عام، أما التوراة فعمرها آلاف السنين. فمبدأ الصهيونية مخالف لتعاليم التوراة التي تحرم إقامة دولة يهودية مزيفة وجعل اليهود في هذه الدولة عبر اضطهاد وظلم شعوب أخرى. فالمفهوم الأساسي للصهيونية مخالف للتوراة وكذلك للتلمود الذي عمره 4 آلاف سنة والذي يحرم قيام دولة يهودية. أما الصهيونية عمرها نحو مئة سنة والذين أنشأوا الصهيونية لم يكونوا يهوداً متدينين بل كان معظهم علمانيين يكرهون التوراة والدين وكانوا يريدون تحويل الدين اليهودي واليهود في أنحاء العالم الى قومية وأمة وكيان سياسي. لقد أرادوا تحويل المفهوم العام ليهودية من مفهوم ديني يقوم على عبادة الله الى مفهوم قومي مرتبط بالأرض. لكن ذلك أمر جنوني وغير منطقي لأن اليهودية لا تقوم على أساس الأرض.
ألا تؤمنون بما يسمى "الحق الديني لليهود بأرض فلسطين" وماذا تنتظرون للعودة الى الأرض المقدسة؟
ـ اليهود هم أبناء إبراهيم واسحق ويعقوب وقد قبلوا التوراة في سيناء والله قد قال لليهود أنني أريد أن آخذكم الى "أرض إسرائيل"، وكانت هناك شعوب تعيش في هذه الأرض المقدسة قبل اليهود. وقد وعد الله ابراهيم بأن يعطي هذه الأرض لأبنائه اليهود لأن الشعوب الأخرى لم يكونوا مؤمنين بالله ولم يكونوا مقدسين وطاهرين كفاية ليعيشوا فيها. وتقول التوراة في مواضع عدة أنه يجب أن تكون تقياً ومقدساً جداً في الأرض المقدسة وإلا رفضتك هذه الأرض. وهكذا تم إخراج اليهود من فلسطين الى النفي والشتات مرات عدة من خلال اليونانيين والرومان لأنهم خالفوا تعاليم الأنبياء ولم يكونوا مؤمنين ومقدسين كفاية. وقد حرم الله على اليهود ثلاثة أمور هي: 1 ـ عدم العودة الى الأرض المقدسة بشكل جماعي. 2 ـ عدم انشاء دولة لليهود في أي مكان في العالم. 3 ـ عدم محاولة إنهاء الشتات. ونحن نؤمن بأنه سيأتي يوم يرى فيه الله الوقت مناسباً لإنهاء الشتات وهذا سيكون يوم الخلاص أو الافتداء، وهو مفهوم نؤمن بأنه سيكون هناك تغيير مادي في العالم بحيث يعترف فيه كل الناس بمملكة الخالق بإله واحد ويعم السلام البشرية. أما الصهيونية فقد جاءت كرد فعل على معاداة السامية في أوروبا بزعم إنهاء معاناة اليهود وتخليصهم من الشتات لكنهم لم يفهموا أن معاناة اليهود وشتاتهم قد تما بمشيئة الله والله وليس البشر هو الذي سينهي هذه المعاناة وهذا الشتات.
أما في العالم العربي والإسلامي فكان اليهود يعيشون بأمان وسلام في فلسطين والعراق وإيران ولبنان وتونس والمغرب واليمن ومصر، وكانوا يعيشون كأخوة مع العرب والمسلمين ولدينا وثاذق وشهود تؤكد ذلك. وفي ذلك الوقت كان هؤلاء اليهود متدينين يخشون الله ولم تكن لهم أي مطالب تتعلق بالأرض في فلسطين وأي طموحات للسيطرة على هذه الأرض، وكان العرب يعرفون ذلك. لكن بعد قيام الحركة الصهيونية وبدء هجرة اليهود الصهاينة واستيطانهم في فلسطين إكتشف العرب أن هؤلاء اليهود يريدون السيطرة على أرضهم، فنشأ العداء وعدم الثقة باليهود في العالم العربي، لأنهم لم يعد العرب يميزون بين اليهود المتدينين اليهود الصهاينة. ولدينا وثائق عن قيام الحركة الصهيونية بمجازر وعمليات تفجير ضد اليهود في دول عربية خاصة في العراق لدفعهم للهجرة الى فلسطين. وكذلك جرى تعاون في أوروبا بين الصهاينة والنازيين لارتكاب مجازر ضد اليهود ودفعهم للهجرة الى فلسطين.
ماذا فعلتم لمناهضة الصهيونية في تلك المرحلة؟
ـ لقد بعث الحاخام الأكبر للقدس في تلك المرحلة رسالة الى الأمم المتحدة قال فيها أنه يمثل نحو 65 ألف يهودي هم جميع اليهود في فلسطين أنذاك وأنهم لا يريدون دولة يهودية وقيام "إسرائيل" إنما يريدون دولة عالمية لأن الدولة اليهودية ليست في حقيقتها يهودية بل هي صهيونية.
كما قام الحاخام الأكبر لليهود المتدينين أنذاك يوسف حاييم زونغلد بتنظيم وفد قام بزيارة الشريف حسين وإبنيه الملك فيصل والأمير عبدالله حيث أوضحوا لهم موقف اليهود المتدينين المعارض بشدة لأي سلطة صهيونية في فلسطين. وقد استقبل الوفد باحترام شديد وتم العهد له بأن جميع الدول العربية مفتوحة أمام اليهود شرط ألا يطلبوا حقوقاً سياسية. وقد دفع أحد أعضاء الوفد واسمه البروفيسور يعقوب دهاني حياته ثمناً لهذه الزيارة إذ إغتاله الصهاينة إثرها. فاليهود المتدينون لم يعترفوا أبداً بالسلطة الصهيونية التي قامت على التمرد على الأمم اجارة وطرد الفلسطينيين سكان الأرض القدماء من بيوتهم وأراضيهم واعتبروا ذلك أعمالاً بربرية وعنيفة لا تتفق مع تصرفات الشعب اليهودي. كما امتنع اليهود المتدينون (من أتباع الحركة) حتى اليوم عن أخذ أي مخصصات مالية من السلطة الصهيونية ومؤسساتها سواء لمؤسساتهم التعليمية أو كنسهم. كما أنهم لا يتحدثون باللغة العبرية (الحديثة) التي أوجدها الصهاينة وهي ليست اللغة التي كتبت بها التوراة.
ما هي عقيدتكم تجاه المسجد الأقصى وهل تعتبرونه مكاناً مقدساً يوجد فيه الهيكل؟
ـ نحن نعتبر أرض المسجد الأقصى أرضاً مقدسة وهي نفس مكان الهيكل الذي دمر لكننا نؤمن أنه لا يجوز لأي إنسان بناء الهيكل الثالث بل سيتم بناؤه من قبل الله. وحسب التوراة يمنع علينا منعاً مطلقاً دخول أرض المسجد الأقصى ولا يوجد لليهود أي حق أو ملكية لهذا المكان المقدس، الذي هو ملك الشعب المسلم. وهناك حاخام من حركتنا يحرم على أتباعه الصلاة في الحائط الغربي (حائط البراق أو المبكى بحسب تسمية اليهود) حتى لا تكون الصلاة هناك نوعاً من إعطاء الشرعية للصهاينة في مزاعمهم بشأن المسجد الأقصى. ومع ذلك هناك يهود متدينون يصلون هناك ولكن لا مطالب سياسية من وراء ذلك.
ما هو في رأيكم الحل الأمثل للقضية الفلسطينية؟
ـ نحن ندعو الى التفكيك السلمي لدولة إسرائيل. أما بشأن بقاء اليهود وعدد اليهود الذين يجب أن يبقوا في فلسطين، فذلك الأمر بكامله عائد للقيادة والشعب الفلسطينيين. فالفلسطينيون الذين كانوا ولا يزالون ضحايا إجرام الحركة الصهيونية لهم الحق في أرضهم في فلسطين وفي تعويضات مالية عن خسائرهم المادية التي خسروها خلال العقودالماضية. ونأمل أن يتم حل هذه المشكلة بشكل سلمي وعادل كي يتوقف نزيف الدم بين العرب واليهود.
كيف يتعامل معكم اليهود الصهاينة في الولايات المتحدة؟
ـ في كل أنحاء العالم هناك محاولات إرهاب من قبل الصهاينة لكل من يتحدث ضدهم ويحاولون إيقافه. فبعضهم يتعرض لاعتداء جسدي وبعضهم يتعرض للطرد من وظيفته أو يتعرض للإهمال والتجاهل من قبل وسائل الإعلام نتيجة ضغوط صهيونية عليها. ومرة كنا نتظاهر في منهاتن في نيويورك ضد إسرائيل وهجم علينا أنصار إسرائيل وقد قامت الشرطة الأميركية بإخراجنا من المنطقة بباصات. وفي كل مرة نقوم فيها بالتظاهر تقوم الشرطة بتأمين حماية مشددة لنا خوفاً من تعرضنا لاعتداءات مماثلة.
ما هي عقيدتكم تجاه المسلمين والمسيحيين خاصة أن اليهودية لا تعترف بالمسيحية والإسلام؟
ـ نحن أصحاب كتاب والتوراة تأمرنا بأن نكون على مثال الله فالله غفور رحيم ويجب أن نكون رؤوفين رحيمين، ويجب أن نقلد الله ونكون أمة مقدسة تكون مثالاً للآخرين يتعلمون منها الأخلاق الحسنة. ونحن نؤمن بأن كل إنسان لا يرتكب المحرمات الكبرى كالقتل والزنى والسرقة الخ ويعبد الله يمكنه الخلاص ولا يجب أن يكون يهودياً من أجل الخلاص. وكل إنسان يمكنه أن يصبح يهودياً ولكننا لا نشجع الناس على التهود لأن الالتزام بالشريعة اليهودية شاق جداً وفيه معاناة كبيرة، كاحترام يوم السبت وأكل الكوشير والاحتفال بالمناسبات الدينية وهي معقدة جداً الى الامتناع عن جميع المحرمات.
=
إسرائيل دولة غير شرعية لأنها مخالفة لتعاليم اليهودية
المستقبل - الاربعاء 5 أيار 2004 - العدد 1586 -
نيويورك ـ هيثم مزاحم
حركة "ناطوري كارتا" هي جماعة دينية يهودية معادية للصهيونية ترفض الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل لأنها "دولة مخالفة لتعاليم التوراة والدين اليهودي"، إذ يعتقد اليهود المتدينون (الأرثوذكس) أن فلسطين الأرض المقدسة "قد أعطاها الله للشعب الإسرائيلي بشرط تطبيق الشعائر التوراتية وعندما أخلوا بذلك سحبت منهم هذه الأحقية وخرجوا للشتات، ومنذ ذلك الوقت منع عليهم بمنع توراتي إقامة مملكة لهم في الأرض المقدسة أو أي مكان آخر"، وأن على اليهود أن يكونوا موالين للممالك التي يعيشون تحت سلطتها، وهو الوضع الذي كان قائماً منذ ألفي سنة إلى أن قامت الحركة الصهيونية بانتهاكه من خلال إقامة دولة يهودية في فلسطين المحتلة.
وتضم حركة ناطوري كارتا الدولية عشرات آلاف اليهود في جميع أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة وفلسطين. الناطق باسم الحركة الحاخام يسرائيل ديفيد فايس ـ نيويورك، أجرت معه "المستقبل" حواراً تركز حول موقف الحركة من إسرائيل والصهيونية والقضية الفلسطينية. وفي ما يلي نص الحوار:
* * *
بداية لو تعرفنا باختصار على حركة نطوري كارتا الدولية ومبادئها.
ـ حركة ناطوري كارتا الدولية هي اتحاد يهودي ضد الصهيونية. وأساساً اليهود الأرثوذكس هم اليهود الذين يتبعون تعاليم التوراة. واتباع تعاليم التوراة يعني أنه يجب عليك ألا تكون صهيونياً، فالصهيونية عمرها فقط نحو مئة عام، أما التوراة فعمرها آلاف السنين. فمبدأ الصهيونية مخالف لتعاليم التوراة التي تحرم إقامة دولة يهودية مزيفة وجعل اليهود في هذه الدولة عبر اضطهاد وظلم شعوب أخرى. فالمفهوم الأساسي للصهيونية مخالف للتوراة وكذلك للتلمود الذي عمره 4 آلاف سنة والذي يحرم قيام دولة يهودية. أما الصهيونية عمرها نحو مئة سنة والذين أنشأوا الصهيونية لم يكونوا يهوداً متدينين بل كان معظهم علمانيين يكرهون التوراة والدين وكانوا يريدون تحويل الدين اليهودي واليهود في أنحاء العالم الى قومية وأمة وكيان سياسي. لقد أرادوا تحويل المفهوم العام ليهودية من مفهوم ديني يقوم على عبادة الله الى مفهوم قومي مرتبط بالأرض. لكن ذلك أمر جنوني وغير منطقي لأن اليهودية لا تقوم على أساس الأرض.
ألا تؤمنون بما يسمى "الحق الديني لليهود بأرض فلسطين" وماذا تنتظرون للعودة الى الأرض المقدسة؟
ـ اليهود هم أبناء إبراهيم واسحق ويعقوب وقد قبلوا التوراة في سيناء والله قد قال لليهود أنني أريد أن آخذكم الى "أرض إسرائيل"، وكانت هناك شعوب تعيش في هذه الأرض المقدسة قبل اليهود. وقد وعد الله ابراهيم بأن يعطي هذه الأرض لأبنائه اليهود لأن الشعوب الأخرى لم يكونوا مؤمنين بالله ولم يكونوا مقدسين وطاهرين كفاية ليعيشوا فيها. وتقول التوراة في مواضع عدة أنه يجب أن تكون تقياً ومقدساً جداً في الأرض المقدسة وإلا رفضتك هذه الأرض. وهكذا تم إخراج اليهود من فلسطين الى النفي والشتات مرات عدة من خلال اليونانيين والرومان لأنهم خالفوا تعاليم الأنبياء ولم يكونوا مؤمنين ومقدسين كفاية. وقد حرم الله على اليهود ثلاثة أمور هي: 1 ـ عدم العودة الى الأرض المقدسة بشكل جماعي. 2 ـ عدم انشاء دولة لليهود في أي مكان في العالم. 3 ـ عدم محاولة إنهاء الشتات. ونحن نؤمن بأنه سيأتي يوم يرى فيه الله الوقت مناسباً لإنهاء الشتات وهذا سيكون يوم الخلاص أو الافتداء، وهو مفهوم نؤمن بأنه سيكون هناك تغيير مادي في العالم بحيث يعترف فيه كل الناس بمملكة الخالق بإله واحد ويعم السلام البشرية. أما الصهيونية فقد جاءت كرد فعل على معاداة السامية في أوروبا بزعم إنهاء معاناة اليهود وتخليصهم من الشتات لكنهم لم يفهموا أن معاناة اليهود وشتاتهم قد تما بمشيئة الله والله وليس البشر هو الذي سينهي هذه المعاناة وهذا الشتات.
أما في العالم العربي والإسلامي فكان اليهود يعيشون بأمان وسلام في فلسطين والعراق وإيران ولبنان وتونس والمغرب واليمن ومصر، وكانوا يعيشون كأخوة مع العرب والمسلمين ولدينا وثاذق وشهود تؤكد ذلك. وفي ذلك الوقت كان هؤلاء اليهود متدينين يخشون الله ولم تكن لهم أي مطالب تتعلق بالأرض في فلسطين وأي طموحات للسيطرة على هذه الأرض، وكان العرب يعرفون ذلك. لكن بعد قيام الحركة الصهيونية وبدء هجرة اليهود الصهاينة واستيطانهم في فلسطين إكتشف العرب أن هؤلاء اليهود يريدون السيطرة على أرضهم، فنشأ العداء وعدم الثقة باليهود في العالم العربي، لأنهم لم يعد العرب يميزون بين اليهود المتدينين اليهود الصهاينة. ولدينا وثائق عن قيام الحركة الصهيونية بمجازر وعمليات تفجير ضد اليهود في دول عربية خاصة في العراق لدفعهم للهجرة الى فلسطين. وكذلك جرى تعاون في أوروبا بين الصهاينة والنازيين لارتكاب مجازر ضد اليهود ودفعهم للهجرة الى فلسطين.
ماذا فعلتم لمناهضة الصهيونية في تلك المرحلة؟
ـ لقد بعث الحاخام الأكبر للقدس في تلك المرحلة رسالة الى الأمم المتحدة قال فيها أنه يمثل نحو 65 ألف يهودي هم جميع اليهود في فلسطين أنذاك وأنهم لا يريدون دولة يهودية وقيام "إسرائيل" إنما يريدون دولة عالمية لأن الدولة اليهودية ليست في حقيقتها يهودية بل هي صهيونية.
كما قام الحاخام الأكبر لليهود المتدينين أنذاك يوسف حاييم زونغلد بتنظيم وفد قام بزيارة الشريف حسين وإبنيه الملك فيصل والأمير عبدالله حيث أوضحوا لهم موقف اليهود المتدينين المعارض بشدة لأي سلطة صهيونية في فلسطين. وقد استقبل الوفد باحترام شديد وتم العهد له بأن جميع الدول العربية مفتوحة أمام اليهود شرط ألا يطلبوا حقوقاً سياسية. وقد دفع أحد أعضاء الوفد واسمه البروفيسور يعقوب دهاني حياته ثمناً لهذه الزيارة إذ إغتاله الصهاينة إثرها. فاليهود المتدينون لم يعترفوا أبداً بالسلطة الصهيونية التي قامت على التمرد على الأمم اجارة وطرد الفلسطينيين سكان الأرض القدماء من بيوتهم وأراضيهم واعتبروا ذلك أعمالاً بربرية وعنيفة لا تتفق مع تصرفات الشعب اليهودي. كما امتنع اليهود المتدينون (من أتباع الحركة) حتى اليوم عن أخذ أي مخصصات مالية من السلطة الصهيونية ومؤسساتها سواء لمؤسساتهم التعليمية أو كنسهم. كما أنهم لا يتحدثون باللغة العبرية (الحديثة) التي أوجدها الصهاينة وهي ليست اللغة التي كتبت بها التوراة.
ما هي عقيدتكم تجاه المسجد الأقصى وهل تعتبرونه مكاناً مقدساً يوجد فيه الهيكل؟
ـ نحن نعتبر أرض المسجد الأقصى أرضاً مقدسة وهي نفس مكان الهيكل الذي دمر لكننا نؤمن أنه لا يجوز لأي إنسان بناء الهيكل الثالث بل سيتم بناؤه من قبل الله. وحسب التوراة يمنع علينا منعاً مطلقاً دخول أرض المسجد الأقصى ولا يوجد لليهود أي حق أو ملكية لهذا المكان المقدس، الذي هو ملك الشعب المسلم. وهناك حاخام من حركتنا يحرم على أتباعه الصلاة في الحائط الغربي (حائط البراق أو المبكى بحسب تسمية اليهود) حتى لا تكون الصلاة هناك نوعاً من إعطاء الشرعية للصهاينة في مزاعمهم بشأن المسجد الأقصى. ومع ذلك هناك يهود متدينون يصلون هناك ولكن لا مطالب سياسية من وراء ذلك.
ما هو في رأيكم الحل الأمثل للقضية الفلسطينية؟
ـ نحن ندعو الى التفكيك السلمي لدولة إسرائيل. أما بشأن بقاء اليهود وعدد اليهود الذين يجب أن يبقوا في فلسطين، فذلك الأمر بكامله عائد للقيادة والشعب الفلسطينيين. فالفلسطينيون الذين كانوا ولا يزالون ضحايا إجرام الحركة الصهيونية لهم الحق في أرضهم في فلسطين وفي تعويضات مالية عن خسائرهم المادية التي خسروها خلال العقودالماضية. ونأمل أن يتم حل هذه المشكلة بشكل سلمي وعادل كي يتوقف نزيف الدم بين العرب واليهود.
كيف يتعامل معكم اليهود الصهاينة في الولايات المتحدة؟
ـ في كل أنحاء العالم هناك محاولات إرهاب من قبل الصهاينة لكل من يتحدث ضدهم ويحاولون إيقافه. فبعضهم يتعرض لاعتداء جسدي وبعضهم يتعرض للطرد من وظيفته أو يتعرض للإهمال والتجاهل من قبل وسائل الإعلام نتيجة ضغوط صهيونية عليها. ومرة كنا نتظاهر في منهاتن في نيويورك ضد إسرائيل وهجم علينا أنصار إسرائيل وقد قامت الشرطة الأميركية بإخراجنا من المنطقة بباصات. وفي كل مرة نقوم فيها بالتظاهر تقوم الشرطة بتأمين حماية مشددة لنا خوفاً من تعرضنا لاعتداءات مماثلة.
ما هي عقيدتكم تجاه المسلمين والمسيحيين خاصة أن اليهودية لا تعترف بالمسيحية والإسلام؟
ـ نحن أصحاب كتاب والتوراة تأمرنا بأن نكون على مثال الله فالله غفور رحيم ويجب أن نكون رؤوفين رحيمين، ويجب أن نقلد الله ونكون أمة مقدسة تكون مثالاً للآخرين يتعلمون منها الأخلاق الحسنة. ونحن نؤمن بأن كل إنسان لا يرتكب المحرمات الكبرى كالقتل والزنى والسرقة الخ ويعبد الله يمكنه الخلاص ولا يجب أن يكون يهودياً من أجل الخلاص. وكل إنسان يمكنه أن يصبح يهودياً ولكننا لا نشجع الناس على التهود لأن الالتزام بالشريعة اليهودية شاق جداً وفيه معاناة كبيرة، كاحترام يوم السبت وأكل الكوشير والاحتفال بالمناسبات الدينية وهي معقدة جداً الى الامتناع عن جميع المحرمات.
=
Comments
Post a Comment