مسؤول أميركي لــ «البيان»: سوريا تسعى إلى عرقلة تحقيق ميليس
أكد تفهم واشنطن لأولويات الحكومة اللبنانية بشأن تنفيذ القرار 1559
مسؤول أميركي لــ «البيان»: سوريا تسعى إلى عرقلة تحقيق ميليس
التاريخ: 15 ديسمبر 2005
واشنطن ــ هيثم مزاحم
اتهم مسؤول أميركي بارز تعليقاً على التقرير الثاني للقاضي الألماني ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, سوريا انها تسعى دوماً إلى عرقلة التحقيق الدولي والتشكيك بمصداقية ميليس وفريقه, مؤكداً ثقة واشنطن بميليس واللجنة الدولية.
واعتبر المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية, الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث خاص ل«البيان«, أن سوريا حاولت من خلال تراجع الشاهد السوري هسام هسام عن شهادته أمام اللجنة الدولية وضع العقبات أمام التحقيق الدولي على غرار ما قامت به منذ بداية التحقيق, مشيراً إلى أنه ليس يصدق ما يقوله ميليس الذي يعود إليه تقرير إذا كانت المعلومات التي أدلى بها الشاهد هسام أو غيره صالحة أم لا.
ورداً على سؤال عن تقويم واشنطن للتعاون السوري مع فريق التحقيق الدولي خاصة بعد موافقتها على استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا, قال إن سوريا ملزمة بالتعاون مع التحقيق الدولي بحسب القرار 1636 ولكن تعاونها لم يكن كاملاً, مشيراً إلى أنه عندما أنشئت اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري طلب من جميع الدول تقديم أية معلومات بحوزتها إلى فريق التحقيق وليس فقط سوريا طلب منها ذلك.
وأضاف المسؤول المتابع لملف سوريا ولبنان أنه لا يرى في السماح باستجواب المسؤولين السوريين في فيينا تنازلاً كبيراً من دمشق لأنهم يقومون بما طلب منهم المجتمع الدولي القيام به, رغم أنهم حاولوا التفاوض على آليات الاستجواب ومكانه,
ولكن عندما أنذرهم ميليس بأنه سيقدم تقريره بشكل عاجل إلى مجلس الأمن ويفيد عن عدم تعاون سوريا في حال رفضت السماح باستجواب هؤلاء المسؤولين, عندها وافقت دمشق على إرسالهم إلى فيينا.
ونفى المسؤول الأميركي نفسه علمه بوجود اية صفقة بين دمشق والأمم المتحدة أدت إلى استثناء مسؤولين سوريين آخرين من الاستجواب, مؤكداً على أن ميليس هو مدع عام محترف جداً يحافظ على سرية عمله واتصالاته وقنواته, ومعتبراً أن ليس كل ما تقوله وسائل الإعلام صحيحاً.
وعن الموقف الأميركي الحالي من تنفيذ القرار الدولي 1559 ونزع سلاح حزب الله, قال المسؤول إن القرار 1559 واضح جداً وقد طبق جزء منه ولم يطبق جزء آخر يتضمن نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وليس فقط حزب الله. وأضاف إن الإدارة الأميركية تعي أن ثمة سياقاً سياسياً في لبنان يتمثل في قيام حكومة منتخبة جديدة نسبياً أفرزتها الانتخابات النيابية
وأن هذه الحكومة لديها أولويات فهي تتعامل مع مسائل عديدة بينها تنفيذ القرار 1559 وكذلك التحقيق الدولي في اغتيال الحريري, والوضع الأمني الذي شهد اعتداءات كثيرة آخرها اغتيال النائب والصحافي جبران تويني, كما تتعامل الحكومة مع جدول أعمال إصلاحات سياسية واقتصادية ومؤسساتية ضرورية جداً.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تدرك أن تلك المسائل كلها هي عملية لبنانية وأن اللبنانيين هم المسؤولون عن الوصول بلبنان إلى الاتجاه الذي يجب أن يصل إليه. وأضاف إن الولايات المتحدة تقر بأن اللبنانيين يحتاجون إلى القيام ببعض الأمور بالتسلسل مشدداً على احترام بلاده لسيادة الحكومة اللبنانية.
لكنه استدرك قائلاً إن الموقف الأميركي من حزب الله واضح جداً, »فهو منظمة إرهابية ولا مكان في عملية سياسية ديمقراطية لمجموعات تتبنى العنف السياسي كأداة لتحقيق غايات سياسية فلا يمكن لها أن تقوم بالأمرين معاً,
فلا يمكن لحزب الله أن يقوم بعمليات عسكرية كما حصل الشهر الماضي عندما اخترق مقاتلوه الخط الأزرق, وعندما تتحدث عن السيادة يجب أن تكون هناك سلطة واحدة وحكومة واحدة هي مسؤولة عن تأمين الأمن للناس, فلا يمكن السماح لميليشيات أن تقوم بذلك«.
وبشأن لقاءات مسؤولين أميركيين في لبنان وواشنطن بوزير العمل اللبناني طراد حمادة المقرب من حزب الله وإذا ما كان ذلك حواراً غير مباشر مع الحزب, أكد المسؤول الأميركي أن لا وجود لأي حوار بين الولايات المتحدة وحزب الله,
مذكراً بأن السفير الأميركي في لبنان لم يلتق بممثل حزب الله في الحكومة وزير الطاقة محمد فنيش ولن يلتقي به لأنه عضو في حزب الله, بينما الوزير طراد حمادة ليس عضواً في الحزب لكنه مؤيد له. وأشار المسؤول إلى أن اللقاء مع حمادة لا يكون للحديث عن حزب الله أو لفتح قنوات معه أو بعث رسائل له.
ورداً على سؤال حول الانحياز الأميركي لإسرائيل لجهة عدم انتقاد واشنطن لانتهاك اسرائيل للأجواء والمياه والأراضي اللبنانية بينما تسارع لإدانة اي عمل عسكري لحزب الله في مزارع شبعا, قال المسؤول إن بلاده دعت وتدعو جميع الأطراف إلى احترام »الخط الأزرق« وعدم انتهاكه,
معتبراً أن ثمة فرقاً بين شن عمل عسكري والتسلل عبر »الخط الأزرق« مما يسفر عن مقتل أشخاص أو السعي لخطف إسرائيليين, على غرار ما قام به حزب الله, وبين الخروقات الجوية الإسرائيلية.
مسؤول أميركي لــ «البيان»: سوريا تسعى إلى عرقلة تحقيق ميليس
التاريخ: 15 ديسمبر 2005
واشنطن ــ هيثم مزاحم
اتهم مسؤول أميركي بارز تعليقاً على التقرير الثاني للقاضي الألماني ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, سوريا انها تسعى دوماً إلى عرقلة التحقيق الدولي والتشكيك بمصداقية ميليس وفريقه, مؤكداً ثقة واشنطن بميليس واللجنة الدولية.
واعتبر المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية, الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث خاص ل«البيان«, أن سوريا حاولت من خلال تراجع الشاهد السوري هسام هسام عن شهادته أمام اللجنة الدولية وضع العقبات أمام التحقيق الدولي على غرار ما قامت به منذ بداية التحقيق, مشيراً إلى أنه ليس يصدق ما يقوله ميليس الذي يعود إليه تقرير إذا كانت المعلومات التي أدلى بها الشاهد هسام أو غيره صالحة أم لا.
ورداً على سؤال عن تقويم واشنطن للتعاون السوري مع فريق التحقيق الدولي خاصة بعد موافقتها على استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا, قال إن سوريا ملزمة بالتعاون مع التحقيق الدولي بحسب القرار 1636 ولكن تعاونها لم يكن كاملاً, مشيراً إلى أنه عندما أنشئت اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري طلب من جميع الدول تقديم أية معلومات بحوزتها إلى فريق التحقيق وليس فقط سوريا طلب منها ذلك.
وأضاف المسؤول المتابع لملف سوريا ولبنان أنه لا يرى في السماح باستجواب المسؤولين السوريين في فيينا تنازلاً كبيراً من دمشق لأنهم يقومون بما طلب منهم المجتمع الدولي القيام به, رغم أنهم حاولوا التفاوض على آليات الاستجواب ومكانه,
ولكن عندما أنذرهم ميليس بأنه سيقدم تقريره بشكل عاجل إلى مجلس الأمن ويفيد عن عدم تعاون سوريا في حال رفضت السماح باستجواب هؤلاء المسؤولين, عندها وافقت دمشق على إرسالهم إلى فيينا.
ونفى المسؤول الأميركي نفسه علمه بوجود اية صفقة بين دمشق والأمم المتحدة أدت إلى استثناء مسؤولين سوريين آخرين من الاستجواب, مؤكداً على أن ميليس هو مدع عام محترف جداً يحافظ على سرية عمله واتصالاته وقنواته, ومعتبراً أن ليس كل ما تقوله وسائل الإعلام صحيحاً.
وعن الموقف الأميركي الحالي من تنفيذ القرار الدولي 1559 ونزع سلاح حزب الله, قال المسؤول إن القرار 1559 واضح جداً وقد طبق جزء منه ولم يطبق جزء آخر يتضمن نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وليس فقط حزب الله. وأضاف إن الإدارة الأميركية تعي أن ثمة سياقاً سياسياً في لبنان يتمثل في قيام حكومة منتخبة جديدة نسبياً أفرزتها الانتخابات النيابية
وأن هذه الحكومة لديها أولويات فهي تتعامل مع مسائل عديدة بينها تنفيذ القرار 1559 وكذلك التحقيق الدولي في اغتيال الحريري, والوضع الأمني الذي شهد اعتداءات كثيرة آخرها اغتيال النائب والصحافي جبران تويني, كما تتعامل الحكومة مع جدول أعمال إصلاحات سياسية واقتصادية ومؤسساتية ضرورية جداً.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تدرك أن تلك المسائل كلها هي عملية لبنانية وأن اللبنانيين هم المسؤولون عن الوصول بلبنان إلى الاتجاه الذي يجب أن يصل إليه. وأضاف إن الولايات المتحدة تقر بأن اللبنانيين يحتاجون إلى القيام ببعض الأمور بالتسلسل مشدداً على احترام بلاده لسيادة الحكومة اللبنانية.
لكنه استدرك قائلاً إن الموقف الأميركي من حزب الله واضح جداً, »فهو منظمة إرهابية ولا مكان في عملية سياسية ديمقراطية لمجموعات تتبنى العنف السياسي كأداة لتحقيق غايات سياسية فلا يمكن لها أن تقوم بالأمرين معاً,
فلا يمكن لحزب الله أن يقوم بعمليات عسكرية كما حصل الشهر الماضي عندما اخترق مقاتلوه الخط الأزرق, وعندما تتحدث عن السيادة يجب أن تكون هناك سلطة واحدة وحكومة واحدة هي مسؤولة عن تأمين الأمن للناس, فلا يمكن السماح لميليشيات أن تقوم بذلك«.
وبشأن لقاءات مسؤولين أميركيين في لبنان وواشنطن بوزير العمل اللبناني طراد حمادة المقرب من حزب الله وإذا ما كان ذلك حواراً غير مباشر مع الحزب, أكد المسؤول الأميركي أن لا وجود لأي حوار بين الولايات المتحدة وحزب الله,
مذكراً بأن السفير الأميركي في لبنان لم يلتق بممثل حزب الله في الحكومة وزير الطاقة محمد فنيش ولن يلتقي به لأنه عضو في حزب الله, بينما الوزير طراد حمادة ليس عضواً في الحزب لكنه مؤيد له. وأشار المسؤول إلى أن اللقاء مع حمادة لا يكون للحديث عن حزب الله أو لفتح قنوات معه أو بعث رسائل له.
ورداً على سؤال حول الانحياز الأميركي لإسرائيل لجهة عدم انتقاد واشنطن لانتهاك اسرائيل للأجواء والمياه والأراضي اللبنانية بينما تسارع لإدانة اي عمل عسكري لحزب الله في مزارع شبعا, قال المسؤول إن بلاده دعت وتدعو جميع الأطراف إلى احترام »الخط الأزرق« وعدم انتهاكه,
معتبراً أن ثمة فرقاً بين شن عمل عسكري والتسلل عبر »الخط الأزرق« مما يسفر عن مقتل أشخاص أو السعي لخطف إسرائيليين, على غرار ما قام به حزب الله, وبين الخروقات الجوية الإسرائيلية.
Comments
Post a Comment