مسؤول العلاقات الدولية لحزب الله: حزب الله دخل في السجال لمواجهة الحملة الأميركية
مسؤول العلاقات الدولية نواف الموسوي لـ"الوسط":
حزب الله دخل في السجال لمواجهة الحملة الأميركية
هيثم مزاحم - بيروت
صرح مسئول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي في حديث خاص بـ "الوسط" بأن حزب الله دخل في السجال الداخلي لمواجهة حملة أميركية إسرائيلية لجعل لبنان طيعا وأرضا معبدة، وأنه بسبب التأزمات الداخلية والتدخلات الدولية بات لبنان أمام مأزق يهدد مصيره. وأشار إلى أنه يثق ببعض أطراف المعارضة بينما بعضها "لا يحظى بثقتنا على الإطلاق".
وفي سؤال عن مشاركة الحزب في حكومة اتحاد وطني، قال: "نرى الأصلح للبلد".
مسئول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي لـ "الوسط":
سورية رفضت نزع سلاح المقاومة فدفعت الثمن بالانسحاب من لبنان
بيروت - هيثم مزاحم
التقت "الوسط" مسئول العلاقات الدولية في حزب الله السيدنواف الموسوي، وحاورته بشأن التطورات الأخيرة في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وخصوصا مسألة الانسحاب السوري من لبنان وعلاقة الحزب بسورية، وقضية الحوار بين حزب الله والمعارضة، الى قضية سلاح المقاومة ومزارع شبعا، ودعم حزب الله للانتفاضة الفلسطينية. والآتي نص الحوار:
ما تعليقكم على دعوة الإدارة الأميركية حزب الله إلى التخلي عن سلاحه والتحول الى حزب سياسي وإثبات أنه ليس إرهابيا؟
- يدل هذا على التناقض الداخلي الموجود عند الإدارة الأميركية، تارة تحت الهيمنة الإسرائيلية على بعض دوائر القرار ترى في حزب الله منظمة إرهابية.
وإذا نظرت الى الواقع السياسي الفعلي بدا على حقيقته بوصفه مشكلة تناقض الإدارة الأميركية لكن السؤال هل يمكن أن يتوقع أحد أن تتحرر الإدارة الأميركية من النفوذ الصهيوني داخلها؟ أشك في ذلك.
بغض النظر عن التناقض الموجود هل يمكن أن تعتبروها رسالة جديدة أو تتعاملوا معها بجدية؟
- نحن نقول لك عندما تكون السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط هي سياسة إسرائيلية يرجح الشك في أي موقف تأخذه الإدارة الأميركية.
الفرز الداخلي في لبنان بين الموالاة والمعارضة، ألا يمكن أن يؤدي إلى دخول حزب الله طرفا في تحالف عين التينة إلى تخلي الحزب عن تورطه في صراع داخلي أو فتنة داخلية أو حرب أهلية؟
- نحن لم نتدخل فيما يشبه السجال الداخلي بقدر ما نحن نريد أن نكون في مواجهة حملة إسرائيلية أميركية تستهدف القضاء على كل المقاومة اللبنانية لجعل لبنان طيعا وأرضا معبدة. إذا نحن نقود معركة لمواجهة الحملة الإسرائيلية الأميركية هذا أولا.
ثانيا، نحن نستشعر أنه بسبب التأزمات الداخلية في لبنان وبسبب التدخلات الدولية بات لبنان أمام مأزق يهدد مصيره، لذلك نحن نقوم بمهمة إنقاذية. والدور الذي نقوم به من شقين، الأول مواجهة الحملة الأميركية - الإسرائيلية التي هي جزء من الحملة الأميركية على المنطقة بأسرها لتطويعها، والشق الآخر إنقاذ لبنان من التأزم الداخلي.
أين أصبح الحوار مع المعارضة الذي طرحه السيدحسن نصرالله بدءا بلقاء النائب العريضي كممثل عن النائب وليد جنبلاط، ثم اللقاء مع سمير فرنجية؟
- فكرتنا عن الحوار هي فكرة بين جميع أطياف الحياة السياسية اللبنانية الراهنة، وأي حوار ينبغي أن يشمل كل الاطراف السياسية ونحن نسعى الى ذلك.
خطاب السيد نصرالله في ساحة رياض الصلح كان شديد الدفاع عن سورية والإشادة بها وهو أمر غير شعبي في لبنان، كيف تفسر ذلك؟
- إن الشخص لا يستطيع الا أن يحيي الرئيس الأسد فعلا، فحين خير بين ضرب المقاومة والبقاء في لبنان وبين الانسحاب فضل بخلاف الكثير من الأذلاء العرب الموجود بعض منهم في لبنان، أن يكون شريفا ونزيها وأن ينسحب من لبنان على أن يكون ذليلا للأميركيين ويبقى في لبنان. فكل التحية لهذا الموقف والذلة لمن تورطوا في عقد اتفاق 17 أيار "مايو 1983" ويدافعون عنه بوقاحة ويقدمونه كإنجاز. هؤلاء الذين تورطوا حتى آذانهم في العمالة لـ "إسرائيل" ومازالوا يدافعون عن عملاء "إسرائيل".
وما يثير الاشمئزاز هو أن نرى بعض رموز المعارضة حريصين على العميل الذليل "أنطوان لحد". هناك بعض القوى في المعارضة تطالب باستعادة هؤلاء العملاء الذين هربوا الى الكيان الاسرائيلي. أما موقف الأمين العام في التعبير عن الوفاء لسورية فهو ينسجم مع كل مظاهر العزة التي تعودنا عليها كلبنانيين. والسوريون في لبنان قدموا الكثير من التضحيات في سبيل مساعدة لبنان على إعادة بناء مؤسساته، وأما الحديث عن الأخطاء التي ارتكبت أثناء الإدارة السورية فكان للرئيس الأسد الجرأة في الاعتراف بها، ولكن ماذا عن الذين استفادوا حتى آذانهم من هذه الأخطاء؟
هل يعتبر حزب الله أن الانسحاب السوري سيضعف قوته أو سيكون مناسبا له لتحسين قوته الانتخابية؟
- إذا عدنا إلى الذاكرة نعرف أن هناك قوى سياسية الآن في موقع المعارضة هي التي كانت تستخدم التدخل السوري من أجل أن يكون قانون الانتخاب والتحالفات الانتخابية بالطريقة التي تحافظ على زعامتها السياسية، أما نحن فلدينا كل الثقة بقاعدتنا الشعبية، ولدينا القدرة على تمثيل حضورنا السياسي في أية انتخابات نيابية، لكن من اجل مصلحة لبنان ينبغي أن تكون هناك عملية انتخابية يتمثل الجميع فيها بأحجامهم الحقيقية حتى يتولد الوفاق الوطني الحقيقي.
تساءل البعض: لماذا لم يكشف الأمين العام لحزب الله عن حواره السري المستمر مع الرئيس الحريري وعن العلاقة الطيبة قبل اغتياله وليس بعده؟
- بعض من كان يعتبر نفسه مقربا من الرئيس الشهيد الحريري تساءل لماذا الآن، ونحن نسأل إذا كنت أنت مقربا لهذه الدرجة من الرئيس الحريري فلماذا لم يسرب لك الرئيس الحريري ماذا كان يحدث. في الواقع لأن الرئيس الحريري كان حريصا على سرية هذا اللقاء ونحن تجاوبنا مع رغبته وحرصه على أن يكون قادرا على القيام بأدواره الدولية من دون أن أي معوق. فلذلك ما حصل كان رغبة الرئيس الحريري، فلو كان على قيد الحياة لما كان الحديث على هذا الأمر وفقا لرغبته، لذلك دهشت أنا لعدم معرفة هؤلاء المندهشين بالحوار، وهذا دليل على أن حجم الثقة بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله كان يفوق ثقته بمن كان يزعم القرب منه.
لماذا يكرر حزب الله التحذير من اتفاق 17 أيار جديد بينما المعارضة تؤكد رفضها لتوقيع اتفاق سلام بين لبنان و"إسرائيل"؟ ما هي خلفية هذا الموقف؟
- قال أحد الذين لم يبلغوا حتى سن الرشد القانوني في لبنان إنه عندما ينسحب السوريون ستجري احتفالات تنسي الناس احتفالات أيار 2000 بتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، وكأن احتفالات العام 2000 بمثابة السكين الذي يغرس في قلبه أو في قلب من هو معه. هذا ينبغي أن يفهم أنه لن يكون هناك تحت أي ظرف من الظروف مثل احتفالات العام ،2000 ومن أجل كل ذلك كل جندي سوري ينبغي أن يخرج معه زهرة يحملها في يده مرفوع الرأس.
اتفاق 17 أيار ماذا كان يعني؟ كان يعني إلحاق لبنان كمحمية عسكرية لـ "إسرائيل". الذي منع حدوث هذا الأمر هو متانة موقف المقاومة وبالتحالف مع سورية. وهذه الحملة الدولية هدفها أن يكون لبنان ضعيفا في مواجهة الإسرائيليين، وإلا ما معنى إصرار بعض الجهات على نزع سلاح المقاومة في وقت يواصل فيه الإسرائيلي العدوان على لبنان، ويملك ما يشاء من الأسلحة لتحقيق هذا العدوان، كل هذا الى ماذا يهدف؟ إذا رأيت الغيوم متلبدة في السماء وتوقعت أن تمطر السماء، هل يعني لك شيئا أن يقسم أحدهم بأنها لن تمطر؟!
لقد كان مفهوما موقف حزب الله في تظاهرة رياض الصلح كتعبير عن الوفاء لسورية، ولكن ألم تكن هناك مبالغة في التعبير؟
- هناك شيء أهم من ذلك "التعبير عن الوفاء". في الواقع إن سورية بين تخييرها البقاء في لبنان الذي يعتبر جزءا من أمنها الاستراتيجي على أن تبعد المقاومة في لبنان ثم تفضل هذه المجازفة على ألا تتورط أياديها في هذه المهمة القذرة، أي نزع سلاح المقاومة في لبنان... هذا بحد ذاته يستوجب التحية أيضا. لو مشى السوريون في تنفيذ الأجندة الأميركية - الإسرائيلية التي طلبت منهم لما كان أحد تكلم عن الوجود السوري في لبنان. فضلا عن ذلك، هناك الأيدي السورية البيضاء في انتشال لبنان من الحفرة العميقة التي ألقتها فيه الإدارة الأميركية العام 1975 وهي الحرب الأهلية.
كيف ترون مستقبل العلاقة مع سورية بعد انسحابها من لبنان؟
- نحن الآن "كل القوى الحليفة" حريصون على ألا تكون في مواجهة سورية، حتى بعض قوى المعارضة تحاول أن تقول إنه عندما يصير الأمر بين سورية وبين 17 أيار ستكون إلى جانب سورية.
أولا، اتفاق الطائف ينص على إقامة علاقات مميزة بين لبنان وسورية، ومن هذه العلاقات المميزة هناك مجالات عدة للتعاون. والطائف لا يعني الانسحاب وإنما يعني التعاون بين البلدين، وهذا ما نريد أن نؤكده. ثانيا، نحن نستمد قوة الحضور السياسي من الإرادة الشعبية اللبنانية التي ترفض أن تشرع أبواب لبنان على مصاريعها أمام العدوان الإسرائيلي ونشعر بقوة الاحتضان اللبناني لنا. ونلمس من الوقائع السياسية الدليل على أن ثمة سعيا دوليا الى حوادث انقلاب في موازين القوى الداخلية بغية تغيير المسار السياسي والهوية السياسية للبنان.
ألا تثقون بجميع قوى المعارضة بالنسبة إلى الحفاظ على سلاح المقاومة ومستقبل حزب الله؟
- نحن نثق ببعض قوى المعارضة مثل وليد جنبلاط، ونحن الآن نسمع من القوى المعارضة التي التقيناها وهي ليست على منطق واحد، فهناك لغة تقول بضرورة حماية المقاومة حتى الآن. هناك قوى في المعارضة نثق بها، بينما القوى الأخرى ليست موضع ثقتنا على الإطلاق.
في حال تشكيل حكومة اتحاد وطني أو غيرها هل سيشارك حزب الله في الحكومة؟
- سنرى الأصلح للبلد، فإذا كان الأصلح المشاركة فسنشارك، وإذا كان الأصلح أن نكون قوى تعمل على المستوى الشعبي والميداني فلن نشارك.
يتهم حزب الله بأنه استخدم بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قضية مزارع شبعا ودعم الانتفاضة ذريعة لبقائه مقاومة مسلحة في الجنوب، ما ردكم؟
- من يرغب في انهاء الوجود المسلح لحزب الله فلينه هاتين القضيتين ونحن متنازلون عن حقنا. فاذا كانوا يعتبرون هذه المسائل ذريعة فلينزعوا هذه الذرائع ولينهوا احتلال مزارع شبعا ولينهوا المأساة الفلسطينية. هناك قضايا حقيقية تعاني منها شعوب المنطقة، فلو لم يكن هناك شيء اسمه حزب الله لكانت شعوب المنطقة قد توصلت الى تشكيل تنظيم مثل حزب الله. ظهور حزب الله فرضه منطق الضرورة، بما أن هناك قضايا ومعاناة فرضت قيام هذا التنظيم الذي هو رد فعل على العدوان الصهيوني فلا أحد يرغب في استمرار الصراع لمجرد الصراع. إن القضايا التي قام بسببها هذا التنظيم لاتزال قائمة، ولأنها لم تنته فلا يمكن الحديث عن انتهاء القضية العادلة التي يعمل لأجلها حزب الله.
في حال الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا واطلاق بقية الأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية هل هناك مبرر لوجود المقاومة العسكرية لحزب الله؟
- نحن قمنا من أجل مواجهة العدوان والتهديد الاسرائيلي. ذكرتم موضوع احتلال مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين، لكن ليست هذه فقط كلها أشكال العدوان والتهديد الاسرائيليين على لبنان. يوجد واقع نحو 300,000 لاجئ فلسطيني في لبنان، ولبنان من حقه أن يستعيد أيضا شكل اجتماعه البشري الذي يفترض عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم.
الأمر الآخر هو المزاعم الاسرائيلية المعلنة بحقهم في المياه اللبنانية، وعندما حاول لبنان الاستفادة من مياهه في الوزاني وارواء القرى العطشى هدد الاسرائيليون بمنع اللبنانيين من الحصول على المياه. وكل الناس أقروا أنه لولا قدرة حزب الله الردعية على إحداث توازن لما تمكن لبنان من إرواء القرى العطشى.
الأمر الثالث استمرار الاختراقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وحين يبقى الصراع العربي - الاسرائيلي لا يستطيع لبنان أن يكون خارج منطق الجغرافية السياسية من جهة وخارج التزامه بانتمائه العربي من جهة أخرى. لذلك حزب الله بصفته جزءا من الشعب اللبناني هو معني في أن ينهض بدور لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي. لقد جرت محاولة العام 1983 من جانب الحكم في لبنان آنذاك لإخراج لبنان من الصراع العربي - الاسرائيلي عبر اتفاق 17 ايار، وقبل إقرار الجانب اللبناني لهذا الاتفاق سارع الاسرائيليون للكشف عن رسالة أرسلت الى الولايات المتحدة تربط تنفيذ هذا الاتفاق مع لبنان بما تؤول اليه المفاوضات مع سورية. إذا حين نتحدث عن المستقبل علينا أن ننظر الى أوجه الصلة بين لبنان والصراع العربي - الاسرائيلي.
يتهم حزب الله بأنه يستخدم المقاومة في مزارع شبعا لمصلحة السوريين وهذا يفسر ظرفية العمليات، ما هو تعليقكم؟
- اعتقد أن هناك شبه إجماع في العالم على أن الادارة الأميركية تقف وراء الحكومة الاسرائيلية وتغطي أعمالها المخالفة للقانون الدولي. مثلا الفيتو الأميركي ضد قرار ادانة جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في الضفة الغربية. الولايات المتحدة تستخدم "اسرائيل" للضغط على سورية لإجبارها على السير في المشروع الأميركي في العراق، ألا يجوز أن يكون هناك قدر من التحالف بين لبنان وسورية؟ نحن في لبنان حين كنا نخوض معركتنا لتحرير أراضينا المحتلة استفدنا من الدعم السياسي والمعنوي ومن العمق اللوجستي السوري. إذا الواجب الأخلاقي والانساني والوطني يفترض أن نكون الى جانب سورية لتحرير أراضيها. نعم نحن حلفاء لسورية، فكما كانت حليفة لنا لتحرير أرضنا فلا غضاضة على الإطلاق في القول إننا نحن الى جانب سورية.
الأمين العام لحزب الله أعلن في خطاب أخير أن الشعب الفلسطيني أدرى بمصالحه يقرر ما يشاء، وأن حزب الله يدعمه، ألا يعتبر هذا تراجعا في خطاب الحزب ونهجه وكذلك بالنسبة للشعب العراقي؟
- هذا انسجام مع خلاصة التجربة التي مررنا بها والتي تقول إن الشعب الذي يتعرض للاحتلال يكون أقدر على تحديد السياسات التي تناسب مقاومته ويكون الأقوى على طرد الاحتلال. وكما طردنا الاحتلال الإسرائيلي فبوسع الشعب الفلسطيني تحقيق ذلك وبوسع الشعب العراقي أن يقرر الطريق المناسب لاستعادة سيادته. هذا الكلام قلناه عن العراق في العام ،2003 وعن فلسطين العام .2001 السيدحسن نصرالله قال بعد اندلاع الانتفاضة: "أيها الشعب الفلسطيني قرارك بيدك".
هل يؤيد حزب الله خيار المقاومة المسلحة أم السلمية في العراق؟ هل يؤيد خيار التعايش مع الاحتلال حتى التوصل الى حكومة منتخبة أم المزج بين الخيارين؟
- لو كانت الولايات المتحدة تريد تحرير الشعب العراقي لكان حصل ذلك التحرير العام .1991 فمعاناة الشعب العراقي لعقود طويلة من نظام استبدادي تفسر التفاوت بين شكل المقاومة من مدينة الى أخرى، وذلك بحسب تعاطي النظام السابق مع كل مدينة. لكن موقف الشعب العراقي عموما هو موقف واحد وهو رفض الاحتلال الأجنبي، وهو الذي يحدد خياراته بشأن كيفية التعاطي مع الاحتلال.
ما تفسير تحول حزب الله من الخطاب الديني الاسلامي الى الخطاب القومي العربي؟
- عندما استخدمنا خطابا لبنانيا في مقاومة الاحتلال بدا أنه خطاب وطني، شأننا شأن أية جماعة بشرية لها انتماءات متعددة وهويات متداخلة وليست متناقضة. الهوية الاسلامية لحزب الله تتكامل مع خياراته الوطنية والقومية، فبالامكان الجمع بين الهوية الوطنية والقومية والدينية.
ثمة تحركات اسرائيلية لدفع الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، ألا يخشى الحزب من إقدام الأوروبيين على هذه الخطوة؟
- عندما نخوض مواجهة مع حملة دولية فستكون هناك كلفة سياسية، ونحن حاضرون لتحمل كلفة موقفنا السياسي، ولكن هل الآخر حاضر لتحمل تبعات الكلفة السياسية للقرار الذي سيأخذه؟ بالنتيجة حزب الله قوة أساسية في المعادلة اللبنانية فمن يحاول عزلها سيكتشف أنه سيعزل نفسه عن لبنان
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 931 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ
حزب الله دخل في السجال لمواجهة الحملة الأميركية
هيثم مزاحم - بيروت
صرح مسئول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي في حديث خاص بـ "الوسط" بأن حزب الله دخل في السجال الداخلي لمواجهة حملة أميركية إسرائيلية لجعل لبنان طيعا وأرضا معبدة، وأنه بسبب التأزمات الداخلية والتدخلات الدولية بات لبنان أمام مأزق يهدد مصيره. وأشار إلى أنه يثق ببعض أطراف المعارضة بينما بعضها "لا يحظى بثقتنا على الإطلاق".
وفي سؤال عن مشاركة الحزب في حكومة اتحاد وطني، قال: "نرى الأصلح للبلد".
مسئول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي لـ "الوسط":
سورية رفضت نزع سلاح المقاومة فدفعت الثمن بالانسحاب من لبنان
بيروت - هيثم مزاحم
التقت "الوسط" مسئول العلاقات الدولية في حزب الله السيدنواف الموسوي، وحاورته بشأن التطورات الأخيرة في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وخصوصا مسألة الانسحاب السوري من لبنان وعلاقة الحزب بسورية، وقضية الحوار بين حزب الله والمعارضة، الى قضية سلاح المقاومة ومزارع شبعا، ودعم حزب الله للانتفاضة الفلسطينية. والآتي نص الحوار:
ما تعليقكم على دعوة الإدارة الأميركية حزب الله إلى التخلي عن سلاحه والتحول الى حزب سياسي وإثبات أنه ليس إرهابيا؟
- يدل هذا على التناقض الداخلي الموجود عند الإدارة الأميركية، تارة تحت الهيمنة الإسرائيلية على بعض دوائر القرار ترى في حزب الله منظمة إرهابية.
وإذا نظرت الى الواقع السياسي الفعلي بدا على حقيقته بوصفه مشكلة تناقض الإدارة الأميركية لكن السؤال هل يمكن أن يتوقع أحد أن تتحرر الإدارة الأميركية من النفوذ الصهيوني داخلها؟ أشك في ذلك.
بغض النظر عن التناقض الموجود هل يمكن أن تعتبروها رسالة جديدة أو تتعاملوا معها بجدية؟
- نحن نقول لك عندما تكون السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط هي سياسة إسرائيلية يرجح الشك في أي موقف تأخذه الإدارة الأميركية.
الفرز الداخلي في لبنان بين الموالاة والمعارضة، ألا يمكن أن يؤدي إلى دخول حزب الله طرفا في تحالف عين التينة إلى تخلي الحزب عن تورطه في صراع داخلي أو فتنة داخلية أو حرب أهلية؟
- نحن لم نتدخل فيما يشبه السجال الداخلي بقدر ما نحن نريد أن نكون في مواجهة حملة إسرائيلية أميركية تستهدف القضاء على كل المقاومة اللبنانية لجعل لبنان طيعا وأرضا معبدة. إذا نحن نقود معركة لمواجهة الحملة الإسرائيلية الأميركية هذا أولا.
ثانيا، نحن نستشعر أنه بسبب التأزمات الداخلية في لبنان وبسبب التدخلات الدولية بات لبنان أمام مأزق يهدد مصيره، لذلك نحن نقوم بمهمة إنقاذية. والدور الذي نقوم به من شقين، الأول مواجهة الحملة الأميركية - الإسرائيلية التي هي جزء من الحملة الأميركية على المنطقة بأسرها لتطويعها، والشق الآخر إنقاذ لبنان من التأزم الداخلي.
أين أصبح الحوار مع المعارضة الذي طرحه السيدحسن نصرالله بدءا بلقاء النائب العريضي كممثل عن النائب وليد جنبلاط، ثم اللقاء مع سمير فرنجية؟
- فكرتنا عن الحوار هي فكرة بين جميع أطياف الحياة السياسية اللبنانية الراهنة، وأي حوار ينبغي أن يشمل كل الاطراف السياسية ونحن نسعى الى ذلك.
خطاب السيد نصرالله في ساحة رياض الصلح كان شديد الدفاع عن سورية والإشادة بها وهو أمر غير شعبي في لبنان، كيف تفسر ذلك؟
- إن الشخص لا يستطيع الا أن يحيي الرئيس الأسد فعلا، فحين خير بين ضرب المقاومة والبقاء في لبنان وبين الانسحاب فضل بخلاف الكثير من الأذلاء العرب الموجود بعض منهم في لبنان، أن يكون شريفا ونزيها وأن ينسحب من لبنان على أن يكون ذليلا للأميركيين ويبقى في لبنان. فكل التحية لهذا الموقف والذلة لمن تورطوا في عقد اتفاق 17 أيار "مايو 1983" ويدافعون عنه بوقاحة ويقدمونه كإنجاز. هؤلاء الذين تورطوا حتى آذانهم في العمالة لـ "إسرائيل" ومازالوا يدافعون عن عملاء "إسرائيل".
وما يثير الاشمئزاز هو أن نرى بعض رموز المعارضة حريصين على العميل الذليل "أنطوان لحد". هناك بعض القوى في المعارضة تطالب باستعادة هؤلاء العملاء الذين هربوا الى الكيان الاسرائيلي. أما موقف الأمين العام في التعبير عن الوفاء لسورية فهو ينسجم مع كل مظاهر العزة التي تعودنا عليها كلبنانيين. والسوريون في لبنان قدموا الكثير من التضحيات في سبيل مساعدة لبنان على إعادة بناء مؤسساته، وأما الحديث عن الأخطاء التي ارتكبت أثناء الإدارة السورية فكان للرئيس الأسد الجرأة في الاعتراف بها، ولكن ماذا عن الذين استفادوا حتى آذانهم من هذه الأخطاء؟
هل يعتبر حزب الله أن الانسحاب السوري سيضعف قوته أو سيكون مناسبا له لتحسين قوته الانتخابية؟
- إذا عدنا إلى الذاكرة نعرف أن هناك قوى سياسية الآن في موقع المعارضة هي التي كانت تستخدم التدخل السوري من أجل أن يكون قانون الانتخاب والتحالفات الانتخابية بالطريقة التي تحافظ على زعامتها السياسية، أما نحن فلدينا كل الثقة بقاعدتنا الشعبية، ولدينا القدرة على تمثيل حضورنا السياسي في أية انتخابات نيابية، لكن من اجل مصلحة لبنان ينبغي أن تكون هناك عملية انتخابية يتمثل الجميع فيها بأحجامهم الحقيقية حتى يتولد الوفاق الوطني الحقيقي.
تساءل البعض: لماذا لم يكشف الأمين العام لحزب الله عن حواره السري المستمر مع الرئيس الحريري وعن العلاقة الطيبة قبل اغتياله وليس بعده؟
- بعض من كان يعتبر نفسه مقربا من الرئيس الشهيد الحريري تساءل لماذا الآن، ونحن نسأل إذا كنت أنت مقربا لهذه الدرجة من الرئيس الحريري فلماذا لم يسرب لك الرئيس الحريري ماذا كان يحدث. في الواقع لأن الرئيس الحريري كان حريصا على سرية هذا اللقاء ونحن تجاوبنا مع رغبته وحرصه على أن يكون قادرا على القيام بأدواره الدولية من دون أن أي معوق. فلذلك ما حصل كان رغبة الرئيس الحريري، فلو كان على قيد الحياة لما كان الحديث على هذا الأمر وفقا لرغبته، لذلك دهشت أنا لعدم معرفة هؤلاء المندهشين بالحوار، وهذا دليل على أن حجم الثقة بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله كان يفوق ثقته بمن كان يزعم القرب منه.
لماذا يكرر حزب الله التحذير من اتفاق 17 أيار جديد بينما المعارضة تؤكد رفضها لتوقيع اتفاق سلام بين لبنان و"إسرائيل"؟ ما هي خلفية هذا الموقف؟
- قال أحد الذين لم يبلغوا حتى سن الرشد القانوني في لبنان إنه عندما ينسحب السوريون ستجري احتفالات تنسي الناس احتفالات أيار 2000 بتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، وكأن احتفالات العام 2000 بمثابة السكين الذي يغرس في قلبه أو في قلب من هو معه. هذا ينبغي أن يفهم أنه لن يكون هناك تحت أي ظرف من الظروف مثل احتفالات العام ،2000 ومن أجل كل ذلك كل جندي سوري ينبغي أن يخرج معه زهرة يحملها في يده مرفوع الرأس.
اتفاق 17 أيار ماذا كان يعني؟ كان يعني إلحاق لبنان كمحمية عسكرية لـ "إسرائيل". الذي منع حدوث هذا الأمر هو متانة موقف المقاومة وبالتحالف مع سورية. وهذه الحملة الدولية هدفها أن يكون لبنان ضعيفا في مواجهة الإسرائيليين، وإلا ما معنى إصرار بعض الجهات على نزع سلاح المقاومة في وقت يواصل فيه الإسرائيلي العدوان على لبنان، ويملك ما يشاء من الأسلحة لتحقيق هذا العدوان، كل هذا الى ماذا يهدف؟ إذا رأيت الغيوم متلبدة في السماء وتوقعت أن تمطر السماء، هل يعني لك شيئا أن يقسم أحدهم بأنها لن تمطر؟!
لقد كان مفهوما موقف حزب الله في تظاهرة رياض الصلح كتعبير عن الوفاء لسورية، ولكن ألم تكن هناك مبالغة في التعبير؟
- هناك شيء أهم من ذلك "التعبير عن الوفاء". في الواقع إن سورية بين تخييرها البقاء في لبنان الذي يعتبر جزءا من أمنها الاستراتيجي على أن تبعد المقاومة في لبنان ثم تفضل هذه المجازفة على ألا تتورط أياديها في هذه المهمة القذرة، أي نزع سلاح المقاومة في لبنان... هذا بحد ذاته يستوجب التحية أيضا. لو مشى السوريون في تنفيذ الأجندة الأميركية - الإسرائيلية التي طلبت منهم لما كان أحد تكلم عن الوجود السوري في لبنان. فضلا عن ذلك، هناك الأيدي السورية البيضاء في انتشال لبنان من الحفرة العميقة التي ألقتها فيه الإدارة الأميركية العام 1975 وهي الحرب الأهلية.
كيف ترون مستقبل العلاقة مع سورية بعد انسحابها من لبنان؟
- نحن الآن "كل القوى الحليفة" حريصون على ألا تكون في مواجهة سورية، حتى بعض قوى المعارضة تحاول أن تقول إنه عندما يصير الأمر بين سورية وبين 17 أيار ستكون إلى جانب سورية.
أولا، اتفاق الطائف ينص على إقامة علاقات مميزة بين لبنان وسورية، ومن هذه العلاقات المميزة هناك مجالات عدة للتعاون. والطائف لا يعني الانسحاب وإنما يعني التعاون بين البلدين، وهذا ما نريد أن نؤكده. ثانيا، نحن نستمد قوة الحضور السياسي من الإرادة الشعبية اللبنانية التي ترفض أن تشرع أبواب لبنان على مصاريعها أمام العدوان الإسرائيلي ونشعر بقوة الاحتضان اللبناني لنا. ونلمس من الوقائع السياسية الدليل على أن ثمة سعيا دوليا الى حوادث انقلاب في موازين القوى الداخلية بغية تغيير المسار السياسي والهوية السياسية للبنان.
ألا تثقون بجميع قوى المعارضة بالنسبة إلى الحفاظ على سلاح المقاومة ومستقبل حزب الله؟
- نحن نثق ببعض قوى المعارضة مثل وليد جنبلاط، ونحن الآن نسمع من القوى المعارضة التي التقيناها وهي ليست على منطق واحد، فهناك لغة تقول بضرورة حماية المقاومة حتى الآن. هناك قوى في المعارضة نثق بها، بينما القوى الأخرى ليست موضع ثقتنا على الإطلاق.
في حال تشكيل حكومة اتحاد وطني أو غيرها هل سيشارك حزب الله في الحكومة؟
- سنرى الأصلح للبلد، فإذا كان الأصلح المشاركة فسنشارك، وإذا كان الأصلح أن نكون قوى تعمل على المستوى الشعبي والميداني فلن نشارك.
يتهم حزب الله بأنه استخدم بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قضية مزارع شبعا ودعم الانتفاضة ذريعة لبقائه مقاومة مسلحة في الجنوب، ما ردكم؟
- من يرغب في انهاء الوجود المسلح لحزب الله فلينه هاتين القضيتين ونحن متنازلون عن حقنا. فاذا كانوا يعتبرون هذه المسائل ذريعة فلينزعوا هذه الذرائع ولينهوا احتلال مزارع شبعا ولينهوا المأساة الفلسطينية. هناك قضايا حقيقية تعاني منها شعوب المنطقة، فلو لم يكن هناك شيء اسمه حزب الله لكانت شعوب المنطقة قد توصلت الى تشكيل تنظيم مثل حزب الله. ظهور حزب الله فرضه منطق الضرورة، بما أن هناك قضايا ومعاناة فرضت قيام هذا التنظيم الذي هو رد فعل على العدوان الصهيوني فلا أحد يرغب في استمرار الصراع لمجرد الصراع. إن القضايا التي قام بسببها هذا التنظيم لاتزال قائمة، ولأنها لم تنته فلا يمكن الحديث عن انتهاء القضية العادلة التي يعمل لأجلها حزب الله.
في حال الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا واطلاق بقية الأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية هل هناك مبرر لوجود المقاومة العسكرية لحزب الله؟
- نحن قمنا من أجل مواجهة العدوان والتهديد الاسرائيلي. ذكرتم موضوع احتلال مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين، لكن ليست هذه فقط كلها أشكال العدوان والتهديد الاسرائيليين على لبنان. يوجد واقع نحو 300,000 لاجئ فلسطيني في لبنان، ولبنان من حقه أن يستعيد أيضا شكل اجتماعه البشري الذي يفترض عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم.
الأمر الآخر هو المزاعم الاسرائيلية المعلنة بحقهم في المياه اللبنانية، وعندما حاول لبنان الاستفادة من مياهه في الوزاني وارواء القرى العطشى هدد الاسرائيليون بمنع اللبنانيين من الحصول على المياه. وكل الناس أقروا أنه لولا قدرة حزب الله الردعية على إحداث توازن لما تمكن لبنان من إرواء القرى العطشى.
الأمر الثالث استمرار الاختراقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وحين يبقى الصراع العربي - الاسرائيلي لا يستطيع لبنان أن يكون خارج منطق الجغرافية السياسية من جهة وخارج التزامه بانتمائه العربي من جهة أخرى. لذلك حزب الله بصفته جزءا من الشعب اللبناني هو معني في أن ينهض بدور لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي. لقد جرت محاولة العام 1983 من جانب الحكم في لبنان آنذاك لإخراج لبنان من الصراع العربي - الاسرائيلي عبر اتفاق 17 ايار، وقبل إقرار الجانب اللبناني لهذا الاتفاق سارع الاسرائيليون للكشف عن رسالة أرسلت الى الولايات المتحدة تربط تنفيذ هذا الاتفاق مع لبنان بما تؤول اليه المفاوضات مع سورية. إذا حين نتحدث عن المستقبل علينا أن ننظر الى أوجه الصلة بين لبنان والصراع العربي - الاسرائيلي.
يتهم حزب الله بأنه يستخدم المقاومة في مزارع شبعا لمصلحة السوريين وهذا يفسر ظرفية العمليات، ما هو تعليقكم؟
- اعتقد أن هناك شبه إجماع في العالم على أن الادارة الأميركية تقف وراء الحكومة الاسرائيلية وتغطي أعمالها المخالفة للقانون الدولي. مثلا الفيتو الأميركي ضد قرار ادانة جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في الضفة الغربية. الولايات المتحدة تستخدم "اسرائيل" للضغط على سورية لإجبارها على السير في المشروع الأميركي في العراق، ألا يجوز أن يكون هناك قدر من التحالف بين لبنان وسورية؟ نحن في لبنان حين كنا نخوض معركتنا لتحرير أراضينا المحتلة استفدنا من الدعم السياسي والمعنوي ومن العمق اللوجستي السوري. إذا الواجب الأخلاقي والانساني والوطني يفترض أن نكون الى جانب سورية لتحرير أراضيها. نعم نحن حلفاء لسورية، فكما كانت حليفة لنا لتحرير أرضنا فلا غضاضة على الإطلاق في القول إننا نحن الى جانب سورية.
الأمين العام لحزب الله أعلن في خطاب أخير أن الشعب الفلسطيني أدرى بمصالحه يقرر ما يشاء، وأن حزب الله يدعمه، ألا يعتبر هذا تراجعا في خطاب الحزب ونهجه وكذلك بالنسبة للشعب العراقي؟
- هذا انسجام مع خلاصة التجربة التي مررنا بها والتي تقول إن الشعب الذي يتعرض للاحتلال يكون أقدر على تحديد السياسات التي تناسب مقاومته ويكون الأقوى على طرد الاحتلال. وكما طردنا الاحتلال الإسرائيلي فبوسع الشعب الفلسطيني تحقيق ذلك وبوسع الشعب العراقي أن يقرر الطريق المناسب لاستعادة سيادته. هذا الكلام قلناه عن العراق في العام ،2003 وعن فلسطين العام .2001 السيدحسن نصرالله قال بعد اندلاع الانتفاضة: "أيها الشعب الفلسطيني قرارك بيدك".
هل يؤيد حزب الله خيار المقاومة المسلحة أم السلمية في العراق؟ هل يؤيد خيار التعايش مع الاحتلال حتى التوصل الى حكومة منتخبة أم المزج بين الخيارين؟
- لو كانت الولايات المتحدة تريد تحرير الشعب العراقي لكان حصل ذلك التحرير العام .1991 فمعاناة الشعب العراقي لعقود طويلة من نظام استبدادي تفسر التفاوت بين شكل المقاومة من مدينة الى أخرى، وذلك بحسب تعاطي النظام السابق مع كل مدينة. لكن موقف الشعب العراقي عموما هو موقف واحد وهو رفض الاحتلال الأجنبي، وهو الذي يحدد خياراته بشأن كيفية التعاطي مع الاحتلال.
ما تفسير تحول حزب الله من الخطاب الديني الاسلامي الى الخطاب القومي العربي؟
- عندما استخدمنا خطابا لبنانيا في مقاومة الاحتلال بدا أنه خطاب وطني، شأننا شأن أية جماعة بشرية لها انتماءات متعددة وهويات متداخلة وليست متناقضة. الهوية الاسلامية لحزب الله تتكامل مع خياراته الوطنية والقومية، فبالامكان الجمع بين الهوية الوطنية والقومية والدينية.
ثمة تحركات اسرائيلية لدفع الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، ألا يخشى الحزب من إقدام الأوروبيين على هذه الخطوة؟
- عندما نخوض مواجهة مع حملة دولية فستكون هناك كلفة سياسية، ونحن حاضرون لتحمل كلفة موقفنا السياسي، ولكن هل الآخر حاضر لتحمل تبعات الكلفة السياسية للقرار الذي سيأخذه؟ بالنتيجة حزب الله قوة أساسية في المعادلة اللبنانية فمن يحاول عزلها سيكتشف أنه سيعزل نفسه عن لبنان
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 931 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ
Comments
Post a Comment