حزب الله والداخل اللبناني - هيثم مزاحم
حزب الله والداخل اللبناني
هيثم مزاحم
البيان 26 يناير 2006
بدأت الأزمة الحكومية في لبنان باعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، اعتراضاً على تصويت الأغلبية في الحكومة على طلب تشكيل محكمة دولية وتوسيع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ليشمل الاغتيالات الأخرى الأخيرة في لبنان.
ولكنها تطورت إلى خلاف كبير وسجال إعلامي عنيف بين حزب الله والنائب وليد جنبلاط حول سلاح المقاومة ومسألة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والتي تعتبرها الأمم المتحدة سورية بينما يطالب لبنان بتحريرها.
ويتهم جنبلاط وحلفاؤه حزب الله بأنه يقدم مصلحة سوريا وإيران على المصلحة الوطنية اللبنانية ويوظف سلاحه لخدمة هاتين الدولتين الحليفتين، واصفاً إياه بـ «سلاح الغدر»، بينما يتهم حزب الله وحلفاؤه جنبلاط وحلفاءه بأنهم استبدلوا الوصاية السورية بوصاية غربية أميركية - فرنسية .
ويعزون مواقف جنبلاط الأخيرة من سلاح حزب الله وقضية مزارع شبعا بأنها تهدف لإرضاء الأميركيين الذين طالبهم جنبلاط باحتلال سوريا وتغيير نظام الرئيس بشار الأسد، لأنه لا أمل من تغيير سلوك النظام السوري كما تسعى واشنطن من خلال ضغوطها على دمشق.
فمن وجهة نظر بعض اللبنانين، فإن جنبلاط وحلفاءه محقون بمطالبته حزب الله بتحديد أولوياته وترجيح المصلحة اللبنانية على قضية تحالفه الاستراتيجي مع سوريا وإيران والفصائل الفلسطينية في مواجهة الحلف الغربي- الأميركي - الإسرائيلي، أما من وجهة نظر حزب الله القومية والإسلامية فإن قضية الصراع مع اسرائيل .
ودعم المقاومة الفلسطينية والتحالف السوري اللبناني والمشاركة في ترسانة الردع ضد التهديدات الإسرائيلية، هي مسائل أهم بالنسبة إليه من تفاصيل سياسة بعض القوى في الحكومة والبرلمان، لأن الحزب أنشيء كمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وعقيدته تقوم على رفض الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأراضي العربية الأخرى وخاصة في فلسطين والقدس والجولان السوري، ومواجهة الهيمنة الغربية الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية.
لكن رغم أهمية هذه القضايا الاستراتيجية، لا يفهم بعض من اللبنانيين سر هذا التحالف الوثيق بين حزب الله وسوريا، رغم الخروج السوري من لبنان وضعف تأثيره في الوضع الداخلي حاليا.
وتطالب الأكثرية النيابية اللبنانية، والتي تضم معظم السنة والدروز والمسيحيين، حزب الله بالتخلي عن التحالف مع سوريا وهو ما يعتبره حزب الله وحلفاؤه أن المطلوب هو تخلي لبنان عن هويته وانتمائه وفصله عن محيطه العربي والإسلامي وخاصة في الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
ويبدو حزب الله متمسكا بعلاقاته مع سوريا وإيران على حساب وضعه الشعبي الداخلي، وسلوكه هذا قد يؤدي إلى غياب الإجماع الوطني حول دوره كمقاومة في مزارع شبعا، رغم حرص الحزب وسعيه للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار في لبنان.
لكن الأزمة الحكومية قد أظهرت أن ثمة أطرافاً في لبنان ممن هم أضعف من حزب الله سياسياً وشعبياً مستعدة للمغامرة باستقرار البلاد وتعمل على استفزاز الحزب وخلق مشكلة داخلية له وعرقلة حل الأزمة الحكومية رغم جميع المبادرات المحلية والعربية، وذلك لغاية في نفس يعقوب.
وأعتقد أن حزب الله قادر على خدمة القضية الفلسطينية وسوريا من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين السلم الأهلي، عبر تشكيل إجماع داخلي صادق وشفاف حول مقاومته وسلاحه.
وأعتقد أن عليه أن يقدم ضمانات بشأن وجهة استخدام سلاحه وأبعاد توظيفه مقابل أن يقدم له الآخرون ضمانات بشأن مستقبل الحزب والمقاومة وكيفية التعاطي مع الضغوط الغربية لنزع سلاح الحزب حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1559.
هيثم مزاحم
البيان 26 يناير 2006
بدأت الأزمة الحكومية في لبنان باعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، اعتراضاً على تصويت الأغلبية في الحكومة على طلب تشكيل محكمة دولية وتوسيع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ليشمل الاغتيالات الأخرى الأخيرة في لبنان.
ولكنها تطورت إلى خلاف كبير وسجال إعلامي عنيف بين حزب الله والنائب وليد جنبلاط حول سلاح المقاومة ومسألة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والتي تعتبرها الأمم المتحدة سورية بينما يطالب لبنان بتحريرها.
ويتهم جنبلاط وحلفاؤه حزب الله بأنه يقدم مصلحة سوريا وإيران على المصلحة الوطنية اللبنانية ويوظف سلاحه لخدمة هاتين الدولتين الحليفتين، واصفاً إياه بـ «سلاح الغدر»، بينما يتهم حزب الله وحلفاؤه جنبلاط وحلفاءه بأنهم استبدلوا الوصاية السورية بوصاية غربية أميركية - فرنسية .
ويعزون مواقف جنبلاط الأخيرة من سلاح حزب الله وقضية مزارع شبعا بأنها تهدف لإرضاء الأميركيين الذين طالبهم جنبلاط باحتلال سوريا وتغيير نظام الرئيس بشار الأسد، لأنه لا أمل من تغيير سلوك النظام السوري كما تسعى واشنطن من خلال ضغوطها على دمشق.
فمن وجهة نظر بعض اللبنانين، فإن جنبلاط وحلفاءه محقون بمطالبته حزب الله بتحديد أولوياته وترجيح المصلحة اللبنانية على قضية تحالفه الاستراتيجي مع سوريا وإيران والفصائل الفلسطينية في مواجهة الحلف الغربي- الأميركي - الإسرائيلي، أما من وجهة نظر حزب الله القومية والإسلامية فإن قضية الصراع مع اسرائيل .
ودعم المقاومة الفلسطينية والتحالف السوري اللبناني والمشاركة في ترسانة الردع ضد التهديدات الإسرائيلية، هي مسائل أهم بالنسبة إليه من تفاصيل سياسة بعض القوى في الحكومة والبرلمان، لأن الحزب أنشيء كمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وعقيدته تقوم على رفض الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأراضي العربية الأخرى وخاصة في فلسطين والقدس والجولان السوري، ومواجهة الهيمنة الغربية الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية.
لكن رغم أهمية هذه القضايا الاستراتيجية، لا يفهم بعض من اللبنانيين سر هذا التحالف الوثيق بين حزب الله وسوريا، رغم الخروج السوري من لبنان وضعف تأثيره في الوضع الداخلي حاليا.
وتطالب الأكثرية النيابية اللبنانية، والتي تضم معظم السنة والدروز والمسيحيين، حزب الله بالتخلي عن التحالف مع سوريا وهو ما يعتبره حزب الله وحلفاؤه أن المطلوب هو تخلي لبنان عن هويته وانتمائه وفصله عن محيطه العربي والإسلامي وخاصة في الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
ويبدو حزب الله متمسكا بعلاقاته مع سوريا وإيران على حساب وضعه الشعبي الداخلي، وسلوكه هذا قد يؤدي إلى غياب الإجماع الوطني حول دوره كمقاومة في مزارع شبعا، رغم حرص الحزب وسعيه للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار في لبنان.
لكن الأزمة الحكومية قد أظهرت أن ثمة أطرافاً في لبنان ممن هم أضعف من حزب الله سياسياً وشعبياً مستعدة للمغامرة باستقرار البلاد وتعمل على استفزاز الحزب وخلق مشكلة داخلية له وعرقلة حل الأزمة الحكومية رغم جميع المبادرات المحلية والعربية، وذلك لغاية في نفس يعقوب.
وأعتقد أن حزب الله قادر على خدمة القضية الفلسطينية وسوريا من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين السلم الأهلي، عبر تشكيل إجماع داخلي صادق وشفاف حول مقاومته وسلاحه.
وأعتقد أن عليه أن يقدم ضمانات بشأن وجهة استخدام سلاحه وأبعاد توظيفه مقابل أن يقدم له الآخرون ضمانات بشأن مستقبل الحزب والمقاومة وكيفية التعاطي مع الضغوط الغربية لنزع سلاح الحزب حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1559.
Comments
Post a Comment