هل تقتل الحلوى الأطفال؟ هيثم مزاحم
- 07-28-2005
هل تقتل الحلوى الأطفال؟
بقلم :هيثم مزاحم
يروى أنه بعد استشهاد الصحابي الجليل عمار بن ياسر، الذي بشره الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بالشهادة بقوله له «تقتلك الفئة الباغية»، في موقعة «صفين» بين جيش الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجيش معاوية بن أبي سفيان، سئل معاوية من بعض أنصاره، الذين تبينوا أنهم في معسكر «الفئة الباغية» كون عمار بن ياسر كان أحد قواد جيش علي، عن ذلك، فأجاب: «قتله من أرسله» في إشارة إلى الإمام علي. ولا شك في دهاء معاوية وقدراته في تضليل بعض أنصاره السذج عن الحقيقة من أجل حفظ سلطانه.
والتاريخ يعيد نفسه إذ تجد اليوم بعض الأدعياء يبررون قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين المسلمين في العراق وغير المسلمين في أكثر من دولة في العالم، بمقاومة الاحتلال الأميركي والبريطاني، ومعاقبة المتعاونين مع الاحتلال إلى ما هنالك من مقولات أطلقها الديكتاتور المخلوع صدام حسين وأنصاره أو أبو مصعب الزرقاوي ومرشده زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. فبعد المجزرة الإرهابية التي ارتكبها الإرهابيون في العراق بحق 32 طفلاً عراقياً كان الجنود الأميركيون يوزعون عليهم الحلوى، إذ اجتاحهم انتحاري ضللته عقيدة «التطرف» ظناً منه أن ذلك أسرع الطرق إلى الجنة. قال البعض إ�� حلوى الاحتلال قتلت أطفال العراق.
فقتل الحلوى أطفال العراق يشبه قتل الإمام علي لعمار بن ياسر، إذ ترفع المسؤولية عن المجرم والقاتل المباشر ليتم تحميلها للحلوى والاحتلال وربما للأطفال أنفسهم الذين حرمهم ظلم صدام وقمعه وحروبه الخرقاء من حلاوة الطفولة والحياة وأشبعهم كل من الزرقاوي وصدام وأنصارهما إرهاباً وقتلاً وتدميراً كل يوم في المساجد والأسواق والمدارس والمستشفيات والشوارع، دون أن ننسى قتل رجال الشرطة والأمن العراقيين واغتيال بعض علماء العراق وقادته ومفكريه، وذلك لأنهم آمنوا بإمكان تغيير العراق من عراق الاستبداد والبطش إلى عراق الديمقراطية والتعايش الديني والمشاركة في السلطة لجميع أبنائه وطوائفه وأعراقه.
فمن غير المستغرب أن يقوم بعض شيوخ الأصوليين ومنظريهم بتبرير الهجمات الانتحارية والإرهابية ضد المدنيين في العراق والسعودية والمغرب وتركيا وباكستان أو في بعض الدول الغربية من اعتداءات 11 سبتمبر إلى اعتداءات بالي ومدريد، وأخيراً اعتداءات لندن، بأنها عمليات انتقامية وردود فعل على السياسات الأميركية والبريطانية تجاه العراق وأفغانستان وفلسطين.
أما أن يقوم بذلك التبرير مباشرة أو بصورة غير مباشرة بعض أدعياء الثقافة والقومية فذلك مؤشر خطير على انسياق هؤلاء خلف الغرائز العنصرية والشوفينية القومية والدينية بدعوى مقاومة الاحتلال ونصرة القضية الفلسطينية.
أخشى ما أخشاه أن تشكل استباحة دماء الأطفال والمدنيين في العراق أو في بريطانيا من قبل أدعياء الإسلام والعروبة مبرراً لإسرائيل والغرب لاستهداف أطفالنا ومدنيينا في عملياتهم العسكرية دون أي رادع أخلاقي أو قانوني بذريعة الخطأ التقني أو البشري وضرورات الحرب، أو أن يقال لنا: قتلهم من جعلهم في هذا المكان أو من تواجد بالقرب منهم من إرهابيين ومقاتلين أو مقاومين الخ ..ولعل الإرهاب الإسرائيلي سيستفيد كثيراً من إرهاب الزرقاوي في العراق و«القاعدة» في سائر مدن العالم.
http://www.albayan.ae/servlet/Satel...etail&c=Artice
هل تقتل الحلوى الأطفال؟
بقلم :هيثم مزاحم
يروى أنه بعد استشهاد الصحابي الجليل عمار بن ياسر، الذي بشره الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بالشهادة بقوله له «تقتلك الفئة الباغية»، في موقعة «صفين» بين جيش الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجيش معاوية بن أبي سفيان، سئل معاوية من بعض أنصاره، الذين تبينوا أنهم في معسكر «الفئة الباغية» كون عمار بن ياسر كان أحد قواد جيش علي، عن ذلك، فأجاب: «قتله من أرسله» في إشارة إلى الإمام علي. ولا شك في دهاء معاوية وقدراته في تضليل بعض أنصاره السذج عن الحقيقة من أجل حفظ سلطانه.
والتاريخ يعيد نفسه إذ تجد اليوم بعض الأدعياء يبررون قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين المسلمين في العراق وغير المسلمين في أكثر من دولة في العالم، بمقاومة الاحتلال الأميركي والبريطاني، ومعاقبة المتعاونين مع الاحتلال إلى ما هنالك من مقولات أطلقها الديكتاتور المخلوع صدام حسين وأنصاره أو أبو مصعب الزرقاوي ومرشده زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. فبعد المجزرة الإرهابية التي ارتكبها الإرهابيون في العراق بحق 32 طفلاً عراقياً كان الجنود الأميركيون يوزعون عليهم الحلوى، إذ اجتاحهم انتحاري ضللته عقيدة «التطرف» ظناً منه أن ذلك أسرع الطرق إلى الجنة. قال البعض إ�� حلوى الاحتلال قتلت أطفال العراق.
فقتل الحلوى أطفال العراق يشبه قتل الإمام علي لعمار بن ياسر، إذ ترفع المسؤولية عن المجرم والقاتل المباشر ليتم تحميلها للحلوى والاحتلال وربما للأطفال أنفسهم الذين حرمهم ظلم صدام وقمعه وحروبه الخرقاء من حلاوة الطفولة والحياة وأشبعهم كل من الزرقاوي وصدام وأنصارهما إرهاباً وقتلاً وتدميراً كل يوم في المساجد والأسواق والمدارس والمستشفيات والشوارع، دون أن ننسى قتل رجال الشرطة والأمن العراقيين واغتيال بعض علماء العراق وقادته ومفكريه، وذلك لأنهم آمنوا بإمكان تغيير العراق من عراق الاستبداد والبطش إلى عراق الديمقراطية والتعايش الديني والمشاركة في السلطة لجميع أبنائه وطوائفه وأعراقه.
فمن غير المستغرب أن يقوم بعض شيوخ الأصوليين ومنظريهم بتبرير الهجمات الانتحارية والإرهابية ضد المدنيين في العراق والسعودية والمغرب وتركيا وباكستان أو في بعض الدول الغربية من اعتداءات 11 سبتمبر إلى اعتداءات بالي ومدريد، وأخيراً اعتداءات لندن، بأنها عمليات انتقامية وردود فعل على السياسات الأميركية والبريطانية تجاه العراق وأفغانستان وفلسطين.
أما أن يقوم بذلك التبرير مباشرة أو بصورة غير مباشرة بعض أدعياء الثقافة والقومية فذلك مؤشر خطير على انسياق هؤلاء خلف الغرائز العنصرية والشوفينية القومية والدينية بدعوى مقاومة الاحتلال ونصرة القضية الفلسطينية.
أخشى ما أخشاه أن تشكل استباحة دماء الأطفال والمدنيين في العراق أو في بريطانيا من قبل أدعياء الإسلام والعروبة مبرراً لإسرائيل والغرب لاستهداف أطفالنا ومدنيينا في عملياتهم العسكرية دون أي رادع أخلاقي أو قانوني بذريعة الخطأ التقني أو البشري وضرورات الحرب، أو أن يقال لنا: قتلهم من جعلهم في هذا المكان أو من تواجد بالقرب منهم من إرهابيين ومقاتلين أو مقاومين الخ ..ولعل الإرهاب الإسرائيلي سيستفيد كثيراً من إرهاب الزرقاوي في العراق و«القاعدة» في سائر مدن العالم.
http://www.albayan.ae/servlet/Satel...etail&c=Artice
Comments
Post a Comment