مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي: سورية غير مستعدة للسلام وعليها عدم الاستخفاف بالقرار 1559
مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي لـ «الوسط:
سورية غير مستعدة للسلام وعليها عدم الاستخفاف بالقرار 1559
واشنطن - هيثم مزاحم
قال مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي إن سورية غير مستعدة بعد لتسوية مع «إسرائيل» ولم تطلب مساعدة واشنطن لإحياء المفاوضات. وأكد في مقابلة خاصة مع «الوسط» جدية واشنطن بشأن القرار 1559 ووصفه بأنه يتماشى مع اتفاق الطائف، وحذر لبنان وسورية من الاستخفاف بجدية أميركا، محذرا من تفعيل «قانون محاسبة سورية».
واتهم المسئول الأميركي دمشق بإيواء قادة بعثيين عراقيين يدعمون «التمرد»، وعبر عن اعتقاده بأن سورية تحاول أن تسلك خطين، فهي تسعى إلى أن تكون لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت نفسه تسعى إلى تعزيز القومية العربية وأن يكون لها دور في المنطقة. وأوضح أن تلك اللعبة المزدوجة تجلب لهم العزلة والإدانة.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد إيرلي انه عندما ينتخب الفلسطينيون قيادتهم الجديدة ستقوم واشنطن بدفع الطرفين إلى الانخراط أكثر في عملية السلام. وبشأن العراق أكد أن الانتخابات ستجرى بحسب ما هو مقرر من دون تأجيل، معتبراً أن التأجيل سيشجع الإرهابيين على الاستمرار في العنف ويجعلهم يعملون على التأجيل مرات أخرى.
واعتبر أن احتمال التقارب بين واشنطن وطهران ضئيل جداً لعدة أسباب وان الحوار المباشر لن يحل الخلافات، لأن طهران ترى الولايات المتحدة عدوا.
مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيرلي لـ «الوسط»:
دمشق لم تطلب مساعدتنا لاستئناف المفاوضات وأحذرها من الاستخفاف بالقرار 1559
واشنطن - هيثم مزاحم
كشف مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيرلي ان سورية لم تطلب من واشنطن أي مساعدة لاحياء المفاوضات السلمية بينها وبين «إسرائيل» مشيرا الى أنها غير مستعدة بعدُ للتسوية.
وأكد جدية واشنطن بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، محذراً لبنان وسورية من الاستخفاف بجدية الولايات المتحدة.
وقال ايرلي، في مقابلة خاصة مع «الوسط» عن دور واشنطن في استئناف المحادثات السورية - الاسرائيلية: «ان المفاوضات السورية - الاسرائيلية يمكنها ان تبدأ غداً والطرفان ليسا بحاجة الى مساعدتنا، فهناك الكثير من الحديث السوري عن الرغبة في استئناف المفاوضات مع «إسرائيل» لكنهم يعرفون كيف يتصلون بـ «إسرائيل» مباشرة من دون وساطتنا»، وكشف أن دمشق لم تطلب من واشنطن أية مساعدة لاحياء المحادثات مع «إسرائيل» مؤكدا ان الولايات المتحدة تدعم على الدوام عملية السلام على جميع المسارات، معتبرا ان سورية «غير مستعدة بعد للتوصل الى تسوية مع «إسرائيل» وان المسألة كلها لعبة علاقات عامة». ورأى ان ثمة هدفين استراتيجيين لسورية هما استعادة هضبة الجولان والسيطرة على لبنان.
وقال ايرلي ان سورية لم تطبق قرار مجلس الأمن 1559 مشيرا الى ان هذا القرار لم يكن قرار اميركا بل هو من صنع فرنسا، أفضل صديق للبنان، مؤكدا جدية واشنطن في تنفيذ القرار، وأضاف ان هذا الامر لم يقدر جيدا في لبنان وسورية محذرا من الاستخفاف بأميركا، القوة العظمى في العالم وبأوروبا عرابتي القرار. مشيرا الى ان ليس الولايات المتحدة فقط هي التي تدفع لتنفيذ القرار بل ايضا فرنسا وأوروبا وهذا ما يجب أخذه في الاعتبار. وأكد انه في حال عدم تطبيق سورية للقرار فالولايات المتحدة لديها خيارات عدة لاتخاذ اجراءات في اطار قانون محاسبة سورية كذلك الأمم المتحدة ستتخذ اجراءات بعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في ابريل/ نيسان المقبل بشأن مدى تطبيق سورية ولبنان للقرار.
أما بالنسبة الى موقف الحكومة اللبنانية القائل انه لا يمكن تطبيق القرار 1559 لجهة حل المليشيات ونزع اسلحة حزب الله والمخيمات الفلسطينية في حال انسحاب القوات السورية من لبنان، قال ايرلي: «انظر الى اتفاق الطائف ستجد ان القرار 1559 ليس مختلفا عما ورد في اتفاق الطائف لجهة الدعوة الى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان وحل المليشيات وسيطرة القوات اللبنانية على الأراضي اللبنانية» وأضاف «اعتقد انه ما ان تنسحب القوات السورية ستكون الحكومة اللبنانية قادرة على إدارة شئونها بنفسها وبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية».
أما بشأن حزب الله فقال ايرلي: «ان هناك مسائل عدة بشأن حزب الله فهو مصنف في قائمة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية لأنه متورط في اعمال عنف ضد مدنيين لتحقيق أهداف سياسية. فتاريخ حزب الله الارهابي وأضح جدا». واستدرك قائلا: «أما القول أن حزب الله حزب سياسي له قاعدة شعبية ومؤسسات خيرية وتربوية فكيف يمكن ان تهاجم اميركا هذه المؤسسات، فنقول لهؤلاء ان تلك المسألة عائدة إلى الحكومة اللبنانية وعليها ان تعالجها بنفسها، وعلى سورية وإيران ان تكونا نقديتين تجاه حزب الله وفي رأينا ان هذه المسألة يجب ألا تكون سورية وايران متورطتين فيها، بل على اللبنانيين ان يحلوها بأنفسهم».
ولدى محاججته بأن وجود حزب الله العسكري في جنوب لبان تم التوافق عليه مع الحكومة اللبنانية كمقاومة للاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا، علق ايرلي بقوله: «ان مسألة مزارع شبعا مسألة زائفة فهي ليست أرضا لبنانية و«إسرائيل» انسحبت الى الحدود الدولية. واعتبر ان سورية وحزب الله اختلقا مسألة مزارع شبعا لمواصلة المعركة ضد «إسرائيل» مشيرا الى انه اذا أراد لبنان المضي في تحرير مزارع شبعا عسكريا فقد يستمر الأمر نحو مئة سنة أخرى متهما سورية بأنها تحاول تبرير وجودها في لبنان من خلال إطالة الصراع مع «إسرائيل» عبر جنوب لبنان.
ولدى سؤاله عن أن مسألة حزب الله ومزارع شبعا مرتبطان بالصراع العربي - الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، فلماذا لا تركز واشنطن على احياء عملية السلام للتوصل الى تسوية شاملة بدلا من التركيز على نزع سلاح حزب الله، قال المسئول الاميركي: «طبعاً نحن ندعم التسوية الشاملة وندعم المحادثات السورية - الاسرائيلية، وليطرحوا في هذه المحادثات ما يشاؤون سواء في موضوع الجولان ومزارع شبعا أو حتى مسألة اللاجئين الفلسطينيين».
واتهم المسئول الاميركي دمشق بإيواء قادة بعثيين يدعمون التمرد في العراق، متسائلا: «هل من مصلحة سورية وجود قادة بعثيين عراقيين في دمشق يدعمون التمرد في العراق، هل ذلك يجعل لهم أصدقاء في العراق؟ هل سيعود هؤلاء البعثيون الى السلطة في العراق؟ هذا لن يحدث أبدا». كما تساءل قائلا: «هل وجود القوات السورية في لبنان يجعلها صديقة للبنانيين. فغالبية الشعب اللبناني ستكون مسرورة جدا بخروج السوريين من لبنان، كذلك الامر بالنسبة الى دعم وايواء الفصائل الفلسطينية، هل يجعلهم ذلك أصدقاء للشعب الفلسطيني وهل يخدمون بذلك القضية الفلسطينية، كلا على الاطلاق». وأضاف «فلو كنت صديقا لسورية واريد مساعدتهم بصفتي دبلوماسياً أميركياً لنصحتهم بالقول ان الولايات المتحدة ليست عدوتكم لكنكم اعداء انفسكم لأن سياساتكم تؤذيكم ليس فقط مع الولايات المتحدة بل مع فرنسا ومع لبنان والعراق».
ورأى المسئول الاميركي ان سورية تحاول ان تسلك خطين، فهي تسعى الى ان تكون لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت نفسه تسعى الى تعزيز القومية العربية وتحاول ان يكون لها دور اقليمي في المنطقة. لكنه اعتبر ان السوريين يسيئون تقدير الحسابات فهذه اللعبة المزدوجة تجلب لهم العزلة والإدانة وهي ليست لمصلحة سورية».
أما في الشأن الفلسطيني فأكد ايرلي دعم بلاده لخطة «خريطة الطريق» مشددا على ان الادارة الاميركية تحض الطرفين على تطبيق هذه الخطة وانها تقوم بالضغط على «إسرائيل» لتجميد الاستيطان ووقف بناء الجدار وتخفيف الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين. وأشار الى انه عندما ينتخب الفلسطينيون قيادتهم الجديدة ستقوم واشنطن بدفع الطرفين إلى الانخراط أكثر في عملية السلام».
وبالنسبة إلى الانتخابات الفلسطينية، قال: «ان الولايات المتحدة لا تدعم مرشحا ضد آخر وان التعليق السلبي لوزير الخارجية الاميركي كولن باول على ترشيح مروان البرغوثي يعود الى انه ليس ترشيحا عمليا بسبب وجوده في السجن، فكيف يمكنه الترشح من السجن وكيف يمكنه الخدمة كرئيس من السجن في حال تم انتخابه» مشيرا الى ان على الشعب الفلسطيني ان يختار بنفسه من يريد قائدا له.
أما في قضية العراق. فأكد ايرلي ان الانتخابات ستجرى بحسب ما هو مقرر لها من دون تأجيل، معتبراً ان تأجيل الانتخابات سيشجع الارهابيين على الاستمرار في العنف والتمرد وان التأجيل مرة قد يجعلهم يعملون على التأجيل مرات أخرى. فلذلك من المهم الاصرار على موعد الانتخابات والحرص على مشاركة أكبر من الشعب العراقي. واستبعد ان يتراجع العنف بعد الانتخابات بسبب وجود فئة من العراقيين لا تعرف طريقاً غير التمرد والعنف، مشبهاً اياها بالفلسطينيين الذين نشأ جيل منهم لا يعرف سوى العنف سبيلا لتحقيق تطلعاتهم، معتبرا أن تغيير هؤلاء لسلوكهم سيأخذ وقتا طويلا جداً».
واستبعد المسئول الاميركي نشوب حرب أهلية في العراق بين السنة والشيعة أو بين العرب والاكراد، مشيرا الى ان العراقيين يؤمنون بعراق موحد ولا يريد سواء الشيعة أو السنة دولة شيعية أو دولة سنية في العراق. وأوضح ان القوات الاميركية لن تنسحب من العراق قبل ان يستعيد العراق الأمن وتصبح له قواته الامنية القادرة على ضبط الأمن ومنع وقوع الحرب الاهلية.
أما بشأن التوتر بين واشنطن وطهران بسبب العراق والبرنامج النووي الايراني، فاتهم الناطق الاميركي ايران بمساعدة مقتدى الصدر وبأنها تمول أحزابا عراقية في حملاتها الانتخابية وانها متورطة جدا في العراق بدعم أفراد وجهات لخدمة المصالح الايرانية مشيرا الى ان «الحكومة العراقية المؤقتة قد طلبت من إيران وقف تدخلها في الشئون العراقية لكنها لم تستجب لمطلبها».
واعتبر ان احتمال التقارب بين واشنطن وطهران ضئيل جداً معللا ذلك بأسباب عدة اذ توجد خلافات كثيرة في مسائل عدة وان الحوار المباشر لن يحل هذه الخلافات، «لأن ايران ترى الولايات المتحدة عدوا. مشيرا الى سعي ايران لامتلاك السلاح النووي لانها ترى ذلك في مصلحة أمنها القومي، مؤكدا ان الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يمكنها لمنع ايران من ذلك لأن واشنطن تعتقد ان ذلك خطر على المنطقة وعلى الولايات المتحدة و«لا نعتقد ان الحوار المباشر سيغير شيئاً في هذا المجال».
ورأى ايرلي انه طالما ايران تدعم مجموعات «ارهابية» كحزب الله وحماس، وهي تقوم بذلك لاعتبارات ايديولوجية وجيو - استراتيجية فيوجد تضارب المصالح بين ايران والولايات المتحدة و«لن ينفع الحوار المباشر بينهما، الا اذا قام طرف بتغيير مصالحه، بشأن الارهاب والبرنامج النووي والعراق، وهو بالتأكيد أمر لن تقوم به الولايات المتحدة»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 847 - الجمعة 31 ديسمبر 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1425هـ
سورية غير مستعدة للسلام وعليها عدم الاستخفاف بالقرار 1559
واشنطن - هيثم مزاحم
قال مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي إن سورية غير مستعدة بعد لتسوية مع «إسرائيل» ولم تطلب مساعدة واشنطن لإحياء المفاوضات. وأكد في مقابلة خاصة مع «الوسط» جدية واشنطن بشأن القرار 1559 ووصفه بأنه يتماشى مع اتفاق الطائف، وحذر لبنان وسورية من الاستخفاف بجدية أميركا، محذرا من تفعيل «قانون محاسبة سورية».
واتهم المسئول الأميركي دمشق بإيواء قادة بعثيين عراقيين يدعمون «التمرد»، وعبر عن اعتقاده بأن سورية تحاول أن تسلك خطين، فهي تسعى إلى أن تكون لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت نفسه تسعى إلى تعزيز القومية العربية وأن يكون لها دور في المنطقة. وأوضح أن تلك اللعبة المزدوجة تجلب لهم العزلة والإدانة.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد إيرلي انه عندما ينتخب الفلسطينيون قيادتهم الجديدة ستقوم واشنطن بدفع الطرفين إلى الانخراط أكثر في عملية السلام. وبشأن العراق أكد أن الانتخابات ستجرى بحسب ما هو مقرر من دون تأجيل، معتبراً أن التأجيل سيشجع الإرهابيين على الاستمرار في العنف ويجعلهم يعملون على التأجيل مرات أخرى.
واعتبر أن احتمال التقارب بين واشنطن وطهران ضئيل جداً لعدة أسباب وان الحوار المباشر لن يحل الخلافات، لأن طهران ترى الولايات المتحدة عدوا.
مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيرلي لـ «الوسط»:
دمشق لم تطلب مساعدتنا لاستئناف المفاوضات وأحذرها من الاستخفاف بالقرار 1559
واشنطن - هيثم مزاحم
كشف مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيرلي ان سورية لم تطلب من واشنطن أي مساعدة لاحياء المفاوضات السلمية بينها وبين «إسرائيل» مشيرا الى أنها غير مستعدة بعدُ للتسوية.
وأكد جدية واشنطن بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، محذراً لبنان وسورية من الاستخفاف بجدية الولايات المتحدة.
وقال ايرلي، في مقابلة خاصة مع «الوسط» عن دور واشنطن في استئناف المحادثات السورية - الاسرائيلية: «ان المفاوضات السورية - الاسرائيلية يمكنها ان تبدأ غداً والطرفان ليسا بحاجة الى مساعدتنا، فهناك الكثير من الحديث السوري عن الرغبة في استئناف المفاوضات مع «إسرائيل» لكنهم يعرفون كيف يتصلون بـ «إسرائيل» مباشرة من دون وساطتنا»، وكشف أن دمشق لم تطلب من واشنطن أية مساعدة لاحياء المحادثات مع «إسرائيل» مؤكدا ان الولايات المتحدة تدعم على الدوام عملية السلام على جميع المسارات، معتبرا ان سورية «غير مستعدة بعد للتوصل الى تسوية مع «إسرائيل» وان المسألة كلها لعبة علاقات عامة». ورأى ان ثمة هدفين استراتيجيين لسورية هما استعادة هضبة الجولان والسيطرة على لبنان.
وقال ايرلي ان سورية لم تطبق قرار مجلس الأمن 1559 مشيرا الى ان هذا القرار لم يكن قرار اميركا بل هو من صنع فرنسا، أفضل صديق للبنان، مؤكدا جدية واشنطن في تنفيذ القرار، وأضاف ان هذا الامر لم يقدر جيدا في لبنان وسورية محذرا من الاستخفاف بأميركا، القوة العظمى في العالم وبأوروبا عرابتي القرار. مشيرا الى ان ليس الولايات المتحدة فقط هي التي تدفع لتنفيذ القرار بل ايضا فرنسا وأوروبا وهذا ما يجب أخذه في الاعتبار. وأكد انه في حال عدم تطبيق سورية للقرار فالولايات المتحدة لديها خيارات عدة لاتخاذ اجراءات في اطار قانون محاسبة سورية كذلك الأمم المتحدة ستتخذ اجراءات بعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في ابريل/ نيسان المقبل بشأن مدى تطبيق سورية ولبنان للقرار.
أما بالنسبة الى موقف الحكومة اللبنانية القائل انه لا يمكن تطبيق القرار 1559 لجهة حل المليشيات ونزع اسلحة حزب الله والمخيمات الفلسطينية في حال انسحاب القوات السورية من لبنان، قال ايرلي: «انظر الى اتفاق الطائف ستجد ان القرار 1559 ليس مختلفا عما ورد في اتفاق الطائف لجهة الدعوة الى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان وحل المليشيات وسيطرة القوات اللبنانية على الأراضي اللبنانية» وأضاف «اعتقد انه ما ان تنسحب القوات السورية ستكون الحكومة اللبنانية قادرة على إدارة شئونها بنفسها وبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية».
أما بشأن حزب الله فقال ايرلي: «ان هناك مسائل عدة بشأن حزب الله فهو مصنف في قائمة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية لأنه متورط في اعمال عنف ضد مدنيين لتحقيق أهداف سياسية. فتاريخ حزب الله الارهابي وأضح جدا». واستدرك قائلا: «أما القول أن حزب الله حزب سياسي له قاعدة شعبية ومؤسسات خيرية وتربوية فكيف يمكن ان تهاجم اميركا هذه المؤسسات، فنقول لهؤلاء ان تلك المسألة عائدة إلى الحكومة اللبنانية وعليها ان تعالجها بنفسها، وعلى سورية وإيران ان تكونا نقديتين تجاه حزب الله وفي رأينا ان هذه المسألة يجب ألا تكون سورية وايران متورطتين فيها، بل على اللبنانيين ان يحلوها بأنفسهم».
ولدى محاججته بأن وجود حزب الله العسكري في جنوب لبان تم التوافق عليه مع الحكومة اللبنانية كمقاومة للاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا، علق ايرلي بقوله: «ان مسألة مزارع شبعا مسألة زائفة فهي ليست أرضا لبنانية و«إسرائيل» انسحبت الى الحدود الدولية. واعتبر ان سورية وحزب الله اختلقا مسألة مزارع شبعا لمواصلة المعركة ضد «إسرائيل» مشيرا الى انه اذا أراد لبنان المضي في تحرير مزارع شبعا عسكريا فقد يستمر الأمر نحو مئة سنة أخرى متهما سورية بأنها تحاول تبرير وجودها في لبنان من خلال إطالة الصراع مع «إسرائيل» عبر جنوب لبنان.
ولدى سؤاله عن أن مسألة حزب الله ومزارع شبعا مرتبطان بالصراع العربي - الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، فلماذا لا تركز واشنطن على احياء عملية السلام للتوصل الى تسوية شاملة بدلا من التركيز على نزع سلاح حزب الله، قال المسئول الاميركي: «طبعاً نحن ندعم التسوية الشاملة وندعم المحادثات السورية - الاسرائيلية، وليطرحوا في هذه المحادثات ما يشاؤون سواء في موضوع الجولان ومزارع شبعا أو حتى مسألة اللاجئين الفلسطينيين».
واتهم المسئول الاميركي دمشق بإيواء قادة بعثيين يدعمون التمرد في العراق، متسائلا: «هل من مصلحة سورية وجود قادة بعثيين عراقيين في دمشق يدعمون التمرد في العراق، هل ذلك يجعل لهم أصدقاء في العراق؟ هل سيعود هؤلاء البعثيون الى السلطة في العراق؟ هذا لن يحدث أبدا». كما تساءل قائلا: «هل وجود القوات السورية في لبنان يجعلها صديقة للبنانيين. فغالبية الشعب اللبناني ستكون مسرورة جدا بخروج السوريين من لبنان، كذلك الامر بالنسبة الى دعم وايواء الفصائل الفلسطينية، هل يجعلهم ذلك أصدقاء للشعب الفلسطيني وهل يخدمون بذلك القضية الفلسطينية، كلا على الاطلاق». وأضاف «فلو كنت صديقا لسورية واريد مساعدتهم بصفتي دبلوماسياً أميركياً لنصحتهم بالقول ان الولايات المتحدة ليست عدوتكم لكنكم اعداء انفسكم لأن سياساتكم تؤذيكم ليس فقط مع الولايات المتحدة بل مع فرنسا ومع لبنان والعراق».
ورأى المسئول الاميركي ان سورية تحاول ان تسلك خطين، فهي تسعى الى ان تكون لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت نفسه تسعى الى تعزيز القومية العربية وتحاول ان يكون لها دور اقليمي في المنطقة. لكنه اعتبر ان السوريين يسيئون تقدير الحسابات فهذه اللعبة المزدوجة تجلب لهم العزلة والإدانة وهي ليست لمصلحة سورية».
أما في الشأن الفلسطيني فأكد ايرلي دعم بلاده لخطة «خريطة الطريق» مشددا على ان الادارة الاميركية تحض الطرفين على تطبيق هذه الخطة وانها تقوم بالضغط على «إسرائيل» لتجميد الاستيطان ووقف بناء الجدار وتخفيف الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين. وأشار الى انه عندما ينتخب الفلسطينيون قيادتهم الجديدة ستقوم واشنطن بدفع الطرفين إلى الانخراط أكثر في عملية السلام».
وبالنسبة إلى الانتخابات الفلسطينية، قال: «ان الولايات المتحدة لا تدعم مرشحا ضد آخر وان التعليق السلبي لوزير الخارجية الاميركي كولن باول على ترشيح مروان البرغوثي يعود الى انه ليس ترشيحا عمليا بسبب وجوده في السجن، فكيف يمكنه الترشح من السجن وكيف يمكنه الخدمة كرئيس من السجن في حال تم انتخابه» مشيرا الى ان على الشعب الفلسطيني ان يختار بنفسه من يريد قائدا له.
أما في قضية العراق. فأكد ايرلي ان الانتخابات ستجرى بحسب ما هو مقرر لها من دون تأجيل، معتبراً ان تأجيل الانتخابات سيشجع الارهابيين على الاستمرار في العنف والتمرد وان التأجيل مرة قد يجعلهم يعملون على التأجيل مرات أخرى. فلذلك من المهم الاصرار على موعد الانتخابات والحرص على مشاركة أكبر من الشعب العراقي. واستبعد ان يتراجع العنف بعد الانتخابات بسبب وجود فئة من العراقيين لا تعرف طريقاً غير التمرد والعنف، مشبهاً اياها بالفلسطينيين الذين نشأ جيل منهم لا يعرف سوى العنف سبيلا لتحقيق تطلعاتهم، معتبرا أن تغيير هؤلاء لسلوكهم سيأخذ وقتا طويلا جداً».
واستبعد المسئول الاميركي نشوب حرب أهلية في العراق بين السنة والشيعة أو بين العرب والاكراد، مشيرا الى ان العراقيين يؤمنون بعراق موحد ولا يريد سواء الشيعة أو السنة دولة شيعية أو دولة سنية في العراق. وأوضح ان القوات الاميركية لن تنسحب من العراق قبل ان يستعيد العراق الأمن وتصبح له قواته الامنية القادرة على ضبط الأمن ومنع وقوع الحرب الاهلية.
أما بشأن التوتر بين واشنطن وطهران بسبب العراق والبرنامج النووي الايراني، فاتهم الناطق الاميركي ايران بمساعدة مقتدى الصدر وبأنها تمول أحزابا عراقية في حملاتها الانتخابية وانها متورطة جدا في العراق بدعم أفراد وجهات لخدمة المصالح الايرانية مشيرا الى ان «الحكومة العراقية المؤقتة قد طلبت من إيران وقف تدخلها في الشئون العراقية لكنها لم تستجب لمطلبها».
واعتبر ان احتمال التقارب بين واشنطن وطهران ضئيل جداً معللا ذلك بأسباب عدة اذ توجد خلافات كثيرة في مسائل عدة وان الحوار المباشر لن يحل هذه الخلافات، «لأن ايران ترى الولايات المتحدة عدوا. مشيرا الى سعي ايران لامتلاك السلاح النووي لانها ترى ذلك في مصلحة أمنها القومي، مؤكدا ان الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يمكنها لمنع ايران من ذلك لأن واشنطن تعتقد ان ذلك خطر على المنطقة وعلى الولايات المتحدة و«لا نعتقد ان الحوار المباشر سيغير شيئاً في هذا المجال».
ورأى ايرلي انه طالما ايران تدعم مجموعات «ارهابية» كحزب الله وحماس، وهي تقوم بذلك لاعتبارات ايديولوجية وجيو - استراتيجية فيوجد تضارب المصالح بين ايران والولايات المتحدة و«لن ينفع الحوار المباشر بينهما، الا اذا قام طرف بتغيير مصالحه، بشأن الارهاب والبرنامج النووي والعراق، وهو بالتأكيد أمر لن تقوم به الولايات المتحدة»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 847 - الجمعة 31 ديسمبر 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1425هـ
Comments
Post a Comment