مصدر في "البنتاغون" يعرض مطالب واشنطن من طهران - هيثم مزاحم
المستقبل - الثلاثاء 3 حزيران 2003 - العدد 1311 - شؤون عربية و دولية - صفحة 15
مصدر في "البنتاغون" يعرض لـ "المستقبل" مطالب واشنطن من طهران:
وقف التسلح النووي ودعم "الإرهاب" وإطلاق الانفتاح الديموقراطي
واشنطن ـ هيثم مزاحم
قال مصدر رسمي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ"المستقبل" ان الولايات المتحدة الأميركية تعتقد أن إيران تعمل بفعالية لتطوير برنامج نووي غامض وغير معلن بعيداً عن مراقبة وكالة الطاقة الدولية النووية وذلك لتطوير قدراتها على إنتاج أسلحة نووية، وأن عليها الالتزام بواجباتها حيال معاهدة منع الانتشار النووي.
وقال المصدر الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان بلاده ترحب بأي مساعدة من الدول المجاورة للعراق لكنها في المقابل لن تسمح بأي تدخل لها في شؤون العراق. وعليه، فإن على إيران أن تعرف أن محاولاتها لجعل العراق على شاكلة نظامها الإسلامي سوف تقوض، مضيفاً أن "واشنطن ترغب في أن تقوم إيران بطرد عناصر تنظيم "القاعدة" من أراضيها ومنعهم من دخولها، ووقف دعمها للمنظمات الإرهابية كحزب الله، والالتزام بواجباتها حيال معاهدة منع الانتشار النووي".
وذكّر المصدر في "البنتاغون" أن موقف الولايات المتحدة معروف جيداً فهي تعتقد أن إيران تعمل بفعالية لتطوير برنامج نووي غامض وغير معلن وبعيداً عن مراقبة وكالة الطاقة الدولية النووية وذلك لتطوير قدراتها على إنتاج أسلحة نووية، مشيراً الى أن بلاده قد عبرت للأصدقاء والحلفاء والشركاء عن قلقها العميق بشأن مواصلة إيران الغامضة برنامج التسلح النووي وطالبتهم بوقف تصدير أي مواد وتقنيات تتعلق بإنتاج وتطوير هذه الأسلحة ومراقبة تصدير هذه الصادرات الى إيران.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تخطط لشن حرب على إيران على غرار العراق في إطار حربها ضد ما تسميه "الإرهاب"، قال المصدر نفسه ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد قد قال مؤخراً "أن كل من يؤوي الإرهابيين ويدعمهم سوف يعامل كإرهابي بسبب سلوكه هذا"، مشيراً الى وجود وسائل عديدة للتعامل مع الإرهابيين منها الوسائل السياسية والديبلوماسية والوسائل العسكرية.
وشدد المصدر نفسه على أن خلاف أميركا مع إيران ليس مع الشعب الإيراني وإنما مع سياسات الحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب ومواصلة امتلاك أسلحة الدمار الشامل ورفض منح حقوق الإنسان للشعب الإيراني، وهي العقبات التي تحول دون تحسين العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن في جوهر السياسة الأميركية قناعة بأن من حق كل شعوب العالم أن تنعم بالحرية والولايات المتحدة تريد أن ترى إيران مزدهرة وديموقراطية مندمجة في الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي، إذ لدى "ثقافتينا الكثير لتتبادله الواحدة مع الأخرى".
أما بشأن الوضع حالياً في العراق، فقال المصدر الأميركي ان الوضع يتحسن كل يوم، عارضاً جملة من الإنجازات الأخيرة للقوات الأميركية على صعيد تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين من بدء إعادة البنى التحتية من كهرباء ومياه وهاتف واعادة ضخ النفط في البصرة وكركوك الى إعادة نشر قوات الشرطة العراقية في مختلف المدن العراقية، وصولاً الى الانتخابات المحلية التي جرت في الموصل وإعادة فتح الإذاعة والتلفزيون العراقيين وحركة إصدار الصحف حيث يصدر 25 مطبوعة حالياً في بغداد.
وعن المدة التي ستبقى فيها القوات الأميركية في العراق، قال المصدر نفسه انه لا يعرف ذلك لأن هناك تحديات جديدة تظهر كل يوم وأن القوات الأميركية سوف تبقى المدة الضرورية لبقائها وأنه عندما يأتي اليوم الذي لن تكون هناك حاجة لبقائها فلن تبقى فيه وسيترك للعراقيين تقرير مصيرهم، نافياً وجود أي خطط أميركية لاحتلال العراق وبقاء قوات أو قواعد أميركية فيه، معتبراً أن دخول القوات الأميركية العراق كان عملية تحرير للشعب العراقي ولمساعدته على بناء سلطة ديموقراطية منتخبة فيه وإعادة إعمار البلاد.
وعن عمليات المقاومة ضد القوات الأميركية، رأى أنه من الصعب تحديد القوى التي تنظمها و"لكن يوجد إرهابيون أينما كان"، معتبراً أن العراق في عملية إنتقالية صعبة وثمة أناس مستاؤون من الولايات المتحدة وقد نظموا تظاهرات ضدها وهو أمر لم يكن ليحدث خلال حكم صدام حسين، "لكن هذه هي الحرية وتقرير المصير اللذان يجب أن ينعم بهما كل شعب"، ورأى أن هؤلاء الذين يقاتلون القوات الأميركية في العراق هم مضللون جداً ويقومون بعمل خاطئ ربما ظناً أنهم يقاتلون من أجل قضية عادلة.
وحول مصير صدام حسين قال المصدر ان لا معلومات جديدة وهناك تكهنات وتحليلات كثيرة حول أنه ما زال حياً ولكن لا دليل على مصيره، ولكن الأمر الأساسي الآن هو أن العراقيين سينتخبون قائداً جديداً ونحن لا زلنا نبحث عن صدام وهو على غرار أسامة بن لادن لا يمكن العثور عليه بسهولة، مشيراً الى اعتقال 25 مسؤولاً من أصل 55 مسؤولاً عراقياً مطلوباً.
وعن دور العراقيين في الإدارة الأميركية للعراق قال ان ثمة وجوهاً عراقية تعمل في هذه الإدارة المكلفة إعادة بناء العراق، وأنه شيئاً فشيئاً سيتولى العراقيون السلطات وأنهم يتعلمون الأمور التي يحتاجونها من أجل تولي المهام في الوزارات والإدارات، مؤكداً أن مهمة بول بريمر والجنرال جاي غارنر هي مساعدة العراقيين على تولي السلطة وإعادة الإعمار، مشيراً الى أن غارنر ما زال يقوم بعمل جيد الى جانب بريمر في عملية إعادة إعمار العراق.
مصدر في "البنتاغون" يعرض لـ "المستقبل" مطالب واشنطن من طهران:
وقف التسلح النووي ودعم "الإرهاب" وإطلاق الانفتاح الديموقراطي
واشنطن ـ هيثم مزاحم
قال مصدر رسمي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ"المستقبل" ان الولايات المتحدة الأميركية تعتقد أن إيران تعمل بفعالية لتطوير برنامج نووي غامض وغير معلن بعيداً عن مراقبة وكالة الطاقة الدولية النووية وذلك لتطوير قدراتها على إنتاج أسلحة نووية، وأن عليها الالتزام بواجباتها حيال معاهدة منع الانتشار النووي.
وقال المصدر الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان بلاده ترحب بأي مساعدة من الدول المجاورة للعراق لكنها في المقابل لن تسمح بأي تدخل لها في شؤون العراق. وعليه، فإن على إيران أن تعرف أن محاولاتها لجعل العراق على شاكلة نظامها الإسلامي سوف تقوض، مضيفاً أن "واشنطن ترغب في أن تقوم إيران بطرد عناصر تنظيم "القاعدة" من أراضيها ومنعهم من دخولها، ووقف دعمها للمنظمات الإرهابية كحزب الله، والالتزام بواجباتها حيال معاهدة منع الانتشار النووي".
وذكّر المصدر في "البنتاغون" أن موقف الولايات المتحدة معروف جيداً فهي تعتقد أن إيران تعمل بفعالية لتطوير برنامج نووي غامض وغير معلن وبعيداً عن مراقبة وكالة الطاقة الدولية النووية وذلك لتطوير قدراتها على إنتاج أسلحة نووية، مشيراً الى أن بلاده قد عبرت للأصدقاء والحلفاء والشركاء عن قلقها العميق بشأن مواصلة إيران الغامضة برنامج التسلح النووي وطالبتهم بوقف تصدير أي مواد وتقنيات تتعلق بإنتاج وتطوير هذه الأسلحة ومراقبة تصدير هذه الصادرات الى إيران.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تخطط لشن حرب على إيران على غرار العراق في إطار حربها ضد ما تسميه "الإرهاب"، قال المصدر نفسه ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد قد قال مؤخراً "أن كل من يؤوي الإرهابيين ويدعمهم سوف يعامل كإرهابي بسبب سلوكه هذا"، مشيراً الى وجود وسائل عديدة للتعامل مع الإرهابيين منها الوسائل السياسية والديبلوماسية والوسائل العسكرية.
وشدد المصدر نفسه على أن خلاف أميركا مع إيران ليس مع الشعب الإيراني وإنما مع سياسات الحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب ومواصلة امتلاك أسلحة الدمار الشامل ورفض منح حقوق الإنسان للشعب الإيراني، وهي العقبات التي تحول دون تحسين العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن في جوهر السياسة الأميركية قناعة بأن من حق كل شعوب العالم أن تنعم بالحرية والولايات المتحدة تريد أن ترى إيران مزدهرة وديموقراطية مندمجة في الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي، إذ لدى "ثقافتينا الكثير لتتبادله الواحدة مع الأخرى".
أما بشأن الوضع حالياً في العراق، فقال المصدر الأميركي ان الوضع يتحسن كل يوم، عارضاً جملة من الإنجازات الأخيرة للقوات الأميركية على صعيد تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين من بدء إعادة البنى التحتية من كهرباء ومياه وهاتف واعادة ضخ النفط في البصرة وكركوك الى إعادة نشر قوات الشرطة العراقية في مختلف المدن العراقية، وصولاً الى الانتخابات المحلية التي جرت في الموصل وإعادة فتح الإذاعة والتلفزيون العراقيين وحركة إصدار الصحف حيث يصدر 25 مطبوعة حالياً في بغداد.
وعن المدة التي ستبقى فيها القوات الأميركية في العراق، قال المصدر نفسه انه لا يعرف ذلك لأن هناك تحديات جديدة تظهر كل يوم وأن القوات الأميركية سوف تبقى المدة الضرورية لبقائها وأنه عندما يأتي اليوم الذي لن تكون هناك حاجة لبقائها فلن تبقى فيه وسيترك للعراقيين تقرير مصيرهم، نافياً وجود أي خطط أميركية لاحتلال العراق وبقاء قوات أو قواعد أميركية فيه، معتبراً أن دخول القوات الأميركية العراق كان عملية تحرير للشعب العراقي ولمساعدته على بناء سلطة ديموقراطية منتخبة فيه وإعادة إعمار البلاد.
وعن عمليات المقاومة ضد القوات الأميركية، رأى أنه من الصعب تحديد القوى التي تنظمها و"لكن يوجد إرهابيون أينما كان"، معتبراً أن العراق في عملية إنتقالية صعبة وثمة أناس مستاؤون من الولايات المتحدة وقد نظموا تظاهرات ضدها وهو أمر لم يكن ليحدث خلال حكم صدام حسين، "لكن هذه هي الحرية وتقرير المصير اللذان يجب أن ينعم بهما كل شعب"، ورأى أن هؤلاء الذين يقاتلون القوات الأميركية في العراق هم مضللون جداً ويقومون بعمل خاطئ ربما ظناً أنهم يقاتلون من أجل قضية عادلة.
وحول مصير صدام حسين قال المصدر ان لا معلومات جديدة وهناك تكهنات وتحليلات كثيرة حول أنه ما زال حياً ولكن لا دليل على مصيره، ولكن الأمر الأساسي الآن هو أن العراقيين سينتخبون قائداً جديداً ونحن لا زلنا نبحث عن صدام وهو على غرار أسامة بن لادن لا يمكن العثور عليه بسهولة، مشيراً الى اعتقال 25 مسؤولاً من أصل 55 مسؤولاً عراقياً مطلوباً.
وعن دور العراقيين في الإدارة الأميركية للعراق قال ان ثمة وجوهاً عراقية تعمل في هذه الإدارة المكلفة إعادة بناء العراق، وأنه شيئاً فشيئاً سيتولى العراقيون السلطات وأنهم يتعلمون الأمور التي يحتاجونها من أجل تولي المهام في الوزارات والإدارات، مؤكداً أن مهمة بول بريمر والجنرال جاي غارنر هي مساعدة العراقيين على تولي السلطة وإعادة الإعمار، مشيراً الى أن غارنر ما زال يقوم بعمل جيد الى جانب بريمر في عملية إعادة إعمار العراق.
Comments
Post a Comment